كربلاء تؤبن الفقيه الشيرازي في ذكراه الاولى

تأثير الفقيه المقدس سيبقى طويلا لعقود وقرون

تقرير: علي الطالقاني

صور: محمد حميد الصواف

 

* الشعب العراقي الكريم كان وفياً جداً مع السيد الفقيد فالمثل الاخلاقية التي كانت تتمثل بهذه الشخصية لاحدود لها

*  اطروحات الفقيه المقدس تقوم على الدعوة لفكر اسلامي منفتح ذو توجه انساني لايتوقف عند حدود جغرافية محددة او قوميات او طوائف معينة

* كان يعمل بجد ومثابرة ويترجم عمله في التقوى والاخلاص والمسؤولية الشرعية والاخلاقية وانه كان ذو خلق رفيع وتواضع بالغ

* ستصبح محاضراته القيمة منهاجا تربويا وارشاديا وستؤلف حولها الدراسات والبحوث والاطاريح الاكاديمية

 

شبكة النبأ: إقيم في مدينة كربلاء المقدسة وبين رحاب المرقدين المطهرين للامام الحسين بن علي واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام مهرجاناً تأبينياً كبيرا،السبت 23/5/2009، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاة آية الله الفقيه المقدس السيد محمد رضا الشيرازي بحضور العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية ومكاتب المراجع العظام والمؤسسات الدينية والثقافية، بالاضافة الى حضور إعلامي مكثف حيث قامت خمس فضائيات بنقل الحدث مباشرة الى مختلف بقاع العالم منها فضائيات الانوار والمهدي والزهراء واهل البيت..

أفتتح الحفل بتلاوة لآيات من القرآن الكريم، تلاها المقرئ السيد جعفر الشامي. ومن ثم كلمة لأسرة آل الشيرازي والتي رحب فيها سماحة آية الله السيد جعفر الشيرازي بالحاضرين وأبدى عن شكره وامتنانه لهم، وقال إن احتفاء الشعب العراقي الكريم بآية الله السيد محمد رضا الشيرازي كان فوق المتوقع وذلك دليل على وفاء هذا الشعب لرموزه الدينية.

واضاف السيد جعفر الشيرازي: السيد رضوان الله تعالى عليه على رغم إطلالته على الشعب والتي كان وقتها قصير جداً بعد سقوط النظام البائد وبعد ظهور الفضائيات الدينية كقناة الانوار وغيرها من القنوات، لكن الشعب العراقي الكريم كان وفياً جداً مع السيد الفقيد، فالمثل الاخلاقية التي كانت تتمثل بهذه الشخصية لاحدود لها.

وأضاف نسأل الله تعالى ان ينتقل هذا التأثير أكثر من ذي قبل الى مختلف صنوف الشعب في مجال التقوى والورع والاخلاق الزهد والترفع عن الماديات، حتى تقل المشاكل الموجودة من الفساد المالي والإداري وبقية المشاكل الأخرى وأن يتوجه الجميع الى المثل التي أتسم بها رسول الله صلى الله عليه آله وأهل بيته لترتفع العقول والنفوس وحتى لايحوم أحد حول الشهوات حتى نتحول بعد ذلك الى عناصر نافعة ومفيدة.

وأضاف السيد جعفر الشيرازي: يجدر الحديث عن الفقيد آية الله السيد رضا الحسيني الشيرازي وعن جهاده العلمي والحوزوي والجملة الكبيرة من الابحاث والمحاضرات والدروس القيمة التي افاض بها على قطاع واسع من طلبة العلوم الدينية ورواد المعرفة. مما يعرفه الكثير من ارباب وطلبة العلم كما تشهد له كتبه ومؤلفاته ومحاضراته.

وختم كلمته بتجديد الشكر باسم سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله وباسم الاسرة الشيرازية لكل الذين جاؤوا للحضور والمشاركة في احياء هذه المناسبة وتقديمهم العزاء والمواساة بهذا المصاب داعيا لهم جميعا ان يمن الله عليهم بالخير والتوفيق ويجنبهم كل سوء ومكروه.

