اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد 43

الصفحة الرئيسية

     

استراتيجية الأعلام الدولي المنشود

     
               
                                   

 جبار محمود

تأزيم الصهيونية للاعلام الدولي

من تعارض خطوط الاعلام الغربي

حقيقة الصراع الاعلامي الدولي

الاعلاميات المهاجرة في البلدان النامية

اصرار الغرب على إدامة الغزو الاعلامي

المشكلة الاعلامية ودور المنظمة الدولية

منذ.. انتهاء حرب الدول الكبرى سنة 1945م ما زال الأعلام الغربي ـ الرأسمالي يعمل بإصرار ومواظبة على تحريف الوجدان عند الخليقة، وتغيير ثوابت إعتدادها بمواقفها الإنسانية. وما يزيد الأمر تعقيداً أن الغرب ينكر على الإعلاميات غير الغريبة، حقها الطبيعي في المطالبة كي تُعامل بتناظر وتكافؤ إعلامي دولي دون أي تمييز، وأمام حدّية هذين المفهومين في تبني ما ينبغي أن تكون عليه العلاقات الإعلامية الدولية، لم تفضي بعد كل المحاولات المبذولة من قبل الدول النامية مع الحكومات الغربية في هذا المجال إلى شيء ملموس.

حقيقة الصراع الإعلامي الدولي

من.. مكائد الاعلام الغربي انه يضع أنظمة دوله الرأسمالية بموقع.. وكأنه في بمنتهى الشرعية.. ويحاول من طرف خفي تركين مآسي وجرائم وموآمرات احتلالاتها المباشرة أو اللامباشرة لغالبية بلدان العالم، وكأن الأمر ليس خلافاً بين مستعمِر ومستعمَر. لذلك وبكل ابتعاد عن مبدأ الشعور بالمسؤولية، يضع الاعلام الغربي نفسه في حالة حرب غير مبررة ضد حقوق وتطلعات المجتمعات النامية على وجه القصد، ولعل حالة تربصه بما يدور في البلدان الأخرى ونقل الأخبار الناقصة أو المنتقصة أو المشوهة عنها، مقابل ضعف الحجة الإعلامية الغربية المعروضة، قد أدى بالمشكلة الإعلامية الموضوعة للتفكير بحسبان جديد على المستوى الدولي: ولقد وعت الدوائر المختصة في المنظمة العالمية ـ هيئة الأمم المتحدة ـ أن إدامة مسايرتها لسياق الاطروحات الإعلامية الغربية، لم يعد مناسباً أمام زيادة نسب الوعي الإعلامي الاجتماعي الموجه للضغط على الحكومات المحلية في عموم البلدان النامية، رغم أن طبيعة هذا الضغط لم يرق بعد لمستوى الاداء العلني.. المتحدي لسلطات تلك الحكومات المتراخية في متابعة ما آلت إليه مطالبها الإعلامية الدولية، من أجل أن تكون أجهزة إعلامها منفكة من أي هيمنات أو تدخلات أو فروض إعلامية أجنبية0

ومن.. جانب عملي أقدمت هيئة الأمم المتحدة بحكم مسؤوليتها الأدبية الدولية، بعدة مبادرات لسد الثغرة الإعلامية الدولية التي أحدثها النظام الرأسمالي الغربي، على الضد من أحقية مجتمعات البلدان الأخرى في حق الاستمتاع الهادف وجني الفوائد الثقافية من عروض نتاجات الإعلاميات المحلية والدولية، ففي 9 تموز 1984م عقدت »لجنة الاعلام الدولية«.. إحدى اللجان المهمة في مقر هيئة الأمم المتحدة بواشنطن.. اجتماعاً تلبيةً لطلب رسمي قدمه عدد من ممثلو البلدان النامية، وكان من ضمنهم ممثلي البلدان العربية والإسلامية، وقد تمخّض الاجتماع الآنف عن إصدار قرار نصّ على ضرورة أن تكف أنظمة الدول الرأسمالية الغربية، عن الاستمرار ببسط سياسة فرض سيطرتها الإعلامية بطريقة وبأخرى على إعلاميات تلك البلدان، إلاّ أن أصحاب القرار السياسي الغربي الذين كانوا يتابعون مجريات الموضوع عن بعد، أوعزوا لممثليهم كي لا يعطوا آذانا صياغة للقرار المذكور، وكان في نتيجة ذلك أن حفظت وثيقة القرار في ملف الموضوعات المؤجلة. وهذا ما يذكر بأن أنظمة الرأسمال الغربي رغم تقدمها في مجالات العلوم والتكنولوجيا لكنها أنظمة تُعاني من فرض التخلف الحياتي.. الحضاري.

