الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

تعظيم الشعائر الحسينية قضيتنا المركزية الأولى؟

بقلم أصغر خدَّام الإمام الحسين عليه السلام: المهندس فؤاد الصادق

ولِمَ لا؟

ولا سيما في اللحظة الحضارية المفصلية المتحركة التي تعيشها الأمة محلياً، إقليمياً، عالمياً، ودولياً.

بل هي قضيتنا المركزية الأولى التي لا تقبل التأويل أو التأجيل في المواجهة الحضارية بكل المقاييس والقوانين والمعايير التكوينية والإعتبارية بمعنى أن الأولوية المركزية القصوى إنما هي لتعظيم الشعائر الحسينية - أي ينبغي أن تكون كذلك نظرياً وعملياً -، وان التكوينيات والإعتباريات تملي ذلك سواء أ نظرنا إليها من زاوية موضوعيتها، أومن زاوية طريقيتها للعلاقة الجدلية الوجودية بين الرسالة والشعائر، ولقيم الإستقطاب والجذب الكونية العالمية في رسالة الإمام الحسين عليه السلام وطرائقها وتضحياتها الدفاع عن الحقيقة والحق، الشعائر تستحضر الأسئلة بزخم كبير ليبدأ البحث عن الحقيقة والحق، وينطلق الإنفتاح على مدرسة أهل البيت عليهم السلام، ومن ثم التفاعل، وفي ذلك التحصين والتنشيط والإستمرارية والتقدم على كافة الجبهات المصيرية. ولذلك الخوف على الشعائر كان ومايزال كبيراً، والخوف منها أكبر، وأكبر، ومنذ لحظات التأسيس على يد الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله وسلم، والترويج والتكريس والتعظيم على يد مولاتنا وسيدتنا العقيلة زينب عليها السلام فلم نسمع حتى برواية ضعيفة واحدة من هنا أومن هناك، من هذا أومن ذاك تفيد بأنها عليها السلام خطت في المدينة المنورة بعد واقعة الطف خطوة لها دلالة عسكرية أو سياسية بصورة مباشرة... كانت عليها السلام تكرِّس وتستكمل التأسيس والتعظيم للشعائر بتلك الخطابات والمجالس والمناحات المعروفة لكن وبالرغم من ذلك نقرأ بأن والي المدينة حينئذ كتبَ إلى يزيد:

ان وجودها بين اهل المدينة مهيج للخواطر، وانها فصيحة عاقلة لبيبة، وقد عزمت هي ومنْ معها على القيام للأخذ بثأر الحسين.

فجاء الرد من يزيد:

فرِّقْ بينها وبين أهل المدينة.

فكان النفي إلى الشام، وكانت عليها السلام في المنفى حتى لحوقها بالرفيق الأعلى.

هذا الخوف القديم الجديد يعكس حجم الأثر الكبير للشعائر والعلاقة الجدلية الوجودية بين الشعائر والرسالة كما يعكس العلاقة التكاملية بين العقل والعاطفة في حياة الفكر والتثقيف والتثاقف، الشعارات والشعائر مفعمة بالفكر والمعرفة والعواطف والحرارة الإيمانية، والأخيرة كالعوامل المؤثرة على سرعة التفاعل الكيميائي مثل: التركيز، مساحة السطح - في التفاعلات متغايرة الخواص -، الحرارة، التحريك، والمواد المساعدة كما هو ثابت في الكينتيكا الكيميائية (علم الحركة الكيميائية) فقارنْ، وتأمل، والأمثال تضرب ولا تقاس، ولا مشاحة في الإصطلاح.

المادة المساعدة تزيد سرعة التفاعل الكيميائي، ومعظم التفاعلات الكيميائية، ومن أجل إبتدائها، تحتاج الى كمية من الطاقة، هذه الطاقة يسمونها طاقة التنشيط. العامل المساعد يسرع التفاعل الكيميائي من خلال توفيره مسلكا جديدا للتفاعل بأقل طاقة تنشيط، ودون أن يؤثر في نواتج التفاعل. من الأمثلة على العوامل المساعدة الانزيمات داخل جسم الكائنات الحية، وبعض الفلزات (مثلNi، Pt، Pd).

هل يمكن للإنسان أن يعيش دون تلك الانزيمات!؟

أبداً.