التفكير العالمي

من جانب آخر تحدث سماحة العلامة الشيخ ناصر الأسدي عن شخصية السيد محمد رضا وطريقة تفكيره العالمية، مضيفاً أن التفكير العالمي من الأولويات التي شجع عليها السيد الرضا حيث كان يقول يجب أن لانحصر أنفسنا في دائرة ضيقة بل يجب التفكير على مستوى العالم لأن مدرسة أهل البيت عليهم السلام كانت مدرسة لكل البشرية، وتسعى لخلاص الإنسان من كل براثن التخلف.

ثم تحدث الشيخ الأسدي عن المزايا التي اتصفت بها شخصية وسيرة العالم الراحل آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي.

وقال أيضا: كان الفقيه يتميز بالفكر والرؤية الانسانية الواسعة وان محاضراته وكل اطروحاته تقوم على الدعوة لفكر اسلامي منفتح بمختلف ميادينه وكما انه ذو توجه انساني لايتوقف عند حدود جغرافية محددة او قوميات او طوائف معينة والفقيد كان يحمل هموم الامة الاسلامية وقضايا مصيرية، ويشارك شعوبها المظلومة والمقهورة في معانتها وكفاحها من اجل الحرية والكرامة وكذا كان شعوره بالنسبة لشعوب العالم المختلفة.

ترجمة العمل

من جهته تحدث العلامة الشيخ حسن الخويلدي من المنطقة  الشرقية في السعودية عن جوانب مختلفة في شخصية السيد محمد رضا فتحدث عن تواضعه وعلمه وتقواه، وعن معاشرة السيد التي وصفها بالمثالية.

وقال الخويلدي: لقد عايشت الفقيد الراحل في مراحل ووقائع عدة من حياته ولاسيما في ميدان العلم والدراسات الحوزوية والفقه وانه رضوان الله تعالى عليه كان يعمل بجد ومثابرة ويترجم عمله في التقوى والاخلاص والمسؤولية الشرعية والاخلاقية وانه كان ذو خلق رفيع وتواضع بالغ استهوى قطاعات واسعة من ابناء الامة وجعله محبوبا ومقبولا لدى كل من عرفه وشاهده او سمع من حديثه ومحاظراته من خلال التلفاز او المذياع رغم انهم لم يعرفو عنه تلك المعرفة الواسعة.

من جهته ألقى الشاعر السيد محمد رضا القزويني قصيدة بعنوان (يا درة الايمان).

دعوة للمثقفين والشباب

آية الله السيد مرتضى القزويني كان آخر المتحدثين، حيث اشار الى انه عاشر اسرة آل الشيرازي لمدة ستين عاما وخصوصا السيد الفقيه المقدس الذي واكب مسيرته عن قرب. داعياً شباب الجامعات والحوزات العلمية والمثقفين الى الاقتداء بشخصية السيد التي حملت معان كثيرة من العلم والأخلاق والورع والتقوى.

كما تحدث السيد القزويني عن منزلة ومكانه الاسرة المرجعية الشيرازية المجاهدة وعن مناقبها وخدمتها الجليلة في ساحة الاسلام والمسلمين وميدان خدمة اهل البيت عليهم السلام  وبالذات وركز حديثه عن جوانب عدة من حياة وسيرة العالم الرباني الراحل الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي.

وختم المهرجان التأبيني بقصيدة من الشعر الشعبي كانت للشاعر الحسيني السيد موسى الحيدري حيث القى مرثية جسدت صفات الفقيد وخصاله التي تميز بها قدس سره. 

مواهب كثيرة

من جهة أخرى تحدث الشيخ عبد الكريم الحائري عن شخصية الفقيه المقدس الشيرازي في لقاء خاص مع شبكة النبأ قائلا: إن الله تعالى أعطى للسيد محمد رضا مواهب كثيرة منها العلم والتقوى والزهد الى البيان القوي حيث كان يبين دروس الفقه والإصول والحكمة بسلاسة ودقة وعمق وما إلى ذلك، وأعطاه الله المحبة في قلوب الناس حيث الناس يحبونه كثيراً وذلك لما سمعوه في محاضراته الكثيرة ومن بياناته الجميلة فنسأل الله تبارك وتعالى أن يتغمده برحمته الواسعة في أعلى جنانه أنه أرحم الراحمين.

