علي مع القرآن

رفعت الواسطي

كلمتان متلازمتان صدرتا من فم الناطق باسم الاسلام والمبلغ عن الله دينه وشرعه نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم (علي مع القرآن والقرآن مع علي) نحن حين نبحث عن العلاقة الوثيقة والمتلازمة بين هاتين الكلمتين لابد لنا من مراجعة معلوماتية لما ورد عن الله تبارك وتعالى بخصوص القرآن الكريم.

فهو معجزة النبي الخالدة وهو الثقل الاول الذي تركه النبي  الاكرم للأمة مذكرا اياهم بوجوب التمسك به اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي او كتاب الله وسنتي كما يذهب اهل الكتاب والسنة فالثقل الاول هنا هو القرآن الكريم،حيث يستمر النبي تبليغه للامة  بقوله وقد انبأني اللطيف الخبير انهما يردا علي الحوض.

 هذا من أمر الثقل الاول وموقعه المهم بوجوب التمسك به لانه وبنص القرآن  كتاب الله المحكم (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) لانه كلام الله المنزل الذي   لن يرسل بعده الى البشرية من كتاب غيره حتى ان الله تبارك وتعالى قال فيه [ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله]  فاذا كانت المعرفة الظاهرة عن القرآن بهذا الشكل وبهذه القيمة والمقامات العليا له فكيف بالقيمة العليا والمقام الذي أعطي للامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه حين قال فيه النبي (علي مع القرآن والقرآن مع علي)؟.

 لاأعتقد ان ثمة غلو في معرض الحديث المتلازم بينهما لان النبي لايقول في حق انسان لمجرد صلة الرحم أو القرابة بينهما وسيرة الامام علي هي من السير الاسلامية التي ميزها عطائه للاسلام دون غيره وهذه هي من أهم المفارقات والسمات التي عرف عنها الامام فهو مثلا لم يسجد لصنم قط من صحابة رسول الله  حتى ان أهل الكتاب والسنة يقولون حين يذكرونه بكرم الله وجهه كذلك كانت حياته منذ الولادة عنوانا خاصا لم يمر به أي انسان  منذ الخليقة والى يومنا هذا فهو وليد الكعبة وهذا التشريف بحد ذاته معرفة لكل انسان حر وعاقل يفهم من هو علي ولماذا بالتحديد علي وليد الكعبة.

ثم  ان الرسالة المحمدية لو لم يكن لها المدافع والمساند بقوته الجسمانية ومواقفه الفذة الذي بلا شك كان علي بن أبي طالب لما انتصر الدين حتى ان النبي الاكرم قالها بصريح العبارة قام الاسلام بسيف علي ومال خديجة. كيف لا وضربة علي يوم الخندق تعدل او تساوي عبادة الثقلين لانها وضعت الاسلام في موقعه الذي كاد ان يهتز وينهزم حين تحدى عمر بن ود العامري جموع المسلمين ان يبرز له من يشتاق الى الجنة ولثلاث مرات  يبرز الامام علي مستأذنا  رسول الله وفي كل مرة يقول له الرسول اجلس ياعلي انه عمر حتى اقيمت الحجة على المسلمين كافة وقالها الامام علي حين قاله له الرسول اجلس ياعلي انه عمر كان الجواب وانا علي والرسول بالتاكيد يعرف عليا لكنه اراد ان يبين للامة من هو علي ولماذا علي امير المؤمنين.

اننا حين نستذكر في مثل هذا اليوم علما وموسوعة الهية جعل موقعه واهميته من قيمة القرآن الكريم وموقعه في الامة بل البشرية جمعاء لانستذكر صاحب المقام لمجرد الاستذكار بل لاننا مطالبون شرعا واخلاقا وذوقا ان نحي ذكراه في كل عام وفي أيام شرفها الرحمن بليلة هي خير من الف شهر ليست مجرد صدفة ان يكون المولد في الكعبة المشرفة وفي الايام البيض من رجب المعظم ثم الشهادة في محراب الصلاة وفي ليالي القدر العظيمة لان علي مع القرآن والقرآن مع علي فمن كان له شك بالقرآن فقد شك بالرسول وكفر لانه شك بالله  ومن  شك في علي فقد شك بأصل من اصول الدين وهي النبوة ثم التوحيد فعلي هو نفس النبي بنص القرآن (قل تعالوا نشهد ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وأنفسكم).

انها ولله الحمد من المباحث العظيمة في منزلة الامام امير المؤمنين حين نستشرف حديث النبي الاكرم علي مع القرآن  هكذا هو فهمنا المنطقي. لذلك فمن الاولى لنا نحن أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ان نولي القرآن اهمية مضاعفة لاننا نوالي عليا وهو القرآن الناطق حسب قوله يوم صفين لتلك الخدعة العمروية بل ان الامام يستغرب للامة كيف يدركها الضياع وفيها عترة النبي المطفى:

فأين تذهبون ؟ وأنى تؤفكون والاعلام قائمة والآيات واضحة، والمنار منصوبة، فأين يتاه بكم ! وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم ؟ ! وهم أزمة الحق، وأعلام الدين، وألسنة الصدق ! فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن. وردوهم ورود الهيم العطاش.

سلام عليك سيدي الامام يامن نعاك جبريل يوم استشهادك اليوم والله تهدمت اركان الهدى. واي تهديم هذا الذي اضلت الامة طريقها لانها اختلفت فيك رغم ان القرآن قد حذر  مرارا في آيات كثيرة (عم يتسائلون عن النبا العظيم الذي هم فيه مختلفون) الم يحذرهم بحق النبي حين قال الباري:

(ومامحمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم؟) انقلبوا ورجعوا الى عصر الجاهلية وهم لايردعهم دين لانهم جهلوا حقيقة الدين واتبعوا الطلقاء والمنافقين الذين لم يعرف التاريخ لهم وقفة حقيقية بطولية في كل منازلات الحق والايمان ضد الكفر والباطل الا علي لافتى الا علي ولا سيف الاذو الفقار.

سلام عليك سيدي الامام يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا بيدك لواء الحمد عندها سيعرف الجميع  حقيقة علي مع القرآن والقرآن مع علي.

 جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 21/أيلول/2008 - 20/رمضان/1429

[email protected]