لماذا الخوف؟

للعلاقة التي أشرنا إليها بين الشعائر من جهة، والرسالة من جهة أخرى لأن الشعائر متعددة الأدوار، ومن أدوارها تثبيت الرسالة، تحصينها، إستمرارها، إنتشارها، وضمان تفاعلها وديناميكيتها... رسالة الإمام الحسين عليه السلام التي تقول ان المقاومة ليست خياراً، وان الإيجابية ليست خياراً، وان التغيير عملية تراكمية، وان...، وان... إلى أخرتلك الميمات التي يتكون منها الإسلام الذي لا يقبل للإنجاز الحضاري التفكيك، كما لايقبل التجزئة، كما لايقبل الإختزال، كما لا يقبل الإلحاق لأنه منظومة شاملة متكاملة مترابطة متفاعلة، وكما لا تقبل تلك الرسالة التفكيك عن رسالة الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله وسلم.

يمكن فهم بعض جوانب ذلك الخوف من مقولات مثل مقولة المؤرخ البريطاني جيبون ان مذبحة كربلاء قد هزت العالم هزاً عنيفاً، ومقولة همفر في مذكراته، وهو جاسوس بريطاني قديم حيث يقول ان من اولى المسؤوليات التي كانت على عاتقنا هي محاربة الشعائر الحسينية ومنع المسيرات العاشورائية ومواجهتها بنفوذ اعلامي مخابراتي.

لقد قالها الإمام الحسين عليه السلام، وجسدها أكمل تجسيد:

(إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي).

وأختارَ عليه السلام " يا محمد يا محمد " شعاراً في واقعة كربلاء.

ولذلك قيل:

إنْ كان دين محمد لم يستقيم إلا بقتلي يا ســيوف خذيني

وفي الإتجاه نفسه نجد في كتاب الكافي: عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال:

(شعارنا: يا محمد يا محمد).

وقبل ذلك صرّحَ الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله وسلم بهذا المعنى في قوله:

(حسين منّي، وأنا من حسين).

لا خلاف انّ الحسين من النبيّ، ولكن كيف يمكن أن يكون الجدّ من الحفيد أو السبط؟

لاشكّ أنّ النبيّ يقصد بذلك استمرار رسالته صلّى الله عليه وآله.

قال الله سبحانه وتعالى في القران الكريم:

((فمنْ تبعني فإنه مني)) سورة إبراهيم – الأية: 36

لأنّ بقاء اسم النبي صلّى الله عليه وآله يُرفع على المآذن (أشهد أنّ محمداً رسول الله) كان ببركة الحسين سلام الله عليه. ولولا الإمام الحسين سلام الله لما بقي للإسلام أثر.

كيف يقرأ الغربُ معاوية؟

وللمثال لا الحصر نذكر ما أورده الشيخ لطف الله الصافي في كتابه: مجموعة الرسائل - ج 2 - ص 425:

قال أحد كبار علماء الألمان في الآستانة لبعض المسلمين وفيهم أحد شرفاء مكة:

(انه ينبغي لنا ان نقيم تمثالاً من الذهب لمعاوية ابن أبي سفيان في ميدان كذا من عاصمتنا برلين.

قيل له: لماذا؟

قال: لأنه هو الذي حوَّل نظامَ الحكم الإسلامي عن قاعدته الديمقراطية إلى عصبية الغلب، ولولا ذلك لعمَّ الاسلامُ العالمَ كله، ولكنا نحن الألمان وساير شعوب أوربا عرباً مسلمين).

نعم الغرب لا يسخر من الشعائر الحسينية بل من هذه الأمور وأمثالها، ومعاوية هو الذي أخذ بيعة ولاية العهد ليزيد بالحديد والنار والمؤامرات.

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج4 ص 37 بشأن يزيد:

(وكان ناصبيا، فظا، غليظا، جلفا. يتناول المسكر، ويفعل المنكر. افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس. ولم يبارك في عمره. وخرج عليه غير واحد بعد الحسين).

