مجلـــة النبــــأ      العـــدد 34      ربيــع الأول       السنــة الخـامســـة    1420 هـ

قراءة نفسية ــ اجتماعية لظاهرة العنف


عبد الله موسى

تشخيص مشاكل السلوك

يجمع علماء النفس والاجتماع على أن الكائن البشري مدني بطبعه، أي خاضع للتأثير العام لجو المجتمع، كما أنه في نزوع دائم للاتصال بالجماعة بطبيعة تكوينه لإشباع الحاجات الفطرية الطبيعية التي جُبِل عليها الإنسان، الأمر الذي يولّد ظهور الأنظمة الاجتماعية بأطرها المتنوعة كالنظام الأسري والنظام الاقتصادي والنظام التعليمي إلى غير ذلك وهذه النظم بدورها ستحدد موقع الفرد من المجتمع ومكانته سلباً أو إيجاباً أو ما يسمى بالدور (Role) وعند هذهِ النقطة تبدأ مشاكل السلوك تطفو على سطح القيم الاجتماعية التي تنظم هذه الأدوار فيحصل ما يسمى بـ(عدم التوافق الاجتماعي Malad Justed) عندما يصيب هذه القيم الاجتماعية نوع من أنواع الاضطراب وفي درجات متفاوتة وتسمى الحالات الشديدة منها بالانحراف الاجتماعي حيث يخرج الفرد عن الأطر التي حددتها القوانين السائدة للمجتمع في العرف والأخلاق والدين خروجاً غير طبيعي، ويميز علماء النفس والاجتماع هذه الحالة عن غيرها من حالات الانحراف العرضية بما أطلق عليه (المرض النفسي - الاجتماعي) الذي يخضع هو الآخر إلى اجتهادات وآراء ونظريات حاولت تفسير هذه المشكلة مرةً بعرضها وتحليلها كمشكلة نفسية بحتة، وأخرى أبعدت الجانب النفسي لها أو أعطته قدراً ضئيلاً من التداخل مع البعد النفسي للمشكلة وأياً كانت هذه الآراء والطروحات النظرية فإنها تجمع على أن ظاهرة الانحراف هي السبب الرئيسي وراء الجنوح إلى الإجرام والعنف لذا سنرى تداخل الآراء النفسية والاجتماعية في موقفها من بعض الظواهر الاجتماعية الشاذة ومنها (سلوك العنف) الذي نتطرق له في موضوعنا هذا.

العنف الظاهرة القديمة الحديثة

سلوك العنف من الظواهر التي رافقت الإنسان منذ وجوده على هذه الأرض وتشكيل النواة الأولى للمجتمع البشري، فكانت هذه الظاهرة عبارة عن تحدٍ دائم لوجود الإنسان وهيكلية بناء حياته البدائية، آخذةً نصيبها من التطور بقدر الدرجات التي يتسنمها الإنسان، فمن (يد) قابيل إلى (مدية) سومرية حتى الصاروخ العابر للقارات والغازات الخانقة إلى ما لا نعلمه مما يخبئه لنا شبح المستقبل، فما هي الدوافع وراء هذهِ الظاهرة؟ وهل هناك ثمة علاجات يمكنها التدخل لاستئصال هذا السلوك الانحرافي الذي بدأ يتفشى في كل المجتمعات دون استثناء؟ إن الإجابة عن هذهِ التساؤلات لابد وأن يحكمها الرأي العلمي في تفسير نشوء الظاهرة أولاً ثم سنعرج إلى آفاق الحلول التي وضعتها الشرائع السماوية لاستقامة سير الحياة البشرية بسلام وهدوء بعيداً عن الآفات النفسية التي حتمتها ظروف انغماس الإنسان في الحياة المادية المليئة بهذه الأمراض.

أصول الظاهرة

يمكننا إرجاع العوامل المؤدية إلى ظاهرة العنف إلى أصلين رئيسيين يُعبّر عنهما في علم النفس الحديث بالوعي واللاوعي في شخصية الإنسان وسنأتي على تأثير هذين النوعين من الشعور في خلق ظاهرة العنف لدى الإنسان معززة بالأمثلة.

