السلام عليكم

ما أكمل السيادة من لم يسمح

 أمير المؤمنين (عليه السلام)     (غرر الحكم)

  من أسرار قوّة القانون الإسلامي، وصلاحيته للتطبيق في كل عصر ومصر هي صفة المرونة والمطاطية بحيث يحاكي الإنسان بمنطق السماحة لا بسيف العدالة، وبعباءة الإغضاء والستر لا بسوط الفضيحة وعصا القهر، والإنسان خطّاء وخير الخطائين التوابون، فكيف تعاملنا مع هذه الفضائل الحميدة في زمن تهدى فيه الرذيلة، وتستصرخ فيه القيم ضمائر ونفوس المؤمنين النبلاء؟

إن الدعوة إلى تحكيم مبدأ التسامح والعفو والابتعاد عن لغة التكفير ونبذ الآخر هي عروج إلى عوالم الرقي الإنساني وضمانة أكيدة للعبور إلى الضفة الأخرى بسلام وأمان، ويجب أن يزيّن المسلمون كفّات موازينهم بسماحة الإسلام في التعامل، والتقاضي والتخاصم لينيروا مسالك العتمة التي مشوا خطاها بإرادة الغير لا بإرادتهم، وأن لا تأخذهم العزة بالإثم، أو يتوارى أحدهم خلف مصالح آنية، فحتى تلك المصالح آيلة إلى الزوال، بينما حفظت قيم التسامح والعفو دولاً وممالك من الانحدار إلى هاوية السقوط، وما أكمل السيادة من لم يسمح...

اسرة التحرير