مجلـــة النبـــأ      العــدد 29      السنـــة الرابعـــة      شـــوال 1419

سوء المنقلب

بينما جبار من الجبابرة من بني اسرائيل كان جالساً في منزله اذ نظر الى شخص قد دخل الى بيته فثار اليه فزعاً مغضباً، فقال: من انت ومن ادخلك داري؟ قال: اما الذي ادخلني الدار فربها واما انا فالذي لا يمنعي الحجّاب ولا استأذن على الملوك ولا اخاف سطوة السلاطين، ولا يمتنع عني كل جبار عنيد ولا شيطان مريد، فسقط في يدي الجبار وأرعد حتى سقط منكباً لوجهه، ثم رفع اليه رأسه مستعطفاً متذللاً، فقال له: أنت إذاً ملك الموت، قال: انا هو، قال: فهل انت ممهلي حتى احدث عهداً، قال هيهات انقطعت مدتك، وانقضت انفاسك، ونفذت ساعاتك فليس الى تأخيرك سبيل، قال: فإلى اين تذهب بي؟ قال: الى عملك الذي قدمته والى بيتك الذي مهدته، قال: فإني لم اقدم عملاً صالحاً ولم امهد بيتاً حسناً، قال: فإلى لظى، نزاعة للشوى، ثم قبض روحه فسقط بين اهله فمن صارخ وباك ولو يعلمون سوء المنقلب كان العويل على ذلك أكثر..