وللسلام استجواب أيضاً؟!

قبل فترة قصيرة حمل إلينا البريد رسالة غير عادية من شخص غير عادي، له مكانته اللائقة في عالم الكتابة والتأليف يذكر فيها عدة ملاحظات وتوصيات مهمة جداً لرفع مستوى المجلة، ولكن الملفت فيها أن كاتبنا العزيز حمّلنا مسؤولية ما حصل له من قبل سلطات بلاده، فقد استجوب لساعات طويلة عن علاقته بهذه المجلة التي تصدرها وتمولها، وسبب إرسال أكثر من نسخة على عنوانه.

يقول أجبت على جميع أسئلتهم، والظاهر أن كــلامي كــــان مقبولاً عندهم، غير أن الذي أضحكني، أنهم يعتقدون أن الأفكار التي تطرحها المجلة تصيب الإنسان العربي بمرض المهادنة والخمول والخوف وبالنتيجة خلق إنسان (جبان) يرضى بالاحتلال الإسرائيلي للبلاد الإسلامية، يقول: قلت لهم: من أين حصلتم على هذه المعلومات واستنتاجات؟ قالوا: الواضح من المجلة أنها تدعو إلى نبذ العنف والتمسك بالسلام وجعله قاعدة للتحرك في كافة المجالات وهذا بالتحديد ما تطالب به إسرائيل وتعمل على زرعه في عقول الأمة، فكل من يطرح هكذا سلوك إما أنه يعكس مخططات الآخرين بعناية، أو جاهل ينعق مع كل ناعق!!

يقول: قلت لهم والبسمة لا تفارقني: إنكم مخطئون هؤلاء جماعة من الشباب يرجعون في تقليدهم إلى الإمام الشيرازي وهو مرجع معروف للمسلمين الشيعة، يتبنى مدرسة اللاعنف ويدعو إلى الأخذ بها ليس في السلوك فحسب وإنما في التخطيط والفكر والعمل السياسي والاجتماعي، وقد انفرد هذا السيد عن زملاءه بأن ألف عدة كتب في هذا المضمار وكان آخرهم كتابه القيم [الفقه السلام].

يضيف، بعد أن أنهيت كلامي التفت إليّ أحدهم وقال: إن كنت صادقاً في كلامك فأرسل لنا بعض الكتب التي ذكرتها لنعرف حقيقة الأمر.. وودعتهم وإذا ما زلت باسماً، بعد أن وعدتهم بأن أقدم لهم بعض مؤلفات سماحته.