اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد 43

الصفحة الرئيسية

                                 

 

من أعلام الشيعة(3)

       

الطبرسي

العالم المفسر الكبير

الشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي

       
               
       

(470ـ548هـ)

(9) ذو الحجة ذكرى وفاته

       

علي الشمري

                                                 

تلامذته

مشائخه

مصنفاته

نسبه

وفاته

من كراماته

جملة من آثاره

نسبه

العالم الفاضل المفسر الفقيه المحدث الجليل الثقة الكامل النبيل أمين الدين أو أمين الإسلام الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي الطوسي السبزواري الرضوي المقلب بـ(المشهدي).

ولد سنة 470هـ، وعاصر خلال حياته ما عُرف بـ الدور الرابع من حكم دولة الخلافة العباسية.

قال صاحب (رياض العلماء) بعد الترجمة له بأمثال هذه الصفات: كان قدس سره وولده رضي الدين أبو نصر حسين بن الفضل، صاحب (مكارم الأخلاق) وسبطه: أبو الفضل علي بن الحسن صاحب (مشكواة الانوار) وسائر سلسلته وأقربائه من أكابر العلماء ويروي عنه جماعة من أفاضل العلماء، منهم ولده المذكور، وابن شهر آشوب والشيخ منتجب الدين، والقطب الراوندي... وغيرهم، وقال صاحب (مجالس المؤمنين) ما مفاده: إن عمدة المفسرين أمين الدين ثقة الإسلام، أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، كان من نحارير علماء التفسير، وتفسيره الكبير الموسوم بـ(مجمع البيان) بيان كاف ودليل واف لجامعيته لفنون الفضل والكمال.

ينتسب الطبرسي إلى (إقليم) طبرستان، وهي بلاد مازندران بعينها، وهي اليوم إحدى مقاطعات ايران الهامة، والرضوي والمشهدي نسبة إلى مشهد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) لأنه سكن فيه. وعن رياض العلماء أيضاً ومؤلفه الشيخ الحافظ المتبحر ملا عبد الله الاصفهاني المعروف بـ(الافندي)، انه وصف الطبرسي بالشيخ الشهيد الإمام، وانه قال رأيت نسخة من مجمع البيان بخط الشيخ قطب الدين الكيدزي، قد قراها نفسه على نصير الدين الطوسي، وعلى ظهرها أيضا بخطه هكذا: تأليف الشيخ الإمام الفاضل السعيد الشهيد.

مصنفاته

للعالم البحاثة والمفسر الكبير الشيخ امين الدين الطبرسي مصنفات كثيرة ونافعة، وجملة منها مشهور. وفي المقاييس له مؤلفات فايقه رائقه وقد سمعت قول الفاضل النوري أن له مؤلفات رائقة وجملة منها شائع، وقال السيد مصطفى التفريشي له مصنفات حسنة. وفي التعليقة له تصنيفات حسنة إلى غير ذلك من اقوال العلماء، ومن أبرز تلك المصنفات:

مجمع البيان لعلوم القرآن، فسر بة القرآن الكريم في عشر مجلدات، المستمد من البيان لشيخ الطائفة محمد بن الحسن بن علي الطوسي، كما ألمع إلى ذلك في مقدمة مجمع البيان، والفائق عليه الترتيب والتهذيب والتحقيق والتنميق، واختصار الفروع الفقهية التي اكثر الشيخ من ذكرها، وهــــو من احـــسن التفاسير واجمعها لفـــنون العلم وأحسنها ترتيباً، فرغ من تأليفه منتصف ذي القعدة 536هـ.

(الكاف الشاف) من كتاب (الكشاف) (جامع الجوامع) أو (جوامع الجامع)، صنفه بعد اطلاعه على الكشاف لأنه صنف مجمع البيان قبل أن يطلع على الكشاف، فلما اطلع عليه صنف جامع الجوامع ليكون جامعاً بين فوائد الكتابين بوجه الاختصار، كما صرح به في مقدمته، وعد الشيخ منتجب الدين على ما نقل عنه في الفهرست في مصنفاته (الوسيط) في التفسير اربع مجلدات (والوجيز) مجلدة.