إذا كان الذهبي يقول ذلك في يزيد فما بالك في غيره ممن يتحرى الحقيقة والموضوعية لأن الذهبي متعصب فهو أبن بيئته الأيوبية، ومنغلق على مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) فلم ينقل روايات أهل البيت، ولم يذكر إلا رواية موضوعة واحدة منسوبة للإمام الباقر (عليه السلام)، وهي في مدح يزيد بن معاوية !، وقد حاول جاهداً تغييب وتشويه وتهميش نهضة الإمام الحسين (عليه السلام).

وقال ابن الجوزي عن يزيد في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 164:

(ما رأيكم في رجل حكم ثلاث سنين ؛ قتل في الأولى الحسين بن علي، وفي الثانية أرعب المدينة وأباحها لجيشه، وفي السنة الثالثة ضرب بيت الله بالمنجنيق).

وهي إشارة إلى واقعة كربلاء عام 61 هـ، وواقعة الحرّة التي انتفض فيها أهل المدينة ضد واليها وأخرجوه منها وسائر بني أمية فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري وأمره أن يستبيحها ثلاثة أيام، وأن يبايع أهلها على أنهم خول وعبيد ليزيد، ففعل بهم مسلم الأفاعيل القبيحة، وقتل فيها الكثير من الصحابة والتابعين.

إيضاح: الخول: العبيد والخدم والإماء، وهذا يعكس نظرة يزيد إلى الأمة فتأملْ.

وفي عام 64هـ أرسل نفس ذلك الجيش لقمع عبدالله بن الزبير بمكة المكرمة، فهجم عليها وضرب الكعبة بالمنجنيق وأحرق البيت الحرام وهدمه وقتل خلقاً كثيراً من أهلها.

أول تجربة دستورية في العالم الاسلامي مثالاً:

انطلقت الحركة الدستورية في في ايران 1905 م بقيادة كبار المراجع والمجتهدين والعلماء، اشترك الخطباء والوكلاء والمفكرون والأدباء والمثقفون والتجار، وانخرطت الجماهير بصورة فاعلة وواسعة فحققت نجاحاً كبيراً على طريق الخلاص من الإستبداد والإستعمار بالتأسيس لملكية دستورية برلمانية منتخبة مقيدة بالشرع، أي مشروطة مشروعة بحسب الأدبيات الفارسية، وما كان لها أن تكون إنطلاقتها غير ذلك وعلى رأسها من المراجع والفقهاء والعلماء مثل: المرجع محمد كاظم الخراساني «الآخوند الخراساني» (1255هـ/1839م - 1329هـ/1911م)، المرجع ميرزا حسين الخليلي (1236هـ /1815م - 1326هـ /1908م) اللذين قادا من الحوزة العلمية في النجف الأشرف بالعراق الحركة َالدستورية، الشيخ محمد حسين النائيني (ت 1355 - 1936 مؤلف كتاب «تنبيه الأمة»)، الشيخ عبد الله المازنداراني (1256 ـ 1330هـ)، الشيخ فضل الله النوري (1835-1909م)، السيد حسن المدرس (1287 هـ - 1356 هـ)، وغيرهم كالسيد محمد الطباطبائي، والسيد عبد الله البهبهاني.

المرجع الخليلي من تلاميذ الشيخ محمد حسن النجفي (صاحب كتاب الجواهر)، والشيخ مرتضى الأنصاري (صاحب كتاب الرسائل) ويقول الشيخ القمي عنه: أنه عالم فقيه كامل، كان أفقه علماء عصره وأعدلهم في فهم كلمات الفقهاء، لم ير مثله في اعتدال السليقة في الفقه، وقد رجع إليه الناس في التقليد بعد وفاة الإمام الشيخ محمد حسين الكاظمي عام 1308هـ، وأصبح الرئيس المطلق للحوزة العلمية في النجف بعد وفاة الميرزا محمد حسن الشيرازي عام 1312هـ، فرجع إليه الناس في إيران والهند والعراق ولبنان وغيرها، وتتلمذ عليه جمع كبير من كبار الفقهاء والأعلام مثل السيد حسن الصدر، والشيخ محمد تقي الشيرازي.

يذكر الشيخ محمد حرز الدين أن المرجع الخليلي كان أحد أقطاب الحكم الدستوري الإيراني المعروف بالمشروطة، ويذهب إلى القول: أنه عدل عن ذلك. وقد علل سبب العدول بقوله: أن العلماء الذين أيدوا المشروطة، قصدوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدخولهم هذا الأمر، ولما ظهر خطأ الطريق بعد عدل شيخنا الأستاذ عما أفتى به سابقاً.