من تعارض خطوط الاعلام الغربي

الإعلاميون.. المواكبون لمفرزات عموم النشاطات الإعلامية الغربية يلاحظون كثرة تحدثها عن الرخاء الذي يفيء حياة المجتمعات في الغرب، ومن الثابت فإن الإعلاميين الغربيين أعرف من غيرهم، بلمس الفوارق الطبقية الصارخة في مجتمعاتهم، إذ لا تُرجّح الوقائع لمس أي وجود حقيقي لحالة التنعّم الاجتماعي المزعومة، فظواهر الفقر والحرمان المنتشرة في العديد من المدن والمناطق والأقاليم الغربية كحال كثرة الفقراء في منطقة (اسكتلندا) شمالي بريطانيا وغيرها، مسألة لا يستطيع أحد نفيها. ولعل الكينونة الأجدى بتلك الإعلاميات الغربية، كان يستوجب عدم توجيهها للدعاية الكاذبة لصالح نعمة أنظمة الرأسمال، التي لن نستطيع أصلا الاستمرار على الحياة الا على شيوع زرع التفاوت الطبقي و التناقض الاجتماعي، وأمام الهاجس المستديم عند إعلاميي الغرب من احتمال اتخاذ قرار مزاجي للاستغناء الفوري عن خدماتهم الوظيفية، والحاقهم برهط العاطلين عن العمل، فان طرح السؤال التقليدي على الذات بين هؤلاء الإعلاميين »ما العمل إذن؟« لم يخطر ببال بأن الجواب ممكن إقرانه بإمكانية تصحيح غيي مواقف الإعلاميين المذكورين، ومن ثم انعكاس ذلك تدريجياً في وسائل الاعلام، إذا ما غلبت الإرادة عندهم في فهم معنى (الاعتبار) والالتزام به المزيل لتعارض الخطوط مع جوهر العمل الإعلامي.

ومن.. الظواهر الإعلامية الغربية الملفتة للانتباه والتمعن، أن تراكم تجربة الاعلام الغربي لم تستوعب أو تشكل بعد، خلفية موضوعية لتحقيق خوض أعلامي افضل. ففي السابع من تموز 1985م اعترفت صحيفة »الاوبزرفر« البريطانية الأسبوعية على إحدى صفحاتها، بان ـ الاوبزرفر ـ متهمة بالفساد من قبل القضاء البريطاني،بسبب دفعها مبلغ 2100 دولار كـ(رشوة) لأحد موظفي وزارة الدفاع البريطانية، كي تحصل منه على معلومات تكشف عن رقم الأموال الضائعة في العقود التي تبرمها الوزارة المذكورة. وفي الوقت الذي نكر »دونالد تريلفورد« رئيس تحرير (الاوبزرفر) التهمة الآنفة جملةً وتفصيلاً، بحسب تصريح له لوكالة الاسوشيتدبرس »أب«.. كانت محكمة (برتسيول) اللندنية قد حكمت على خبير أسلحة سابق في وزارة الدفاع البريطانية يدعى »ديموند ديليفر«، بالسجن مدة 6 أشهر بعد إدانته بقبول عدة رشوات بلغت 1500 جنيه إسترليني، كانت »الاوبزرفر« ذاتها قد دفعتها له، وذلك مما وضع المتابعين للموضوع ونتائجه في حالة بلبلة إعلامية ويتبين من هاتين الواقعتين أن مثيل هذه الترهّات المتكررة بين حين وآخر في الإعلاميات الغربية، توصّل إلى أن الاعلام لدى السلطات السياسية في الغرب لا يشكل لديها قضية عامة، بل مجالاً للادعاءات اللامنضبطة على اكثر احتمال.

