عاقبة الظالمين

لما دخل المنصور العباسي منزله في طريق مكة نظر في صدر البيت الذي نزل فيه، فإذا فيه مكتوب:

بسم الله الرحمن الرحيم

أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت              سنوك وأمر اللهِ لا بدّ واقعُ

أبا جعفرٍ هل كاهن أو منجّمٌ                 لك اليومَ من حرّ المنية مانعُ 

فدعا بالمتولي لإصلاح المنازل، فقال له: ألم آمرك ألاّ يدخل المنزل أحد من الدعّار، قال: والله ما دخلها أحد منذ فرغ منها، فقال: اقرأ ما في صدر البيت مكتوباً، قال: ما أرى شيئاً فدعا برئيس الحجبة فقال: اقرأ ما على صدر البيت، قال: ما أرى شيئاً، فأملى البيتين فكتبا عنه فالتفت إلى حاجبه، وقال: اقرأ لي آية من كتاب الله تشوّقني إلى الله فتلا: (بسم الله الرحمن الرحيم وسيعلمُ الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون) فأمر بكفيه فرجئا، وقال: ما وجدت شيئاً تقرأه غير هذه الآية؟ فقال: مُحي القرآن من قلبي غير هذه الآية، فأمر بالرحيل عن ذلك المنزل تطيّراً ممّا كان. وركب فرساً فلما كان في الوادي الذي يقال له (سقر) وكان آخر منزل بطريق مكة كبا به الفرس فدقّ ظهره ومات فدفن بقصر ميمون.

إتصلوا بنا

أعداد سابقة

العددين 21-22

الصفحة الرئيسية