اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد42

الصفحة الرئيسية

شباط 2000م

مجلة النبأ ـ العـد د  42

ذو القعدة 1420

من أعلام الشيعة(2)

ابن طاووس


السيد رضي الدين علي بن موسى الحسيني العلوي


المعروف بـ(ابن طاووس) ــ (5) ذو القعدة ذكرى وفاته

علي الشمري

مــؤلفـــاته

النسب الطاهر

النسب الطاهر

هو أبو القاسم وقيل (أبو الحسن) وقيل (أبو موسى) علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن احمد بن محمد بن محمد الملقب بـ(طاووس) الحسيني العلوي الفاطمي الحلي، وينتهي نسبه من جهة الأب إلى السيد الأجل أبي عبد الله بن محمد بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) وكان ذلك السيد الأجل يلقب بـ طاووس من جهة حُسن وجهه وخشونة رجليه، وهو أبو سادات نقباء معظمين مذكورين بتفاصيل نسبهم وأسماؤهم في كتاب (عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب) وأما أمه وأم أخيه السيد جمال الدين (احمد بن موسى) فهي بنت العلامة المسعود ورام بن أبي فراس المالكي صاحب كتاب (المجموع) المشهور، وأم أمهما بنت الشيخ الطوسي قدس سره، وهي التي أجاز الشيخ لها ولأختها أم الشيخ محمد بن إدريس الحلي جمع مصنفاته ومصنفات الأصحاب، على ما نقله المحدث البحراني عن بعض علمائنا ووقع النص على جديتهما له أيضا من جهة الأمر في مواضع كثيرة من مصنفات نفسه.

ما قيل فيه:

يقول العلامة السيد مصطفى في معجم رجاله عن السيد رضي الدين بن طاووس: (انه من أجلاء الطائفة (الشيعة) وثقاتها، جليل القدر، عظيم المنزلة، كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أظهر من أن يذكر، له كتب حسنة وكثيرة، وذا قيمة في علومها ومعارفها، وكلها توضيح وشرح وبيان لسيرة أئمة الطائفة من آل بيت الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن خلفهم في زعامة الطائفة من ذريتهم المباركة، وكذا حال شيعتهم وفقاءهم وكبار رجال الفقه والحديث ممن برز فيهم وتصدى بشجاعة لخدمة الإسلام وطائفة أهل البيت(عليهم السلام) ).

ويضيف العلامة القول عنه في بعض إجازاته عند ذكره، وكان رضي الله عنه أي (السيد ابن طاووس) صاحب كرامات حدثه عنها كثير من الناس المؤمنين الثقاة، كما أن والده روى له أيضاً البعض الآخر منها، وقال في موضع آخر: أن السيد رضي الدين كان أزهد أهل زمانه.

وعن تصريح كتاب (البلغة) أيضاً إنه كان صاحب كرامات ومقامات، وليس في أصحابنا أعبد منه وأورع، أقول وكان من جملة كراماته المعدودة ومقاماته المحمودة حكاية ملاقاته للإمام الحجة المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ومكالماته حسب ما ذكره في بعض مؤلفاته الموجودة، ومنها ما ذكره صاحب (حدائق المقربين) فقال: ومن جملة مصنفاته (كتاب الاستخارات) وقد ذكر فيه أن بعض أرباب المناصب طلبني، وكنت يومئذ في الجانب الغربي من بغداد، فاستخرت الله في ملاقاته، وبقيت هناك اثنين وعشرين يوماً، وأنا أستخير الله تعالى في ذلك كل يوم، ولا يخرج في شيء منها غير لا تفعل، أما ثلاثة متوالية أو في ضمن أربع رقاع، فظهر من بعد أن خيري كان في ذلك.