تأزيم الصهيونية للإعلام الدولي

في. الغرب لا يتحدث اعلاميوه كثيراً عن العلاقات المصيرية التي تربط مؤسساتهم بالإعلام الإسرائيلي، وطبيعي فإن ذلك لا يمكن احتسابه من باب التواضع. فكل الخطوات الإعلامية التنسيقية بين حكومات الغرب وحكومة إسرائيل، تقترب دوماً من اجل عمل شيء إعلامي ما، وبالذات ضد الحكومات والبلدان التي لا تساير منهج تأزيم العالم، ففي كتاب (من يجرؤ على الكلام؟) لمؤلفه (بول فندلي) تم فضح أساليب الصهيونية المستعملة للضغط على الاعلام الأمريكي، كي يستمر في تبني التطلعات والخيالات الإسرائيلية غير المشروعة، وفي جوانب من الكتاب يبين المؤلف بأسلوب تحليلي مقنع كيف تؤثر التجمعات الصهيونية في أمريكا على أصحاب القرار الأمريكي، ولماذا تعد مسألة شن الحرب النفسية ضد المجتمعات غير الغربية حالة مكشوفة، حيث تلعب وسائل الاعلام الإسرائيلية والغربية دوراً متهادناً ومشتركاً في محاولات التفتيت المعنوي للثورات الحقيقية، أينما تفجّرت في البلدان النامية المظلومة مجتمعاتها. ومما يمكن الاستشهاد به أن كل الانتصارات الباطلة والوقتية المتحققة لصالح كيان إسرائيل وكيانات الغرب الرأسمالي لا تعني شيئاً في البتة، إذ لا زالت الروح الثورية تمور وتتوهج في ضمائر ونفوس أبناء المجتمعات النامية المتضررة من سياسيات الغرب وحليفته التابعة إسرائيل.

حتى.. الآن لم تستفد إسرائيل ومعها الغرب ممّا أجهدوا في التخطيط له، لتشكيل سياسة في البلدان النامية تناوئ في مواقفها مصالح المجتمعات الأخرى، لذلك فان جهودهما التنسيقية تنصب للقيام بمغامرات عسكرية في جزء من المنطقة العربية المحاذية لحدود الأرض المحتلة ـ فلسطين ـ وذلك لإثبات الوجود على طريقة »نحن هنا« كما يحدث منذ سنوات مع لبنان الشقيق، إذ تتناقل الأخبار عن تلك الاعتداءات العسكرية عبر وسائل الاعلام الغربية والإسرائيلية والدولية ومن ضمنها إعلاميات عربية واسلامية، وكأنها أخبار تخص حفلات أهل الفن ولا ولم يذهب جراء إغارة اقترافها في كل مرة ضحايا أنفس بريئة من أطفال ونساء وشيوخ وبدا واضحاً اكثر.. أن تأزيم الصهيونية للإعلام الدولي، حين وقعت إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقاً إعلاميا في حزيران 1987م، لبناء محطة تقوية البث لإذاعات »صوت أمريكا« و»أوربا الحرة« و»الحرية« في صحراء النقب بفلسطين المحتلة، وبكلفة 400 مليون دولار، لأجل أن توصّل أمريكا صوتها الموجّه إلى معظم بلدان قارات آسيا وأفريقيا وأوربا، وباللغات المحلية لمجتمعات تلك البلدان.