أما محمد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند الخراساني فهو أيضاً من الأوتاد حيث في العام 1277هـ هاجر إلى طهران وقرأ فيها المقدمات والعلوم والمنطق وشيئا من الفقه والأصول، ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1278هـ، وقيل عام 1279هـ وقد تتلمذ على أمثال الشيخ مرتضى الأنصاري والميرزا محمد حسن الشيرازي الذي قربه وأدناه، وبعد هجرته إلى مدينة سامراء، أستقل الآخوند بالتدريس، فلا يكاد يباريه في ذلك إلا العالمان الكبيران الميرزا حبيب الله الرشتي، والشيخ هادي الطهراني، وبعد وفاتهما انتهى التدريس إلى الشيخ الآخوند الخراساني وأصبح زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف بعد وفاة السيد محمد حسن الشيرازي عام 1312هـ/1895م، وكان مجلس دروسه يضم أكثر من مائتين وألف من طلاب العلم ما بين مجتهد وطالب للاجتهاد وشهدت حوزة النجف الاشرف في عهد الشيخ الآخوند الخراساني نموا كبيرا، وقد ذاع صيتها العلمي في الآفاق اكثر، وقد تلقى حاكم النجف العثماني يومذاك من آل الآلوسي في الأستانة كتاباً جاء فيه: بلغنا أن عالما خراسانيا ظهر في النجف، وجدد معالم الأصول، وأنه في هذا العصر كالعضدي في زمانه، فأرسلْ ترجمته بقدر ما تستطيع.

وتخرج على يده من المجتهدين اكثر من مئة وعشرين مجتهدا منهم السيد أبو الحسن، والبروجردي، والشيخ محمد حسين الاصفهاني، والنائيني، والعراقي، والسيد حسين القمي، وشرف الدين، والسيد عبد الهادي الشيرازي، والأمين العاملي، وآقا بزرك الطهراني.

قام بتأييد فتوى الآخوند في حماية المجلس النيابي (الذي تأسس بعد النجاحات الأولى للدستورية وإعلان الدستور) من حركة الشاه المضادة أعلام كبار وشخصيات علمية رفيعة منهم على سبيل المثال: الشيخ محمد تقي الشيرازي (قائد ثورة العشرين العراقية)، الشيخ عبد الله المازندراني، الشيخ محمد حسين النائيني، الميرزا حسين خليلي، الشيخ فتح الله الأصفهاني (شيخ الشريعة)، السيد مصطفى الكاشاني، السيد علي الداماد، الشيخ عبد الهادي شليلة، الشيخ محمد حسين القمشئي، السيد مصطفى النقشواني، الحاج أغا الشيرازي، الشيخ محمد باقر الأصفهاني، الميرزا عبد الرحيم البادكوبي، الميرزا على هيئة التبريزي، أغا ميرزا رضا الأيرواني، السيد عبد الله الأصفهاني، الميرزا حسين الرشتي، الحاج أغا شريف الرشتي، الشيخ أسد الله المامقاني، الشيخ عبد الله لطفي، السيد مهدي اللاهيجي، الشيخ إسحاق الرشتي، السيد أبو القاسم الكاشاني، الميرزا علي نقي الطباطبائي، الميرزا حسن رنكوني، أغا محمد المحلاتي، الشيخ إسماعيل المحلاتي، الميرزا مهدي الآخوند الخراساني، الشيخ جواد الجواهري، السيد محمد علي بحر العلوم، السيد محمد علي حبل المتين الكاشاني، السيد محمد إمام جمعة، الشيخ موسى النوري، الشيخ محمد تقي الخليلي، الشيخ محمد رضا الشبيبي، السيد أحمد الصافي، الشيخ عبد الكريم الجزائري، الشيخ هادي كاشف الغطاء، الشيخ حسين الأصفهاني، السيد مسلم زوين، وغيرهم.

تجدر الإشارة ان أمر المرجعية العليا للسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي (1247هـ/1831م - 1337هـ/1919 م) - الذي عارض الدستورية مبكراً - إنما انتظمت بعد وفاة الإمام الآخوند الخراساني.

