ذكرى استشهاد الامام علي(ع)

مهند السماوي

تمر اليوم الذكرى 1390 سنة هجرية على استشهاد الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) في 21 رمضان 40 عام هجرية....واليوم هو 21 رمضان لعام 1430 هجرية....

لا يحتاج شرح ولو مبسط عن تلك الشخصية العظيمة والتي ملئت الافاق في كل مداخلها الرحبة،فلم تترك علما الا ودخلته مصحوبة بشجاعة وايثار قل نظيرها في الخلق...ولكن ما يعنينا في هذه الذكرى المؤلمة هو استخلاص ما ينفعنا في حاضرنا ومستقبلنا من خلال استشفاف الماضي لاستشراف المستقبل والمرور بكل تفاصيل تلك الاحداث الدموية التي مر بها التاريخ الاسلامي...

اكثر من اربعة عشر قرنا على ذلك الاستشهاد...

ومازال بيننا اكثر من عبد الرحمن بن ملجم!..بما يمثله من همجية حمقاء لاتعرف معنى الاسلام الحقيقي وتمارس القتل والتعذيب بتلذذ وحشية تنافي الاسلام والانسانية...وما اكثرهم اليوم، ينشرون خزعبلاتهم اللفظية والدموية بين صفوف المسلمين والبشرية جمعاء ...

مازال بيننا اكثر من معاوية!...بما يمثله من خبث ولؤم وطغيان وتخلف وهمجية واستحلال دماء الابرياء بشتى الذرائع والاوهام ثم في النهاية يقارن بينه وبين علي (ع)! ويترضى عنه وعن علي(ع)!...

مازال بيننا  اكثر من اشعري وبن العاص وبن شعبة وبقية الزمرة التي باعت دينها بدنياها بأرخص الاثمان ومازلنا نبرر لهم اعمالهم ونترضى عنهم!...وهنا نجد امثالهم في الطبقات المثقفة التي تقف في صفوف الحاكمين ضد المحكومين في خيانة واضحة للعلم والمعرفة وحقوقهما المفترضة علينا !...

مازال بيننا اهل الكوفة الذين هم مع الحق بألسنتهم وقلوبهم ولكن سيوفهم ضده! وهم متفرقين ومتنازعين في جميع الامور...وهم قلة في شعوبنا !.

ومازال بيننا اهل الشام في حماقتهم وغباوتهم وفسادهم وطاعتهم العمياء لمن يحكمهم ويحارب الحق وأهله! وهم متحدون في ذلك!...وايضا هم الكثرة الغالبة من شعوبنا!..

لم يتغير شيء!...مازال الحق والباطل يتصارعان!...الباطل متفوق بعدده وخبثه وغدره وهمجيته وتخلفه وجهله...ومازال الحق ضعيفا منكسرا،قليل العدد والعدة!..

لم يتغير شيء! وهنالك الملايين ممن يحلمون بحمل سيف بن ملجم لقتل امير المؤمنين علي (ع)...ان لم يكن جسده،ففكره وعلمه وتقواه وورعه!...

لم يتغير شيء!...وهنالك الملايين ممن يجادلون علي (ع) في الحق ويطيعون معاوية في الباطل!...

مازال ابناء الطلقاء هم الحاكمون!...وأبناء الاوصياء هم المعذبون!...

تمر علينا الف ذكرى وذكرى ولا نعتبر منها!...ويمر علينا الف طاغوت وطاغوت ونطيعهم بكل جوارحنا ولا نستحي من ذلك!...

هنيئا لامير المؤمنين عليا على خلاصه من تلك الامة التي عذبته وظلمته وخذلته ولعنته ثم قتلته!...

وخزيا وعارا لامة ارتضت الذل طريقا... ولحكمها الاراذل واشباه الرجال!...طائعة ومطيعة...تبرر اعمالهم وتسير بسيرتهم...وترقص على انغامهم ...رقصة الفرح الدموية!...

والعاقبة للمتقين...والحكماء والعاقلين!...

 جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 13/أيلول/2009 - 23/رمضان/1430

[email protected]