اختيار محير

من جهة أخرى تحدث الخطيب الحسيني الشيخ ضياء الزبيدي لـ شبكة النبأ قائلا: ما أعرفه أنا عن سماحة السيد فأقول كان تلميذا من تلامذة مدرسة حفاظ القرآن الحكيم وكان متقدما في كل دروسه والشيء الغريب الذي لا أزل أنا متحير في تفسيره أقمنا مسرحية باسم مباهلة الرسول مع النصارى فكان اختياري لتمثيل الخمسة من أصحاب الكساء ومنهم الإمام الحسن عليه السلام فكان الفقيد الراحل رحمة الله عليه في عمر سبع سنوات يمثل دور الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، والآن أفكر لماذا هذا الاختيار لأن الإمام الحسن صلوت الله عليه كان صابراً وكريماً وشجاعاً تجمعت فيه كل خصال الخير، فلا أقول أكثر من هذا أن فقيدنا الراحل يشبه جده الإمام الحسن صلوت الله وسلامه عليه في كثير من الأمور، فاذا كان له هذا الذكر الطيب في نفوس العراقيين والشيعة في العالم، ماذلك إلا لإخلاصه وتقواه وورعه وعلمه الغزير وفكره النير.

تأثير الفقيه المقدس سيبقى طويلا

وتحدث سماحة الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس ادارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام الى شبكة النبأ حيث قال:

 لقد كنت قريبا من السيد الفقيه المقدس حيث كنت من تلامذته بالاضافة الى كوني من اقربائه وقد كنت اشعر بالاطمئنان والامان والهدوء عندما كنت ارى اطلالة وجهه النوراني او اسمع كلماته المشرقة التي تخترق اعماق القلب فتنزل مترسخة بالتأثير والتغيير. وقد كان حضور درسه في الحوزة العلمية ساعة من المتعة المعرفية والروحية حيث كنا لانشعر بالملل، بل كان الوقت ينسدل سريعا وينقضي.

واضاف الشيخ مرتضى معاش: لقد تابعت بدقة وتفصيل ذلك التأثير الذي احدثه الفقيه المقدس الراحل (اعلى الله درجاته) في العالم وفي مختلف الاصناف والفئات والاجناس فلم اجد الا تفسيرا واحدا وهو عمق الصدق والنقاء الذي كان في كلماته حيث لاتناقض بين ما يقوله وما يفعله بل كان هناك ارتباط قوي بين قوله وفعله وكأنك تشعر ان كلامه موجه لنفسه قبل غيره، وهذا ماجعل لكلماته النيرة مصداقية وتأثيرا في الناس.

وختم الشيخ مرتضى معاش كلامه الى شبكة النبأ بالقول: ان اعتقد ان تأثير السيد الفقيد المقدس سيبقى طويلا لعقود وقرون ولاينتهي سريعا، حيث ستصبح محاضراته القيمة منهاجا تربويا وارشاديا وستؤلف حولها الدراسات والبحوث وتخرج الاطاريح الاكاديمية بالتحليل والاحصاء لهذه الافكار القيمة.

معرض للصور

وعلى هامش الاحتفال أقامت منظمة شباب الرضا الثقافية معرضاً للصور، وقال أحد منظمي المعرض محسن معاش أن هذا المعرض جاء بمناسبة مرور عام على وفاة السيد محمد رضا الشيرازي، حيث يشارك في المعرض مجموعة من الشباب الذي يعلمون على جمع تراث السيد المصور، لأن هذا التراث له الأثر الكبير في نفوس الناس.

من جهة أخرى اقام مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) في مقبرة آل الشيرازي وبمناسبة الذكرى السنوية للفقيه الشيرازي مجلس عزاء شارك فيه سماحة العلامة السيد باقر الفالي وبحضور جمع غفير من العلماء والمؤمنين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/آيار/2009 - 27/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م