شهيد الكلمة

علي جعفر

أشرقت السنة الثامنة عشرة بنورك أيها الشهيد

و لم يأفل نجمك

أنت معي ..

أراك كلّما بزغ الفجر تؤم النّدى لصلاة العشق

أنت معي ..

أسمعك كلّما ناجيت ربك سحراً والنجوم

تشهد لكلماتك

أنت النسيم ..

أنت البحر ..

أنت الجبل ..

أنت العنفوان

قد استحكمت بشفتي ، وحركات لساني ،

وأخذت بنياط قلبي .. تجري مع الدم في شراييني

أحببتك ، وبحقيقة إيماني رأيتك .. متقلّداً عزائم

يقيني

متى غبت لتؤبن ؟!!

يا شذى تدفق من شجر الريحان في أفق الخلد

إني أراك .. بعين الأمل .. وأنت تخطب ،

وأنت تكتب ، وأنت شهيد .

أنت آهة تبتسم وقتما السّوط يبلو

أنت اسم يُرسم حينما الحق يعلو

أنت نهج في عقول العاملين

أنت جوهر نضِّد في صفحات القارئين

كم من بذرة زرعت ؟! .. في بقاع المسلمين

في العراق .. وسوريا .. ولبنان .. وأفريقيا ..

والعالمين

وحصدت الخلود

قرعوا صخرة نبعك فانفجرت منها العيون:

عين سلسلة الكلمة ..

عين الخواطر من القرآن ..

عين الشعر في الحقيقة ..

عين الرسالة بالشهادة ..

أقبّل تلك الأنامل .. يا مبسماً قد بكتك العيون

كيف لا تكون كذلك .. وأنت مهد رعاه

العلم.. ورضعه الإيمان حتى غدوت شمساً

تشعّ بالفكر ألواناً.