مجلـــــة النبـــــأ      العــــدد  27       السنــــة الرابعــــة       شعبــــــان  1419 هـ

كرامة لرسول الله(ص)

نقل أن أحد شيوخ العرب ورئيس قبيلة في ضواحي أحد المدن العراقية الكبيرة كان قد صمّم على تزويج ابنه من فتاة من أقاربه، وكانت عادتهم إجراء العقد والزفاف في ليلة واحدة. وفي إحدى الليالي دعا وهيأ وسائل الضيافة والحفل والإطعام بشكل كبير، ودعا الشيخ (مهدي الخالصي) الذي كان آنذاك مرجع تقليد هذه العشيرة لحضور الحفل وإجراء العقد. وبعد حضور الشيخ وتهيئة مجلس العقد ذهب جمع من الشبان ليحضروا العريس طبق المراسم المتبّعة من زغردة وإطلاق رصاص في الهواء، وكان بين الشبان شاب سيد وبيده بندقيته، وبــدون قصد أطلقت رصاصة من بندقيته فأصابت صدر العريس فأردته قتيلاً، الشيخ الخالصي أمر والد العريس بالصبر وهدّأه ببيان جميل وقال له: هل تعلم أن لرسول الله(ص) علينا جميعاً حق كبير وكلّنا محتاجون لشفاعته، وهذا الشاب سيد ولم يتعمّد فيما فعل وقد انطلقت الرصاصة من دون اختياره وأصابت ابنك وذهب ابنك بقضاء الله من الدنيا، فاعفُ عنه من أجل جدّه واصبر في هذه المصيبة وسلّم أمرك لله سبحانه ليؤتك الله اجر الصابرين. وكان والد العريس يصادق على كلام الشيخ، وبعد قبول نصائح الشيخ سكت قليلاً متأملاً متفكّراً ثم قال للشيخ: كلما فكرت أجد أن عندنا الليلة جمعاً كبيراً من الضيوف وقد دعوناهم إلى مجلس فرح وسرور، وليس من المناسب أن نبدله إلى مجلس عزاء. ومن اجل أداء حق رسول الله(ص) اذهبوا وأتوا بذلك الشاب السيد لأضعه محل ولدي ونعقد له على الفتاة وليتزوجها. فهنأه الشيخ على ذلك، وذهب الشبان يبحثون عن السيد حتى وجدوه، فلم يصدق قولهم وتصور أنها حيلة لأخذه وقتله إلى أن طمأنوه وأعطوه الأمان فأتى وفي نفس الليلة عقد الشيخ الخالصي له على تلك الفتاة وأقيم حفل الزفاف.. وفي اليوم التالي دفن القتيل.