المشكلة الإعلامية ودور المنظمة الدولية

إذ.. تقر الأفكار العقلانية أن توظيفات استخدام الاعلام ينبغي أن يكون لما تطمح إليه البشرية، وليس على الضد من استحصالاتها المعلوماتية الهادفة، فقد دفع ذلك لدراسة إمكانية فتح آفاق جديدة للتعاون الإعلامي على مستوى قاطبة دول العالم، على أمل النهوض بواقع حال الرسالة الإعلامية الإنسانية، التي تعاني من عمليات إحباط متتالية في العديد من عروضها النوعية، وبالذات الأهم في مجال الإعلاميات المرئية المؤثرة اكثر من الإعلاميات المسموعة والمقروءة على نفسية الجمهور المتعامل مع الاعلام. ومن جانبها ونتيجة للضغوط المعنوية التي وجهتها حكومات البلدان النامية، قامت المنظمة الدولية عبر اكبر مؤسساتها ـ منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، ببحث ومتابعة موضوع العلاقات الإعلامية بين الدول الغربية والنامية.. وعلى أساس من هذا التكليف، عقدت تحت رعاية (اليونسكو) ندوة موسعة خلال الفترة بين 24 ـ 28 ايار 1976م في مدينة مكسيكو بـ(المكسيك) نظمها (معهد أمريكا اللاتينية للدراسات المتخطية للحدود القومية)، وبالتعاون مع مؤسسة (داغ هامر شولد)، للوقوف على النقاط الحيوية الرئيسية المؤدية لانبثاق مشروع إقامة نظام أعلامي دولي جديد، وقد تمت المداولة بجدية فائقة حول الوسائل المثلى الممكن اعتمادها في هذا الشأن. لكن ما أعيب على تصورات الندوة أنها ربطت مسألة الالتزام المطلوب بشرط قيام نظام اقتصادي عالمي جديد، يسبق قيام النظام الإعلامي الدولي المؤمل، مما عنى أن هناك تبعيّة شخوص مخترقين فيما بين المنتديين، يعملون لصالح اصطفاف سلطات الدول الغربية وسياساتها الرأسمالية المتصاعدة الخطط، في التجاوز على حقوق البلدان النامية وقد استبان ذلك بصورة جليّة لا تقبل اللبس، حين أكدت الندوة بشكل مفاجئ عبر إحدى أطروحتها: »أن... النضال ينبغي أن يوجّه من أجل إعادة تجميع البُنى الإعلامية الحالية ما فوق القومية« أي بما تريد فرضه إدارات الرأسمال الغربي، وليس ما تُطالب به المجتمعات غير الغربية، ومن بينها المجتمعات الصغيرة في بعض البلدان النامية، المتطلّعة لما يجعل واقع الاعلام منسجماً مع توجهاتها الروحية والدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية وكذلك السياسية وقد.. أثارت تلك الأطروحة المنافقة حفيظة ـ المدير العام الأسبق لليونسكو (احمد مختار أمبو)، الذي كان أحد أبرز شخصيات الحضور، لمّا أعلن لهم: »إن حالة عدم التوازن في عمل وسائل الاعلام الجماهيري تُلمس... في نطاق الدولة الواحدة أيضا، وأمّا على المستوى الدولي فتظهر باستمرار فروق اكبر كي تفصل أو تبعد عن المناطق الشاسعة للبلدان النامية أي تأثيرات إعلامية لا مرغوبة،تعود للدول الصناعية المتقدمة«.

إصرار الغرب على إدامة الغزو الإعلامي

يساور.. العديد من النفوس وخاصة في العالم النامي فضول مشروع ـ إذا جاز التعبير ـ لمعرفة تصورات الفكر الإعلامي الغربي من دواخل اعلامياته، لكن ما تتناقله الأخبار المتداولة وتطالع به التصريحات الرسمية القادمة من جهة الغرب، غالباً ما تكشف النوايا المعادية المبيتة من قبل الأنظمة الرأسمالية ضد حقوق المجتمعات وسيادة الأوطان النامية، ويلاحظ أن تلك النوايا تستهدف معظم البلدان العربية والإسلامية في قارة آسيا بنسبة أكبر من بقية البقاع الدولية، بسبب إشعاع تاريخ العرب والمسلمين وعراقة حضارتهم.. فالأمريكي (ابراهامسوف) مدير هيئة (مبادرة الدفاع الاستراتيجي) أصدر بياناً خطيراً في أيلول 1985م، أعلن فيه أمام اللجنة الفرعية لشؤون القوات النووية الاستراتيجية المنبثقة عن (دائرة شؤون القوات المسلحة) في مجلس الشيوخ الأمريكي: »أن منطقتي الشرق الأوسط وجنوب غربي آسيا، هما بين المناطق العملية التي يجري فيها نشر المنظومات الإلكترونية لتأمين حرب النجوم«. ومع أن (النجوم) لا تتحارب، فان مفردة النجوم قد اختيرت بدقة لغوية لتخفيف ردة الفعل على سماع الأذن البشرية! وهكذا فقد استبدلوا تسمية مشروع تهديد البشرية بحرب »مبادرة الدفاع الاستراتيجي«، إلى تسمية »حرب النجوم« فما أرق المشاعر الغربية!