(الوافي) في تفسير القرآن أيضاً (أعلام الهدى في فضائل الأئمة عليهم السلام) في مجلدين. قيل ومن الغرائب أن السيد رضي الدين بن طاووس ألف كتاب (ربيع الشيعة على نهج اعلام الورى) قد وافقه في جميع الأبواب والمطالب والفصول، وبالجملة لا تفاوت بينهما أصلاً (تاج المواليد (الآداب الدينية) (الخزانة المعينية) (النور المبين) (الفائق) (غنية العابد) (كنوز النجاح) نسبة إليه فيما قيل رضي الدين بن طاووس في مهج الدعوات، وفي كتاب المقابس للشيخ أسد الله الكاظمي رحمه الله. وللطبرسي كتاب (الكاف الشاف من كتاب الكشاف)، والظاهر انه تفسيره الوسيط، وحكى إنه إنتقل من المشهد الرضوي المقدس إلى بلدة سبزوار، سنة 523.

ومن مؤلفاته كتاب (صحيفة الرضا) كما يشير كلام صاحب (الرياض). ولهذا الكتاب طرق عديدة سوى طرق الطبرسي، من طرق الخاصة والعامة، منها قول صاحب النسخة، فيقول الفقير إلى الله الكريم الغني طاهر بن محمد الروانيزي غفر له: أخبرني بالصحيفة المباركة الميمونة الموسومة بـ(صحيفة الإمام الرضا … أجازه بإجازته العامة شيخي ومخدومي قدوة أرباب الهدى أسوة أصحاب التقى بقية لحرام الأولياء قطب دوائر المحققين، سعد الحق والملة والدين، يوسف بن الشيخ الكبير).

ومن المؤلفات أيضاً كتاب (نثر اللئالي) على ما ينسب إليه، وقد وجدت نسخاً منها، وهي رسالة مختصرة ألفها على ترتيب صروف المعجم، وجمع فيها كلمات الإمام علي بن أبي طالب … ، على نهج كتاب (الغرر والدرر) للآمدي.

مشائخه

يروي عن جماعة: 1ـ الشيخ أبو علي ابن الشيخ الطوسي 2ـ الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار بن علي المقري الرازي بن الشيخ الطوسي 3ـ الشيخ الأجل الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه القمي الرازي جد منتجب الدين صاحب الفهرست 4ـ الشيخ الإمام موفق الدين ابن الفتح الواعظ البكر آبادي عن أبي علي الطوسي 5ـ السيد أبو طالب محمد بن الحسين الحسيني القصبي الجرجاني 6ـ الشيخ الإمام السعيد الزاهد أبو الفتح عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، روى عنه صحيفة الرضا المعروفة 7ـ الشيخ أبو الحسن عبيد الله محمد بن الحسين البيهقي الذي قال في حقه صاحب رياض العلماء على ما حكي عنه: إنه عالم فاضل محدث من كبار علماء الامامية، يروي عنه الشيخ أبو علي الطبرسي على ما يظهر من تفسيره سورة طه في مجمع البيان 8ـ الشيخ جعفر الدورستي الذي هو من تلامذه المفيد.

تلامذته

يروي عنه جماعة من أفاضل العلماء منهم ولده رضي الدين أبو نصر حسن بن الفضل صاحب كتاب (مكارم الأخلاق) المشهور، الذي طبع مراراً في مصر، ثم في ايران، وهو من تلامذته، وكذلك رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب، وهذا ما قال في باب الكنى من كتابه معالم العلماء علىما حكي عنه: شيخي أبو علي الطبرسي. والشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست وهو من تلامذته أيضا، قال في فهرسته شاهدته وقرأت تفقهاً عليه، والقطب الراوندي، والسيد فضل الله الراوندي صاحب كتاب (الخرائج والجرائح)، والسيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني القاييني، والسيد شرفشاه بن محمد بن زيادة الأفطسي، والشيخ عبد الله بن جعفر الدوريستي، وشاذان بن جبرائيل القمي وغيرهم، وعن صاحب اللؤلؤة انه عده من جملة مشائخ برهان الدين بن محمد بن علي القزويني الهمداني.