وكان خطاب الآخوند وحدوياً، ويتحدث باسم حوزة النجف الأشرف، فكان قد أبرق إلى السلطان عبد الحميد الثاني لترسيخ الحياة الدستورية في الدولة العثمانية بأن المجتهدين في النجف الأشرف يطالبون بالدستور كفرض ديني، وكان مهتماً بالعالم الإسلامي ومجاهداً ضد الغزو الأجنبي الاستعماري، ففي عام 1329هـ/1911م أصدر فتوى بالجهاد ضد الجيوش الإيطالية الزاحفة على طرابلس الغرب، وحينما اقتحمت القوات الروسية ولاية خراسان أنتفض الخراساني في وجه الغزاة فأبرق قائلا: "لئن تنسحب جيوشكم من خراسان لأصرخن في العالم الإسلامي صرخة"، وما أن وصلت هذه البرقية إلى الغزاة حتى سحب الروس جيوشهم من خراسان، وكان الآخوند قد أعد جيشا من المجاهدين، وصمم على الذهاب بنفسه لمجاهدة الروس، فنصبت الخيام خارج سور النجف من الجهة الشرقية، ولكن المنية عاجلته في تلك الليلة في 18 ذي الحجة 1329هـ، المصادف ليوم 29 أيلول 1911م وكانت هذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، فحضر رؤساء العشائر إلى النجف وبايعوا الآخوند وتعهد كل واحد منهم أن يحضر ومعه عدة آلاف من الرجال المسلحين، وقد وصل النجف مائتا ألف شخص خلال يومين كما تعهد رؤساء عشائر كرمنشاه بالالتحاق بركب الشيخ الآخوند واستعد طلاب العلم للجهاد، ولكن الحدث المفاجئ كان وفاة الإمام الآخوند في ظروف غامضة.

وكتابه كفاية الأصول مايزال من الكتب المرجعية في تدريس أصول الفقه في الحوزات العلمية.

نكتفي بهذا المقدار من الإشارة إلى مقام ومنزلة وحجم وتاريخ مرجعية كل من المرجعين الميرزا الخليلي، والآخوند الخراساني ومؤيديهما في فتوى الحركة الدستورية المشروطة لكن مع كل ذلك الحركة هُزمت لمناهضة بعض المتسللين للإسلام والشعائر الحسينية.

ميرزا فتح‌ علي‌ آخوندزاده‌ مثالاً:

تقدمت الحركة الدستورية المشروطة إلى الأمام على الرغم من الإنتقادات والمشكلات وتواصل التقدم حتى تسلل إلى مقدمة صفوفها أمثال ميرزا فتح‌ علي‌ آخوندزاده‌ (١٢٢٨ - ١٢٩٥) هـ.ش. - المنتهك لحرمة المجالس‌ الحسينية - فأخذ الإنحراف يتصاعد، وجهود الإصلاح تتساقط لتنتهي إلى فشل كبير لمشروع وقضية مصيرية مفصلية وعودة سريعة لأبشع أنواع الإستبداد من جديد بعد كل تلك التضحيات المعروفة.

وقد تنبه العلماء الى خطورة التسلل المذكور والانحراف الذي تسرب الى الحركة، فانسحبوا منها بعد فشل الإصلاح، وانفصلت الجماهير عنها وسرقت الحركة وبدأ التغريب من جديد بعد اعدام الشيخ فضل الله النوري - الذي حاول إصلاح المسار -، وبعد وفاة الآخوند الخراساني ليصبح السيد حسن المدرس معزولاً وغريباً في البرلمان، وذلك بعد أن انقسم الشعب الإيراني إلى حزبين متطاحنين، وكان ما كان، ولو لم يكن ذلك لأمكن إنتصار الدستورية المشروطة على التوافق البريطاني الروسي العروف باتفاقية 31 اب 1907م لتقسيم ايران الى مناطق نفوذ بينهما.

يقول آخوندزاده المذكور عن المجالس‌ الحسينية:

(روّج‌ لهذه‌ المجالس‌ الديالمة‌ والصفويون في أيامهم، باقتضاء سياستهم. والآن‌ فقد انتهت‌ تلك‌ الدواعي، ولكنك‌ ترى هذه‌ المجالس‌ أينما ذهبت. تُرى، هل‌ إن‌ هؤلاء الناس‌ وقد تراكمت‌ المصائب‌ عليهم، بحاجة‌ إلى من‌ يذكرهم‌ بمصائب‌ القرون‌ الغابرة‌ ويلهيهم‌ عن‌ كسبهم‌ وعملهم‌؟! هذه‌ المجالس‌...)!!!