هذا.. وكان (دونالد ريغان) الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية قد مهّد لابلاغ دول ومجتمعات العالم بهذا المعنى من التهديد الضمني، حين أعلن من جانبه عن قرار الحكومة الأمريكية الذي اتخذته في خريف نفس السنة 1985م، لأجراء تجارب ميدانية للأسلحة المضادة للأقمار الصناعية وللأهداف الكونية.. ضمن خطة الغرب العسكرية للسيطرة على الفضاء. أما رجل الصحافة والإعلام المليونير المكسيكي المعروف (ماريو فازكيز رانا)، المالك لـ(70) صحيفة والذي اشترى وكالة »اليونيتدبرس« الدولية أواسط سنة 1986م، بمبلغ 41 مليون دولار، بعد أن أعلن عن عجزها المالي وعدم استطاعتها للإيفاء باستمرار العمل »قد دخل على خط تعميد الغزو الإعلامي الغربي لرمة المجتمع البشري، ففي مقابلة صحفية أجرتها معه مجلة »ذي نيوز ويك«« الأمريكية صرّح مؤكداً ومكررا لموقفه الإعلامي المعارض إزاء توجّه منظمة (اليونسكو) فيما يخص إقامة نظام دولي جديد للإعلام، إذ قال بالحرف الواحد ودون أي تحفّظ: »يكفي ما لدى اليونسكو من مشاكل، وعليها عدم التدخل في شأن الصحفيين وقضية الاعلام الدولي القائم«.

الإعلاميات المهاجرة في البلدان النامية

في.. عالم السياسة القاسي الذي تعاني منه المجتمعات البشرية، بهذه المرحلة الحرجة من تاريخها الداخل على الألفية الثالثة، تتسع أبعاد ومؤثرات الظاهرة الإعلامية اللامبررة موضوعياً، لعدد غير قليل من الإعلاميات النامية والناشرة والباثة بلغاتها المحلية وفي مقدمتها اللغة العربية من بعض عواصم الغرب (لندن.. باريس.. وغيرهما) على خلفية تبرير ليس في مجمله ما يمكن احتسابه صحيحاً، حيث يعزى ذلك لعنصر العنف والاحتدامات السياسية وعدم السماح بحرية التعبير الحر في بلدان النماء بوقت لم يفهم فيه بعد، عن الكيفية الرسمية التي تجيز توصيل وتداول نتاجات تلك الإعلاميات الموزعة، في أرجاء بلدانها النامية، وخصوصاً الصحف وأشرطة الكاسيت. وبديهي فان المعادلة الإعلامية هنا، لا تصب في مجرى إثبات الديمقراطية الغربية لكشف زيفها أمام المجتمعات الغربية قبل غيرها إذ يلاحظ على تلك الإعلاميات النامية، أنها تجامل تارة وبأخرى تغض النظر عن وجود أطماع ومصالح غير مشروعة للغرب في البلدان الأصلية لاعلامييها وصحفييها.

وطرح.. تساؤل يفيد فيما إذا كانت اطروحات الإعلاميات النامية المهاجرة إلى دول الغرب، ممكن أن تكون شاهداً حيادياً على الحقيقة التاريخية الجارية أم لا..سيثير حتماً جدلاً لا يحسمه إلاّ استقراء يبت في المعنى العادل لاي اعلام استراتيجي دولي مطلوب.

 

اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد 43

الصفحة الرئيسية