الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الامام الحسين والطف الدامي والتاريخ

د. يوسف السعيدي

 

انها لفظاظة مني ومن يراعي الوجل كعادته، حين يطرق ابواب القداسة، ويلقي بدموع مداده المدماة على اعتاب الذكرى، وسفر الولاء المحمدي العلوي، حزنا وكمدا بالشهادة، على اديم السطور.. حروف.

 هي الحروف.. شعلة، وضاءة، بساحة الطف الدامي، وشذرات الكلم، يانعات، نجوما، أكاليل أنوارها، علت الخافقين، ينبري اليراع المأسور بحب آل بيت المصطفى.. مجليا الحادثات، صوراً، لسيد شباب اهل الجنة... يحار طريقاً مابين العقول، والقلوب، قبل أن تلتهب مشاعر الولاء الحسيني، في سفر رباني، حارت فيه محطات الخلود، لتكحل عيون الدهر بشوارد الألفاظ، في بحره الزاخر بأبجديات اللغات،.

كوثرية سطوري هذه، ترنو لدانيات القطوف.. معي يا قارئي العزيز، نغترف من منهل الوفاء، ونبع الشهادة، اعني يا قارئي المحب حين يجود إلهامي على صفحات المجد، سلسبيلا يروي عطش الموالين، وعينا تتفجر يواقيت.. وجواهر، تضحية على ارض الغاضرية، رمضان سطوري فرض علي صياما واجباً، قبل أن ابلغ عاشوراء الحروف،.

 في ذكرى عاشوراء الدامية.. سيدي.. تفجرت مني دموع الولاء الهاشمي، وتتجاذبني الخواطر في الكتابة ملحمة الطف الحسيني.. بين ثنايا نفائس البلاغات ودرر الصياغات التي غمرتها أنوار سيقان العرش الإلهي وحين يجافيني طرفي.. محارباً كلاكل الكرى.. لكثرة الوجل من اقتحام هذا البحر العجاج المتلاطم الأمواج، الحسين.. الحسين، وما أدراك ما الحسين؟؟؟؟

لئن يقطع قلمي.. فيافي السطور.. قاصداً كربلاء الحزن، سارعت في الخطو الحروف، لا خفةً منها، لكنها اهتزت في المشي على جنبات الدرب.. فأطاعت مشيئة المداد، وأخافها غضب اليراع، وان كنت أبحر في ذكرى عاشوراء، بهذه السطور، وتلك الكلمات، وهاتيك الحروف التي تزلزلت الكور.. من أصلابها.. تعلن شهادة من خلق ميمون النقيبة.. بلحظة بات فيها، هولُ، ارهب بهاليل العرب والعجم، وأذهل يعاسيبهم،. في زمن اشتملت فيه على اليأس القلوب، واوطنت المكاره، وأرست في أماكنها الخطوب، وتدافعت الحادثات، لهذا الليث المرجب، المبجل.. مع عقيلة الطالبيين وابي الفضل العباس.

 سموح الأنامل بسيف الحق، ابو عبد الله الحسين غادر الدنيا حين بلغت النائبات المدى، وأذابت المهج، لتعيد اشراقة شموس أهل المباهلة، والكساء، والبيت العتيق، والأستار، والحرمات، ها هو كوكب التقوى.. يبزغ.. بين إطلالات السبع الطباق، كوكب خصه الباري بفضل لن يرى مثله بين جحاجيح الورى، ما سر هذا الشهيد؟؟؟ ما شأنه..؟؟؟ علم، سري، مؤتمن، طهر،.. ذاك الذي استقر ذكره في جبهة اللوح المحفوظ،. انه الحسين، ذاك الذي أيقظت نجواه أجفان الدجى، في جملة الأكوان التي أضحى، مبتدؤها محمد(ص)، وخبرها عليٌ(ع)،، والثائر الهاشمي حين حل بارض الطف كحلول النور في البصر، والبصيرة.

ها هو لسان العدالة، وسيد شباب اهل الجنة، وسحر البيان، وطود الحكم، قد فاق أصحاب الرقيم، معجزة، انه شبل مولى الموحدين، الذي اعتمر في اللوح،. وحج في الملكوت الاعلى روحا، وخط في عين الظفر، وجه السهى، ومن كربلاء الحزن والدم والشهادة بزغ نور، ضم مجرات الشموس،. ومفازات الدهور، انه وجود حار فيه الثقلان، فأضحى.. سر غيب الأنام،. طوبى لسيدتي الزهراء الحزينة، اطل ابن علي بن ابي طالب شهيدا على الورى، بمنبت.. في كنف آل أبي طالب، ينبض باسم الإله خافقه،. قبل أن يكمل طواف البيت العتيق وهو يستحضر، طه الأمين، عند نصارى نجران... (قل ادعوا ابناءنا وابناءكم...)... فضج سنى الدهر في عارضه، وبهاء الإمامة في محياه،. فزخر هذا النبع.. عطاء، وجودا، استرفده القاصي.. والداني، طوفان.. لا مرسى له، يغرق نوح في بحر امامته، (شبير)..

 هذا الذي عرفه أهل السفينة باسمه، حينها.. (قلنا يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي)،.. فسجد الوجود على أعتاب الطوفان، ووقف الخلود مهابة، لهول الحدث، فجر حملته العهود، والمفازات.. في مدارات العالم الحسيني.... يا وجدان العالم.. وسماء الأحكام، وكواكب الكرم،. والعزة.

أيها الإمام.. يا كيان المجد، ونور المعالي، وركن الإسلام الأصيل،. ها هو روح القدس وملائكة السماء في بحر.. (تهدمت والله اركان الهدى)، يا سيدي، حين جرى دم الشهادة الطاهر المطهر، وهوى بدر العصمة من على جواده،. فغدوت سيدي.. محوراً للأفلاك،. بفضل عزمك الذي واكب كل رواية، وحديث، فذهل أرباب النهى، وحار أهل الدراية، والمعارف، بكنه جواهر كنوز أصول الإمامة واسرارها، ها أنت يا سيدي،. يا اخا الامام الحسن، مرسومة ولايتك على لوح القدرة الملكوتي، فسموت كوكبا على كل الكواكب، عنواناً مكللاً، بإكليل قدسي،. فزلزلت يوم شهادتك،. زلزالها، وأخرجت منها أثقالها، وانفجر بركان الكون.. شرارات، وبروق،. احزنت خيمة الأسرار، فناغت خلايا الوجد،.. وانطوت سطور مقالي، تتهادى في روضة الولاء الحسيني،.. بضاعتي هذه مسجاة على اعتاب ذكرى عاشوراء... وكربلاء... وارض الطف الدامية ومعها سطوري الدامية.. سيدى ابا عبدالله، والحمد لله رب العالمين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/تشرين الثاني/2014 - 7/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

[email protected]