أولاً: العنف الواعي:

ويقع تحت هذا العنوان كل تصرفات الإنسان العدوانية المقصودة سواء كانت هذه التصرفات مبررة أو غير مبررة، عدا حالات معينة والتي تصنف قانونياً ضمن حالات الدفاع عن النفس أو المجتمع، ولاشك أن هذا النوع من العنف يغرز آثاراً سلبية تلقي بظلالها على مسيرة المجتمع السوي لأنها مدعومة بإرادة عاقلة مع الإصرار، والأمثلة في هذا المجال كثيرة سنأخذ منها ما يغطي فكرة الموضوع.

العنف الأسري:

إن أغلب طاقات المجتمع الفردية أو الجماعية تنبع من التركيب الأسري للفرد وكلما كانت التربية الأسرية مبنية على أسس سليمة وبناءة، كلما أنتجت من الكفاءات ما يرفد المجتمع بعوامل القوة والنجاح، غير أن وجود ظاهرة (عدم التوافق الاجتماعي) في الأسرة هو من أخطر العوامل المؤدية إلى بروز حالات الانحراف في هذه النواة الاجتماعية الهامة، وغالباً ما يشكل الآباء الطرف المؤثر في هذه المعادلة الاجتماعية، وتبرز مسألة ضرب الزوجات كإحدى مصاديق العنف الأسري والتي تترتب عليها آثاراً سلبية قد تؤدي إلى هدم الكيان العائلي بالكامل ومن ثم نشوء جيل من الأبناء المشوشين فكرياً والمعطلي الطاقات والذين قد يُعبرون عن رفضهم للحالة باتخاذهم سلوكيات منحرفة تؤثر في حياتهم التي هي جزء من حياة المجتمع، ولا شك فإن سلوك الآباء العنيف سيرسم للطفل منهجاً يسير عليه في حياته لميزة التقليد التي يتوارثها الأبناء عن آبائهم.

الطفل.. الضحية الأولى لشرنقة العنف:

وما دمنا في صدد العنف الذي يقع الأطفال تحت تأثيره فسنحاول أن نعرج على بعض التأثيرات الأخرى المؤدية إلى تأصيل هذه الظاهرة لدى الطفل ومن ثم الاعتياد على السلوك الإجرامي في حياته العملية، وتعتبر أفلام السينما والتلفزيون التي تعرض مشاهد العنف كنوع من الإثارة الفنية من العوامل الرئيسية التي تزرع في الطفل بدايات اعتياد السلوك العنيف خصوصاً بعدما فقدت السيطرة على تنظيم هذه البرامج بشكل يبعد الأطفال عن دوّامتها، ونأتي بهذا المثال تحت عنوان العنف الواعي لأن المسؤولية تقع على الجهات التي تبث برامج الرعب وكذلك القيّمين على الطفل وهم بلا شك يمثلون العنصر الواعي بالنسبة للطفل المتلقي، ويعد علماء النفس مشاهدة لقطات العنف على شاشات التلفزيون أحد الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة العنف عالمياً ويدل على صحة ذلك أن الدول والمجتمعات التي لم تكن تعرف هذا النوع من الأفلام المرعبة كانت في منأى عن الجريمة بالشكل الذي آلت إليه في الوقت الحاضر وخير من عبّر عن هذا الارتباط بين مشاهد العنف (الفني) والعنف الواقعي هي الكاتبة الأمريكية (بنلوب ليتسن) في كتابها «الأطفال أولاً» بقولها:«منذ جيلين فقط كان من النادر أن يشهد الطفل شخصاً يصاب بحجر ضخم على رأسه، أو يردى قتيلاً برصاصة، أو تدهمه سيارة، أو انفجار تتناثر معه أشلاء الضحايا (...)، أما الآن فإن الأطفال، مثلهم مثل الكبار، يشاهدون هذه الحوادث يومياً وعلى مدار الساعة وعندما يعتاد الطفل ذو الأربع سنوات على هذه المشاهد فإنها في الواقع تصبح شيئاً عادياً بالنسبة له ويفقد الإحساس بها كأعمال غير إنسانية». وفي إحصاء ساقته الكاتبة تقول أن المشاهدين تعرضوا خلال 48 ساعة لهذه السلسلة من أنباء العنف:

