الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الفكر الحسيني طريقنا الى الكرامة

 

شبكة النبأ: كم يحتاج الانسان الى العيش بكرامة، وكم يحتاج الى الحماية من ذل السؤال والحاجة؟، ومن هذا الذي يكفل له الحياة الحرة الكريمة سوى دولة قوية متقدمة مستقرة، وحكومة عادلة تساوي بين الجميع على اساس الاستحقاق والعدل، هذه الاسئلة تقودنا الى الاسباب التي دفعت بالإمام الحسين عليه السلام، كي يخرج على الظلم والانحراف الذي حدث في الشأن السياسي للمسلمين، فقد جار السلطان على رعيته، وبدأ يقترف المحرمات من دون ضمير او رادع، وراح يتسلى بآلام الفقراء، ويعيث فسادا بأموال الناس من اجل ملذاته وشهواته، إنه الانحراف بأقصى اشكاله ومضامينه، ولم يعد الامر قابلا للصمت!، ليس هناك حجة للإنسان أن يصمت على السلطان الجائر، وعلى كل اشكال الظلم.

هذا ما تعلمناه من الامام الحسين عليه السلام، الذي خرج ثائرا على ظلم يزيد وتجبره وانحرافه واستهتاره بمصائر المسلمين واموالهم ومصالحهم، منشغلا بملذاته وجواريه، وافعاله الشائنة التي تعد من اكبر التجاوزات على حقوق الامة، لهذا قال الامام الحسين عليه السلام: (من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً عهده مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يُغيّر عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله).

نعم فالصمت على السلطان الجائر، الذي يتلاعب بأموال الناس، ويحيد عن الحق، ويجاري الباطل ويلوذ به، ويسلك دروبه، انما هو قابل لما يقوم به السلطان، لذلك يستحق ان يكون مصيره مثل مصير الحاكم الظالم. وعندما يتم تغييب الحق، لابد أن يتصدى الشرفاء الى هذه الظاهرة، مهما كانت التضحيات، لذلك قال الامام الحسين عليه السلام، متسائلا: (ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه؟ فليرغب المؤمن في لقاء ربه مُحقا).

لقد ابتعد الناس عن سبل الحق، واصطف معظمهم الى جانب الباطل، لهذا لم يعد الامر قابلا للصمت او التغاضي، إن السلطان لا يكترث بالامة ومصالحها وحقوقها، وما يهمه رغباته ونزواته وملذاته، اما الاخرون فلا يستحقون الحياة الكريمة من وجهة نظره، لذلك تحوّل الناس الى خدم للحكومة بدلا من ان تكون الحكومة خادمة لهم، وعانى الفقراء ما عانوا من حكومة يزيد المتسلط على رقاب العالم من دون حق، متعاملا مع الجميع باستهتار ونزق، وعد احترام، فأصبحت حياة الناس مليئة بالذل!!.

لقد قال الامام الحسين عليه السلام: (إنّي لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظّالمين إلا برما). نعم لا شك أن الحياة في ظل الحكومة الجائرة والحاكم المتجبر لا تستحق أن تعاش، لهذا لابد أن يكون الانسان على استعداد دائم للمواجهة، والدعوة الى محاربة السلطان الظالم بكل الطرق والوسائل، حتى يرعوي ويتنبّه الى ظلمه وتجاوزاته على حقوق الفقراء، لان العش في ظل الظلم والقهر وسلب الحقوق، هو سلب واضح لحرية الانسان، وتجاوز في وضح النهار على حقوقه، من هنا على الانسان ان يدافع عن حقوقه حتى لو قاده ذلك الى الموت، فالموت والشهادة في هذه الحالة تمثل سعادة الانسان، اما العيش تحت خيمة الظلم، فإنه سيكون عيشا ذليلا لا يصح أن نقبله مهما كانت الاسباب.

وبعد كل الوقائع التي اثبتت خروج الحاكم الاموي عن الطريق السويّ، الذي يحافظ على حقوق المسلمين ويراعي حقوقهم، لم يبق هناك سوى طريق الثورة، والتصحيح والاصلاح، فأعلن الامام الحسين عليه السلام خروجه ضد السلطان الجائر، تصحيحا للمسار، واعادة الاسلام الى جادة الحق، لهذا قال الامام الحسين عليه السلام عندما خرج من الحجاز ثائرا على السلطان الظالم: (إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي).

علما ان مكافأة من يثور على الظلم معروفة، إنها مكافأة إلهية تعوضه عن التضحية بنفسه قربانا لكرامة الانسان، وذلك من خلال الثورة على السلطان الظالم، الذي لا يفكر الا بمصالحه وذويه وبطانته، ناسيا ومتناسيا مسؤوليته في تحقيق وضمان الحياة الكريمة للمجتمع، لذا يدعو الامام الحسين عليه السلام الى الصبر على الموت: (صبراً بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضّراء الى الجنان الواسعة والنّعيم الدّائم).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7/تشرين الثاني/2013 - 3/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

[email protected]