جملة من آثاره

قال في أمل الآمل: ومن رواياته (صحيفة الرضا … )، قال صاحب رياض العلماء على ما حكي عنه في أول بعض نسخ صحيفة الرضا … هكذا: أخبرنا الشيخ الإمام الأجل العالم الزاهد أمين الدين ثقة الإسلام أمين الرؤساء أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي أطال الله بقاه، يوم الخميس عزة شهر الله الأصم رجب سنة 539هـ قال: أخبرنا الشيخ الإمام السيد الزاهد أبو الفتح عبد الله بن عبد الكريم.

وفي بعضها يروي تلك الصحيفة عن ذلك السيد قراءة عليه داخل القبة التي فيها قبر الإمام الرضا … غره شهر الله المبارك سنة إحدى وخمسمائة قال: حدثني الشيخ الجليل العالم أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحاتمي الزوزني قراءة عليه سنة 457هـ.

من كراماته

من عجيب أمر الشيخ الطبرسي، بل من غريب كراماته، ما اشتهر بين الخاص والعام، إنه قد اصابته السكتة، فظنوا به الوفاة، فغسّلوه وكفنوه ودفنوه ثم رجعوا، فلما أفاق وجد نفسه في القبر، ومسدوداً عليه سبيل الخروج عنه، من كل جهة، فنذر في تلك الحالة إنه إذا نجى من تلك المحنة، ألف كتاباً في (تفسير القرآن)، فاتفق أن بعض نباشي القبور قصده لأخذ كفنه، فلما كشف عن وجه القبر أخذ الشيخ بيده، فتحير النباش من دهشة ما رآه ثم تكلم معه، فأزداد به قلقاً، فقال له لا تخف أنا حي، وقد اصابتني السكتة، ففعلوا بي هذا، ولما لم يقدر على النهوض والمشي من غاية ضعفه حمله النباش على كتفه، وجاء به إلى بيته الشريف، فأعطاه الخلعة وأولاه مالاً جزيلاً، وتاب على يده النباش، ثم إنه بعد ذلك وفى بنذره الموصوف، وشرع في تأليف (مجمع البيان).

وقد تنسب هذه القضية إلى المولى فتح الله الكاشي المتقدم ذكره قريباً، ويقال إنه ألف بعد نجاته من تلك الواقعة تفسيره الكبير المسمى بـ(منهج الصادقين).

وعلى الأول كان الشيخ الطوسي إذا ذاك في عمر الستين، فنجاه الله تعالى ببركة القرآن المبين وجعله يعيش بعد ذلك في الدنيا قريباً من ثلاثين سنة أخرى مصروفة في خدمة القرآن وإقامة لواء التفسير.

وفاته

مات الطبرسي في مدينة سبزوار في المشهد المقدس الرضوي على ساكنه السلام بمدينة مشهد المقدسة، سنة 548هـ، وكانت وفاته في ليلة النحر من السنة المذكورة، حيث نقل نعشه إلى المشهد المقدس، وقبره الآن أيضاً معروف بها في موضع يقال له: (قتلكاه) لما وقع فيه من القتل العام بإشارة عبد الله خان افغان، في أواخر دولة الصفوية، وقيل إن الشيخ الطبرسي توفي سنة 502هـ، وبلغ سنه 90 سنة حسب بعض الروايات وقيل أيضاً 82 سنة. ونقل أيضاً انه دفن في مغتسل الإمام علي بن موسى الرضا … بطوس.

المصادر

ــ العلامة السيد حسن الأمين/أعيان الشيعة

ــ المؤرخ خير الدين الزركلي/موسوعة الأعلام

ــ روضات الجنات/ج5

ــ دائرة المعارف الإسلامية الشيعية/العلامة حسن الأمين

 

اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد 43

الصفحة الرئيسية