الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

يوم في خدمة الزائرين

فؤاد المازني

 

 نخبة من شرائح المجتمع البصري رغم قلة عددها لكنها قررت فيما بينها أن تشارك بتقديم الخدمة الحسينية بعد أن شاهدوا مايحدث في المحافظة هذه الأيام من إستنفار حسيني على كافة الصعد.. بعيدأ عن أجواء الصراعات والتناحرات والمزايدات والتسقيطات.. في الجوانب السياسية والاقتصادية والمشاريع الخدمية ونحوها..

 قضاة ومحامون واساتذة وموظفون في قطاعات النفط والنقل والتجارة والصحة ومن المحافظة ومجلسها ومنتسبين لوزارة الداخلية ومن القطاع الخاص والنقابات وطلبة الجامعات والمعاهد ومن المتقاعدين والعاطلين عن العمل إضافة الى مغتربين من أهالي البصرة، كلهم إجتمعوا ليقرروا فيما بينهم أن يقوموا بالمشاركة في خدمة الزائرين ليوم..

 في الصباح الباكر توجهوا الى المنطقة المحاذية للجبايش والتي تبعد جوالي 150 كم عن مركز المحافظة، منطقة ليس فيها بناء أو سكن إلا بعض الأكواخ المترامية الأطراف من الطين أو القصب لبعض عوائل الأهوار.

حطت هذه النخبة رحالها في هذه المنطقة ومعها بعض المواد الغذائية والفواكه والعصائر والشاي والقهوة العربية لتقديمها للزائرين المارين في تلك المنطقة، لم يكونوا وحدهم بل توافدت لتلك المنطقة في ذات الوقت سيارات مختلفة تحمل مجموعات من الناس ومعهم أيضاً ما أجادت به أنفسهم وأيديهم من مواد لتقديمها للزائرين، وما هي إلا دقائق معدودات إلا وأصبحت هذه المجاميع تضع مائدة على إمتداد البصر وعلى جانب الطريق بما تشتهي الأنفس ومن مختلف الأطعمة بشكل لايصدق وكأنهم يرسمون لوحة طعام أرضية.

 مع بزوغ الشمس يتراءى للمرء أنها لاتنشر أشعتها وضياءاتها المتلألئة وانعكاسات ذلك الضوء في الأفق، إنما هي تنشر جموع من الزائرين المتوجهين نحو كعبة الأحرار زاحفين مشياً على الأقدام دون وجل أو خوف أو شعور بالبرد أو التعب أو الإرهاق حتى كأن الطريق أصبح مزروعاً بحشود بشرية وتكاد الأرض التي يسيرون عليها لاتشاهد من قبل الناظر لغاية نقطة التلاشي.

 في البداية عكفت النخبة على التسارع في تقديم الخدمات للزائرين وكأنهم وزعوا أدوارهم ومارسوا البروفات المتكررة من قبل بشكل دقيق، وما أن إستقرت الشمس في كبد السماء حتى وجلت قلوب هؤلاء مما يمر عليهم أفواجاً أفواجاً من البشر حيث تستوقفهم لحظات من التأمل فيما يشاهدون من مناظر تبكي الصخر وتزلزل الجبل وتنشف البحر وتسقط الكسف من السماء.. مناظر لايستوعبها إنسان بعقله ولا بفكره ولا بقلبه.. مهما كانت عقائد الأمم.. لن تصل الى هذا المستوى وهذا الألق وهذا الإنتماء.. إلا طريق الإنتماء والمولاة للامام الحسين (عليه السلام)..

 كهول عفى عليهم الزمن يتوكؤون على عصيهم وعجائز لايعلم بأعمارهن إلا خالقهن ومعوقون بشتى أصناف الاعاقة وشباب بعنفوان العطاء ومراهقون وأطفال بعمر الورود ونساء إما يدفعن عربات رضّعِهن أو يحملن طفلاً معهن أو يمسكن طفلاً بأيديهن... رجال ونساء كبار وصغار بمختلف الأعمار.. الكل متوشح بالسواد.. وتبين من أعلام التعازي التي يرفعونها في مسيرهم أنهم.. عراقيون وباكستانيون وسعوديون وبحرينيون وايرانيون ولبنانيون.. الكل يسير الى الأمام.. الكل يسير نحو مرقد الإمام..

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/كانون الأول/2013 - 7/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

[email protected]