فتاة تعمل عارضة أزياء تختفي في ظروف غامضة في كاليفورنيا، أخرى وصفت بأنها ثرية مفقودة في (ميسيسيبي)، مصرع نمر بعد التهامه لساق طفل عمرهُ ثلاث سنوات في (الينوي)، معركة بالرصاص مع عصابة من قطاع الطرق على حدود المكسيك، الجماهير تقتل بالعصي محتالاً في تايلاند، مصرع لص أثناء محاولته سرقة بنك في البرازيل، هذا بالإضافة إلى برامج مصورة عن مستعمرة جذام في نيكاراغوا، ومشهد لرئتين تنزفان دماً بسبب الإصابة ببكتريا غير معروفة في أمريكا الوسطى وانقلاب أوتوبيس ومصرع خمسة ركاب في ساوث كارولينا...الخ، فهل يجد الشخص الذي يشاهد هذه الأحداث بداً من عدم المبالاة والذي سيؤدي بدوره بفقدان الإحساس بآلام الآخرين ونشوء جيل ممن لا يكترث بالجريمة بل وقد يجد المتعة في تنفيذها.

أنماط أخرى من العنف الواعي:

وبعيداً عن محاولة تشويه براءة الأطفال وإدخالهم في دوامة العنف، فإن هناك ممارسات واعية عنيفة ترتكب ضد العاملين، حيث يمارس أرباب العمل سلطات غير مشروعة لزيادة الإنتاج قد تصل إلى الضرب والتجريح والتهديد بالطرد إلى غير ذلك من الممارسات.

وتصنف بعض العوامل المؤدية إلى هذا النمط السلوكي المنحرف - العنف الواعي-، بأن منها ما ينشأ عن عوامل نفسية داخلية كالحسد الذي مثلته أول جريمة في تاريخ البشر، ومنها ما يعود إلى عوامل خارجية كالتنافس غير الشريف على المصالح الخاصة، وهذه العوامل وغيرها مجتمعة أو منفردة تعتبر من الأسباب الرئيسية لقيام الحروب المدمرة والتي تمثل أقسى أنواع العنف لاشتمالها على استخدام كل الوسائل في سبيل الانتصار على الخصم من قبيل القتل والتشريد والأسر والتطهير العرقي ومما زاد من المضاعفات السلبية للحروب في العصر الراهن أنها تنقل على شاشات التلفزة بشكل مباشر أو غير مباشر مما يعرّض المشاهد الذي يبعد كثيراً عن مواقع الأحداث إلى الحالة التي أسلفناها وهي فقدان الإحساس بآلام الآخرين واللامبالاة تجاه أي مأساة إنسانية.

العنف السياسي والجريمة المنظمة:

تمثل بعض المجاميع المنظمة شكلاً آخر من أشكال العنف، وهو العنف المنظم. فتنشط بعض الحركات والتجمعات التي تحاول تحقيق مطالبها عن طريق العنف والإرهاب وظهرت هذه المجاميع إثر ردة فعل للفراغ الروحي الذي أصاب الكثير من المجتمعات كما هو الحال في البلاد الأوروبية وأمريكا واليابان واستخدمت شتى الوسائل في سبيل نشر مبادئها وتجدر الإشارة إلى أن تأثير هذه الجماعات قد وصل إلى المنطقة الإسلامية كما حدث في مصر، واتخذت بعض الأحزاب والمنظمات السياسية العنف شعاراً لها سواء ما كان منها يهدف إلى مطالب مشروعة أو غير مشروعة وقد ارتمت بعض الحركات الرامية إلى تحقيق أهداف مشروعة كبيرة في اتجاه العنف من حيث لا تدري فأصيبت بنتائج خاسرة، لم تسلم الحركات التي تدعي الأخذ بالنهج الإسلامي من الوقوع تحت تأثير العنف كما حدث في شمال أفريقيا وأفغانستان والباكستان وغيرها من بلاد المسلمين فأصبح العنف شعاراً رئيسياً لها ونست أن هذا الدين الحنيف قد جاء بمبادئ السلام والأمن ونهى عن كل مظهر من مظاهر العنف والإرهاب كما أشار القرآن الكريم لذلك بقوله:( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) (النحل: 125) وكما أثبته رسول الله(ص) وعترته أهل بيته(ع) في سيرتهم وتعاملهم الحسن وعفوهم حتى عن أعدائهم، فقد عفى رسول الله(ص) عن أبي سفيان وقال قولته الشهيرة:«من دخل دار أبي سفيان فهو آمن»، وعفى (ص) عن هند وعفى عمن كانوا يهجوه، وهكذا كان خلق أمير المؤمنين(ع) في معاركه مع خصومه مما يثبت بالدليل القاطع أن صفة العنف مما لا تنسجم مع المنهج الإسلامي الذي يرفض أسلوب القسوة والفرض كما قال تعالى:( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) ، بل وعد الله تعالى بالأجر والمغفرة للذين يعفوا ويصفحوا عن المخالفين قال تعالى:( وليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) (النور:22).