قال صاحب (أمل الآمل) رحمه الله بعد ذكر نسبه الشريف: حاله في الفضل والعلم والزهد والعبادة والثقة والفقه والثقة والجلالة والورع، أشهر من أن يذكر، وكان أيضا شاعراً أديباً منشياً بليغاً، وله مصنفات كثيرة منها (رسالة في الإجازات)، وذكر فيها جملة من مؤلفاته منها كتاب (مصباح الزائر وجناح المسافر) ثلاثة مجلدات، وكتاب (فرصة الناظر وبهجة الخواطر)، جمع فيها رواية كتبه، وقال إنه يكمل أربعة مجلدات، وكتاب (روح الأسرار وروح الأسمار) ألفه بالتماس محمد ابن عبد الله بن علي بن زهرة وكتاب (الطرائف في مذهب الطوائف) وكتاب (الطرف من الأنباء والمناقب في التصريح بالوصية والخلافة لعلي بن أبي طالب… )، وكتاب (غياث سلطان الورى لسكان الثرى) في قضاء الصلاة عن الأموات. وقد نقل الحسن بن سليمان بن خالد، تلميذ الشهيد في كتاب (مختصر البصائر) كتاب (البشار) لابن طاووس، أقول: وقد رأيت من مؤلفاته أيضا كتاب (الإقبال بصالح الأعمال) كبير قلت: وهو من جملة تتماته الثمان التي ألفها تتميماً (لمصباح المتهجد) كما في (حدائق المقربين) كتاب (جمال الأسبوع بكمال العقل المشروع) ويحتمل كونه المذكور سابقاً بعنوان (صلوات ومهمات للأسبوع) وكتاب (الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل كل شهر على التكرار) وكتاب (الأمان من أخطار الأسفار والزمان) وكتاب (محاسبة النفس) وكتاب (سعد السعود) و (رسالة في الحلال والحرام من علم النجوم)، وهي التي سماها (فرج الهموم بمعرفة منهج الحلال والحرام من علم النجوم)، ويوجد عنه النقل في كتاب المجلسي، وكتاب (مهج الدعوات ومنهج العنايات) وكتاب (اليقين باختصاص مولانا علي… بأمرة المؤمنين) وكتاب (الإجازات). ولعله ألف باقي هذه الكتب بعد الكتابين السابقين اللذين ذكر فيهما مؤلفاته.

ثم أن له من المصنفات أيضاً كتاب (التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين) وكتاب (المجتنى من الدعاء المجتبى).

قال الشيخ المعظم المأمون المفيد محمد بن محمد بن النعمان في كتاب (كمال شهر رمضان) لما ذكر محمد بن سنان ما هذا لفظه على أن المشهور عن السادة (عليهم السلام) من الوصف لهذا الرجل خلاف ما به شيخنا أتاه ووصفه، والظاهر من القول ضد ماله به ذكر كقول أبي جعفر… ، فيما رواه عبد الله بن الصلت القمي، قال: دخلت على أبي جعفر… في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى الله محمد بن سنان عني خيراً، فقد وفى لي، وكقوله… فيما رواه علي بن الحسين بن داود قال: سمعنا أبا جعفر… يذكر محمد بن سنان بخير، ويقول رضى الله عنه برضائي عنه: فما خالفني ولا خالف أبي قط.

هذا مع جلالته في الشيعة وعلو شأنه ورئاسته وعظم قدره ولقائه من الأئمة ثلاثة وروايته عنهم، وكونه بالمحل الرفيع منهم، وهم: أبو إبراهيم موسى بن جعفر، وابو الحسن علي بن موسى، وأبو جعفر محمد بن علي عليهم أفضل السلام، ومع معجز جعفر… الذي أظهره في حقه بها فيما رواه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب: أن محمد بن سنان كان ضرير البصر، فتمسح بأبي جعفر الثاني… فعاد إليه بصره بعد ما كان أفتقد.

مؤلفاته

من مؤلفاته ما أسماه كتاب (مهمات في صلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد) وقد رتبه في عدة عشرة مجلدات، كالآتي:

المجلد الأول والثاني: اسميهما (فلاح السائل) ونجاح المسائل في عمل يوم وليله وهو مجلدان.

المجلد الثالث: اسميه كتاب (زهرة الربيع) في أدعية الأسابيع.

المجلد الرابع: اسميه (جمال الأسبوع) بكمال العمل المشروع.

المجلد الخامس: اسميه كتاب (الدروع الواقية) من الأخطار فيما يعمل مثله كل شهر على التكرار.

المجلد السادس: اسميه كتاب (المضمار للسباق واللحاق) بصوم شهر إطلاق الأرزاق وعتاق الأعناق.

المجلد السابع: اسميه بكتاب (السالك المحتاج) إلى معرفة مناسك الحاج.

المجلد الثامن والتاسع: اسميها كتاب (الإقبال) بالأعمال الحسنة، فيما تذكره مما يعمل ميقاتاً واحدا كل سنة.

المجلد العاشر: اسميه (كتاب السعادات بالعبادات) التي ليس لها وقت معلوم في الروايات، إلى آخر ما ذكره في ذلك المقام.

هذا وقد نقل عن خط الشيخ الشهيد رضي الدين ابن طاووس إنه في حق الرجل ما صورته هكذا تولى السيد رضي الدين نقابة العلويين من قبل هولاكوخان، وذكر إنه كان قد عرضت عليه في زمان المنتصر فأبى، وكان بينه وبين الوزير مؤيد الدين محمد بن احمد بن العلقمي، وبين أخيه وولده عز الدين أبي الفضل محمد بن محمد صاحب المخزن صداقة متأكدة، أقام ببغداد نحواً من خمس عشرة سنة، ثم رجع إلى الحلة، ثم سكن بالمشهد الشريف برهة، ثم عاد في دولة المغول إلى بغداد، ولم يزل على قدم الخير والآداب والعبادات، والتنزه عن الدنيات، إلى أن توفيّ قدس سره بكرة يوم الاثنين 5 ذي القعدة من السنة 664هـ.

