على أعتاب القدس الحسني

في ذكرى استشهاد أستاذي آية الله السيد حسن الشيرازي 

السيد كمال الرضوي

أرخى وأسبل ، لكن قلبه وجبُ
تلك الجوانح أمحل زهوها السغبُ
من ذي وذا أضحت الأحشاء تلتهبُ
قد أضرم الجور في أطنابها اللهبُ
وذا شريد وقد ضاقت به الرحبُ
لذي الشكات وعنهم ليس تحتجبُ
صم الصياخيد أمست عندها حطبُ
الله أكبر ماذا يسعر العتبُ
تخال ذا العرش في عليائه نحبُ
وما لغير بنيها الأم تعتتبُ؟
أن لا يكن نصباً ، فذلك العجبُ
ووارد الحوض حلو سائغ عذبُ
ومن لِلُقياهُ تواق وما خببُ
لو كنت حاضرها لم تكثر الخطبُ)
يا وارد العذب أمسى وردنا لعبُ
بنور روحك حالت دونها حجبُ
من بعد روحك روح دافق سببُ
فأمحلت ، ثم لا طلّ ولا صببُ
تجدودب الروح ، لا ريّ ولا غببُ
نأوي إليه إذا ما مسّنا التعبُ
كمثل صدرك حانٍ مشفق رحبُ
أبٌ رؤوف رحيم أيها التربُ
لجب له ترنوا ذرى الشهب
أبعد اعتلاء الذرى تخشى وترتهب
حتى رغمتم أنوفاً شانها العُجُب
وعرضنا غرض يسبى ويغتصب
أم نابكم عطبٌ ، حاشاكم العطب
إن يدع لله أن تقعي ولا تثب
خوضوا غمار المنايا أيها النجب
في مذبح العشق تستسفي وتختضب
وقد لحاكم زئيرٌ سيد غضب
فالفخر منتظر والنصر مرتقب
يا معشراً يغضب المولى إذا غضبوا

 

أرِخْ مآقيك وأخفض ساغبٌ نَصِبُ
وأهمل غزاراً عسى نروي جوانحهُ
سغبٌ إلى حرمٍ وجوىً على وطنٍ
وزد على ذي وذا شيعاً لفاطمة
هذا قتيل مضى من غير جارحة
والطهر تشكو ومن أبنائها سمعٌ
الله منها شكات لو أتيح لها
فكيف لو عتبت ، أو أنها زفرت؟
أما إذا نحبت من فرط لوعتها
وسيدي شمعٌ ولأمِهِ نصتٌ
فليس من عجبٍ أن سيدي نصب
يا من لمولاه صفوٌ سامع رغِب
يا واهب النفس مرضاةً لسيده
(قد كان بعدك أنباءٌ وهنبثةٌ
مذ غفت عيناك أضحى جمعنا بدداً
تلك الليالي التي كانت مقمرة
انى لها الصفو ، هذي الروح إذ عدمت
إنا فقدناك فقد الأرض ديمتها
تناوشتنا جفاة أنت تعلمُها
يا من لنا كنت نبراساً ومرحمةً
ضاقت صدور بما فيها وما وجدت
ومسنا الضر آناءً ولات لنا
يا عصبة غرسها متنمّر لجب
مالي أراكم وقد وهنت عزائمكم
أبعد أن صلتم صولات حيدرةٍ
تستفرشوا الأرض حتى لا حسيس لكم
أصابكم وهن أم مسكم خور
حاشا لنفس إذا ما مسها حسن
رُصّوا الصفوف ونادوا كلنا حسن
أين الليوث التي قد طالما عكفت
ما بال غضبتكم قد طال رقدتها
قوموا إلى الشمس باروها علا وسنا
لله قوموا كما رباكم حسن