ثانياً - العنف اللاواعي:

وهو الأصل الثاني لتقسيم منشأ ظاهرة العنف من الناحية النفسية ويشمل كل ما يأتي به الإنسان من أعمال عنف في حالة سلب إرادته أو في غيبوبة عن الوعي، فإما أن يأتي بالجريمة عن غير قصد ويكون بذلك واسطة لغيره من المجرمين الحقيقيين أو قاصداً ولكن بإرغامه على هذا الفعل وتكون حالته من نفس النوع الأول - أي وسيط - ولكن دون إرادته الحقيقية. وقد تشترك بعض أنماط سلوك العنف الواعي وسلوك العنف اللاواعي وتتداخل، كما في المثال الذي أوردناه في نمط سلوك العنف الواعي فيما يخص تأثير مشاهد العنف على الطفل، فينطبق نفس هذا المثال على النمط الثاني - العنف الواعي - باعتبار أن الطفل يمثل الطرف السلبي في المعادلة حيث أن تأثير العوامل الخارجية عن إرادة الطفل في سنواته الأولى على مجرى سير سلوكه النفسي والاجتماعي هو من نوع النمط اللاواعي بالنسبة له ونمطاً سلوكياً واعياً بالنسبة للكبار القيمين عليه في بواكير عمره.

الشكل الجماعي للعنف

ويوضع تحت قائمة أنماط الصنف اللاواعي للعنف أعمال الشغب والمظاهرات المصحوبة بأعمال عنف مسلحة أحياناً وبالغة الخطورة، نظراً لجموح الحالة التي يسميها علماء النفس بـ(هستيريا الشعور الجماعي) وهو نوع من الهوس بالمشاركة الجماعية تنتعش من خلاله بواطن النفس فتتشكل في نوع من ردود الأفعال غير المنضبطة، فترتكب جرائم النهب والسلب إلى غير ذلك مما يرافق ما يطلق عليه حالياً (أعمال العنف والشغب) وواضح أن هذا النوع من الأنماط السلوكية الجماعية في حالاته الحادة –أي هستيريا الشعور الجماعي- هو نوع من العنف اللاواعي مع سلب الإرادة لكنه قد يأتي مقصوداً أو غير مقصود، لأنه لا يخضع لشكل سلب الإرادة كاملة وإنما يبقى تحت تأثير البيئة ودرجة الثقافة والتدين والتربية الأخلاقية للفرد وتوازنه النفسي العام في الحالات العادية للسلوك الجماعي.

ارتباك وظيفة العقل

ومن مفردات العنف اللاواعي حالات الجنون والسكر والخضوع إلى التنويم المغناطيسي أو استخدام العقاقير التي تفقد الإنسان توازنه الطبيعي ومنها عقاقير الهلوسة المنتشرة في بلدان الغرب، فيرتكب الفرد تحت تأثيرها نوع من أعمال العنف اللاإرادية واللاواعية، وكل هذه الحالات قد تؤدي إلى فعل إجرامي عنيف، حيث يفقد العقل والوعي دورهما في توجيه الفرد إضافة إلى تأثير هذه العوامل في بروز الدوافع العدوانية وفي هذا المجال تشير بعض الإحصائيات إلى أن أغلب جرائم العنف والإرهاب في العالم تقع عندما يكون الفاعل تحت تأثير هذه العوامل.

