مجلــة النبــأ       العــددان (21 ـ 22 )      السنــة الرابعــة1419 هـ

«لسان الحال أصدق من لسان المقال»

الإمام علي (عليه السلام)

إن أغلب الذين اعتنقوا الإسلام في السنوات الأخيرة في البلاد الأجنبية، يشيرون إلى حقيقة ملموسة وفي غاية الأهمية وذلك عندما يسألون عن سبب تحوّلهم إلى هذا الدين الحنيف.

فقد اتّفق العديد منهم على إنهم احتكّوا أو شاهدوا أو عاشروا شخصاً أو مجموعة من المسلمين فتأثروا بأخلاقهم وما يحملون من مثل وقيم وخصال حميدة غير متوفّرة عند باقي الديانات.

وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن السلوك العملي والفعل الخارجي له الفضل الأكبر على اقتناع الآخرين بالمبادئ وجذبهم إليها..

فالنظريات والمبادئ على صحتها وتكامليتها قد لا تحفز الآخرين للأخذ بها ما لم تكن مصحوبة بواقع عملي ملموس يعطي صورة نقية عنها، فالقول لن يجدي حتى يتصل بالفعل، والشرف عند الله سبحانه بحسن الأعمال لا بحسن الأقوال، وإيقاع العمل أقوى وأشد تأثيراً على قلوب الآخرين.

ولعلّ ما نطق به المستبصرون أو أولئك الذين زينوا أعناقهم بوسام الإسلام يستحقّ منا التوقّف طويلاً عند هذه المسألة ومراجعة أوضاعنا بدقّة، فكلّ حركة نقوم بها وكل ممارسة نجريها هناك من يراقبها ويترصّدها بعناية فائقة، إنْ كانت حسنة جلبت الحسنات وأدخلت الآلاف في دين الإسلام، وإنْ كانت سيئة جرّت وراءها الخسائر والسيئات، ونفّرت نفوس العديد من طلاب الحقيقة..

وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «زيادة الفعل على القول أحسن فضيلة ونقص الفعل عن القول أقبح رذيلة» و«لسان الحال أصدق من لسان المقال».

أسرة التحرير

إتصلوا بنا

أعداد سابقة

العددين 21-22

الصفحة الرئيسية