هذه المزاعم الباطلة وأمثالها - البريئة منها الحركة الدستورية المشروعة - دفعت الناس أينما كانت للإنفصال عن الحركة، وتحري أكثر عن الأصالة المعرفية لأن المجالس والشعائر الحسينية من الثوابت والدوال معاً، وكل ذلك شكَّلَ عاملاً إضافياً للمزيد من الجهود لإحياء التأصيل المعرفي من جهة، وتعظيم الشعائر الحسينية - اكثر من قبل لاحقا - من جهة أخرى، ولاسيما على أيدي قادة الحركة الدستورية وزملائهم وتلاميذهم، وعلى سبيل المثال نشير بإيجاز والتفصيل في محله:

أولاً: تعظيم الشعائر الحسينية:

1- المرجع الميرزا محمد حسين النائيني (ت 1355هـ/1936م):

قيل انه ولِدَ عام 1273 هـ. ق.، وذكر أخرون عام 1277 هـ. ق.، عام 1303 هـ. ق. هاجر إلى العراق ليستقر بسامراء حيث المرجع الميرزا الشيرازي ويواصل الدراسة والتدريس حتى سنة 1318 هـ. ق. حيث هاجر إلى كربلاء المقدسة، ومنها إلى النجف الأشرف، ممنْ حرر تقريرات دروسه آقا ضياءالدين العراقي الذي أصبح مرجعاً، وهو من كبار دعاة فصل الإعتباريات عن غيرها من العلوم لتأصيل المعرفة الدينية.

بعد وفاة المرجعين الكبيرين الشيخ محمد تقي الشيرازي، وشيخ الشريعة الأصفهاني (ت 1339هـ/1920م) توزعت المرجعية بين عديدين على رأسهم النائيني، وهو من أقطاب الحركة الدستورية المشروطة في النجف الأشرف وصفوة تلاميذ الآخوند الخراساني وزملائه ومساعديه، قرر مغادرة العراق إعتراضاً على الإستقلال الناقص والملكية الدستورية الشكلية وانتخابات المجلس التأسيسي المزيفة فأبعدته الحكومة في خطوة إستباقية ضمن جمع من المراجع والعلماء في الأول من تموز 1923م، بعد ضغط جماهيري كبير على الحكومة عاد إلى العراق عام 1924م في ظروف معقدة هشة للغاية قيل انها كانت مشروطة من طرف الحكومة لكن بالرغم من كل ذلك أصدر بناءاً على رسالة وردته من مدينة البصرة في 5 ربيع الأول سنة 1345هـ الموافق 3 أكتوبر 1926 م فتاوى الشعائر الحسينية الشاملة المعروفة، التي أصبحت مركزية أيدها ما يقارب 60 مرجع ديني، والتي تتميز بالإنتقال من الكليات إلى التفصيلات، ومن المفاهيم إلى المصاديق، ومن تفهيم الحكم أو الوظيفة إلى التمكين منهما أيضاً.

2- المجتهد الشيخ عبد الحسين صادق العاملي (1279- 1361) هـ. ق:

هاجر إلى النّجف الأشرف وعمره آنذاك احدى وعشرون سنة، اي سنة 1300هـ. ق. وأكمل مقدّماته في النّجف وحضر دروس الأعلام وتخرّج على يد كبار المراجع هناك، حتّى صار مجتهداً وعالماً، شهد بفضله جلّ أساتذته.

وخرج الشيخ عبد الحسين من النجف حدود سنة 1315هـ. ق. عائداً إلى بلده وهو عالم فقيه.

قام بتشجيع وتعظيم الشعائر الحسينيّة قولا وعملا فألّف رسالة مستقلّة في الشعائر سمّاها "سيماء الصلحاء" طُبعت سنة 1345هـ. ق.، للرد على الآراء التي نشرت حول بعض الشعائر الحسينيّة في بعض الصحف البيروتيّة، وهو آنذاك أكبر رجال الدين في النبطيّة، ممّا أدّى إلى تجذر وتوسّع الشعائر أكثر فأكثر.