ومما تقدم نستنتج النقاط التالية:

1- أن العنف ظاهرة قديمة قدم تاريخ البشرية.

2- المنشأ النفسي لهذهِ الظاهرة والتي غالباً ما تكون عن طريق التلاعب بالسنن الكونية من قبل الإنسان ومحاولة تدمير الذات.

3- كما أن (للآخر) أكبر الأثر في إنماء عوامل العنف وإثارة النزاعات الجانبية.

4- نفي صفة العنف عن الدين الإسلامي الحنيف.

آفاق الحل

وإذا كان لابد من فسحة أمل بعدما أصبحت ظاهرة العنف يُروّج لها أعلامياً على شبكات التلفزة والشبكة العالمية  ــ الإنترنت- والوسائل الأخرى بما وسم بعض هذه القنوات بتصدير الإرهاب، فإن الأرض لن تخلو من جهود المخلصين من علماء المسلمين بالتصدي لهذه الظاهرة لتبرئة الإسلام بالخصوص من التهمة التي ألصقت به جزافاً ودرء هذا الخطر القادم إلينا عبر كل الوسائل الممكنة ومنها:

1- نشر الوعي الإسلامي وإشاعة الأجواء الإيمانية التي تحمل في نفحاتها الحلول الناجعة لتقويم السلوك البشري، وتبيان الحقيقة القرآنية التي توضح الأسباب الحقيقية للمرض النفسي كما أشارت إلى ذلك الآية القرآنية:( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا) (طه:124) والآية الشريفة:( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعد في السماء) (الأنعام:125) إضافة إلى عشرات الآيات القرآنية الدالة على الآثار الوضعية للإيمان على الشخصية الإنسانية.

2- اعتماد الأساليب العلمية الحديثة في التربية والتعليم لتكوين جيل قادر على تجاوز الأزمة النفسية التي أفرزتها المخلفات السلبية للحضارة المادية.

3- بناء المصحات النفسية التي تأخذ على عاتقها معالجة الحالات التي يمكن السيطرة عليها.

4- تأسيس جمعيات عالمية مهمتها مكافحة الإرهاب والعنف بكل أنواعه تتكون من علماء دين وعلماء نفس واجتماع وأطباء تتدخل لنشر برامج موجهة ونشرات خاصة لهذا الغرض.

5- حث الحكومات على سن قوانين تحد من نشر العنف عن طريق الإعلام أو اعتماد طريقة (التشفير) المعمول بها حالياً في بعض القنوات.

وتبقى هذه القضية غير خاضعة للمعالجة إلاّ بتكاتف الجهود الدولية وتغيير المناهج المعمول بها حالياً في الإعلام والتربية والتعليم ونشر القيم الروحية القادرة على تهذيب النفس البشرية وتعميم حالة السلام والطمأنينة في الأرض.

ولا يغيب عن البال أن للسياسة المستبدّة التي تمارسها بعض الحكومات في عالمنا الإسلامي دورها الفاعل في إذكاء شعلة العنف والنفخ في نار القسوة..

فإن العنف يولد العنف.. وسياسة الفرض والقمع وكبت الحريات والأنفاس يعلم الشعب صغاراً وكباراً على نفس الأساليب والممارسات فيبدأ هو الآخر يمارس العنف - أحياناً - من حيث يحتسب أو لا يحتسب..

وعليه فإن العنف مدرسة كما أن السلم مدرسة أخرى وما لم نقوي مدرسة اللاعنف بالحوار والانفتاح وإحلال الحرية بدل القمع والكلمة بدل المدفع والتعامل الصادق بدل الزيف والخداع ستبقى أزمة العنف من أهم الأزمات المستعصية في عالم يسعى إلى إنسانية أكمل وأفضل.

إتصل بنا

أعداد سابقة

العدد 34

الصفحة الرئيسية