وقال في اللؤلؤة بعد ذكر تاريخ وفاته على النهج المذكور، وكان مولده يوم الخميس منتصف شهر محرم الحرام سنة 589هـ. وكانت ولايته للنقابة ثلاث سنين وأحد عشر شهراً، وقبره قدس سره غير معروف الآن قلت: وكان ذلك من أجل اعتماده على تمهيد نفسه موضع رمسه قبل أوان وفاته، كما عرفته من كلماته أو من جهة اتكاله التام بقيام قراباته وأوصيائه بجميع مراداته، فأن تفويض هذه الأمور غير المقدورة لنفس الإنسان إلى تقدير الملك المنان كما كان من طريق ساداتنا الأعيان، خير من الاعتماد في ذلك على عمل المخلوق والعباد بفعل من يتحمل في حقه نسيان الحقوق، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

الدعوات اللطيفة والمهمات الشريفة التي سماها بهذه التسمية، ما نقلته من الجزء السابع من كتاب (دفع الهموم والأحزان) تأليف أحمد بن داود النعماني رحمه الله، قال وشكى رجل إلى الحسن ابن علي صلوات الله عليهما جاراً يؤذيه، فقال له الإمام الحسن… : إذا صليت المغرب، فصل ركعتين، ثم قل: يا شديد المحال يا عزيزاً ذللت بعزتك جميع من خلقت أكفني شر فلان بما شئت قال: ففعل الرجل ذلك فلما كان في جوف الليل سمع الصراخ، وقيل فلان قد مات الليلة.

وفي كتابه (فلاح السائل) باب بالخصوص في الصلوات الواردة بين نوافل المغرب وبين العشاء الآخرة، وفضل ذلك، ثم ذكر في فضله حديثاً بالإسناد المعتبر عن الإمام جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه الإمام محمد الباقر عليهما السلام، قال: قال رسول الله محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) : صلوا في ساعة الغفلة ولو ركعتين، فأنهما توردان دار الكرامة، ورواية أخرى كذلك: في آخرها قيل يا رسول الله وما ساعة الغفلة؟ قال: بين المغرب والعشاء إلى أن قال بعد الإشارة إلى عدة أختارها بين كل من تلك الصلوات وقد اقتصرنا على بعض ما رويناه من الصلوات والدعوات بين العشائين.

يعتبر السيد رضي الدين ابن طاووس من جملة العبدة الزهدة المستجابي الدعوة بنص الموافقين لنا والمخالفين، ومنها كونه في فصاحة المنطق، وبلاغة الكلام، بحيث تشتبه كثيراً من عبارات دعواته الملهمة، وزياراته الملقمة، بعبارات أهل بيت العصمة(عليهم السلام) ، بل أراه في كتاب (مصباح الزائر) وأمثاله كأن يرى نفسه مأذوناً في جعل وظائف مقررة لمواضع مكرمة، ومواقف صالحة، كما ترى إنه يذكر أعمالاً من عند نفسه ظاهراً لمسجد الكوفة وأمثالها، غير مأثورة في شيء من كتب أصحابنا المستوفين لوظائف الشريعة في مؤلفاتهم ولا منسوبة في كلمات نفسه إلى أحد المعصومين(عليهم السلام) مع أن من ديدنه المعروف ذكر السند المتصل إليهم في كل ما يجده من الجليل والحقير، ولا ينبئك مثل خبير.

ثم أن له من المصنفات أيضاً كتاب (التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين) وكتاب (المجتنى من الدعاء المجتبى)، وهو الذي يقول في ديباجته وجعلته أولها أي فبقيت بهذه الحالة شهراً كاملاً، وأنا أستخير الله في كل يوم مرتين بكرة وعشية، ويجيء في كل مرة منها لا تفعل ثلاثة، حتى انتهى الأمر إلى خمسين استخارة كلها يجيء كذلك، فانكشف لي بعد زمن من هذه الواقعة أن مصلحتي كانت في عدم ملاقاة ذلك الحاكم، وانه كان لو قد تم ذلك لأصابني الضرر العظيم في صحبته.

المصادر

ـ العلامة السيد حسن الأمين/أعيان الشيعة ج/7.

ـ آغا بزرك الطهراني/ تراجم الرجال.

ـ الخوانساري/روضات الجنات/ج4.

ـ العلامة السيد حسن الأمين/دائرة المعارف الإسلامية الشيعية.

اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد42

الصفحة الرئيسية