ومن كبار أساتذة العاملي المرجعين: الميرزا الخليلي، والآخوند الخراساني، وقد عرفت قيادتهما للحركة الدستورية المشروطة في إيران من النجف الأشرف.

نكتفي بهذا المقدار من الاشارة الى جهود تعظيم الشعائر الحسينية - اكثر من قبل لاحقا - على أيدي قادة الحركة الدستورية المشروطة وزملائهم وتلاميذهم لننتقل الى تعظيم التأصيل المعرفي.

ثانياً: تعظيم التأصيل المعرفي:

1_ الفقيه الميرزا مهدي الأصفهاني (ت 1365 - 1946): الذي يعتبر مؤسس ما سُمي بعده بالتفكيكية الشيعية التي تختلف عن الأخبارية وما يقابلها، ولاعلاقة لها بتفكيكية جاك دريدا (1930-2004) م العدمية.

ولد الأصفهاني في أصفهان، انتقل إلى النجف واستقر هناك ثماني عشرة سنة، ويقع الآخوند الخراساني، والنائيني ضمن مجموعة أساتذته.

درس الأصفهاني مهمات الفقه والأصول عند النائيني مدة منفرداً ثم التحق به عدد من الأوتاد حتى صاروا سبعة أفراد، وتمت لهم دورة الفقه والأصول في سبع نفرات، وكانوا في محضر النائيني إلى أربع عشرة سنة.

وحين بلغ الأصفهاني إلى خمس وثلاثين سنة سنه الشريف نال أعلى مراتب الاجتهاد وأجازه العلامة النائيني وغيره أحسن الإجازات، ومما عبر به في إجازته المفصلة التي كتبها النائيني بخطه في شوال 1338 هجري المزينة بخطوط جمع من كبار المراجع، وذلك بحسب أحد تلامذته وهو الشيخ علي النمازي الشاهرودي (1333-1405هـ/1915-1985م)، وهو فقيه له تحقيقات مهمة في علم الرجال والحديث.

اشتغل الأصفهاني بتعلم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلى مراتبها ثم توجه إلى العرفان فذهب إلى أستاذ العرفاء السيد أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء المقدسة وتتلمذ عنده حتى نال معرفة النفس وأعطاه ورقة أمضاها وذكر اسم الأصفهاني مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفس وتخليتها من البدن، وواصل البحث عن الحقيقة حتى صار من كبار منتقدي الفلسفة والعرفان ومانحوه، وتقدمَ بنظرياته العلمية في التأصيل المعرفي في دروسه وبحوثه ومؤلفاته مثل: كتاب أبواب الهدى، وكتاب معارف القرآن، وكتاب (المواهب السنية في المعاريض والتورية في كلمات الأئمة (عليهم السلام) والمسمى كذلك (مصباح الهدى)، وقد أورد فيه رؤيته التي يرى فيها ضرورة تنقية الفكر الأصولي من المقولات الفلسفية التي أُدخلت فيه، ويعد هذا الكتاب أحد أهم المراجع لفهم رؤية التفكيك حول علم أصول الفقه.

عاد إلى إيران في حدود 1333هـ/ 1914 ليستقر في مشهد المقدسة حتى توفي في عام 1340 - 1921-22. كانت مشهد المكان الذي كتب فيه أغلب كتاباته حول التأصيل المعرفي وتفكيك الفلسفة والتصوف والعرفان عن التفسير الديني.

2- السيد موسى زرابادي (ت 1353/ 1932):

ولد لأسرة قزوينية دينية (أبوه السيد علي الزرابادي القزويني كان عالماً)، وتلقى دراسته الدينية في مدينته ثم وبعد ذلك في طهران. يُعتبر ضمن مجموعة أستاذة الشيخ فضل الله النوري (ت 1328/ 1909).

3- آية الله الشيخ مجتبى القزويني (1318-1386هـ/1900-1966م)، من أبرز مؤلفاته التي ضمَّن فيها فكر ورؤى مدرسة التفكيك والذي يعد أحد أهم كتب المدرسة هو (بيان الفرقان)، وهو كتاب من خمسة مجلدات.

القزويني ولد عام 1318/ 1900 في قزوين لأسرة دينية، ثم سافر إلى النجف في عمر مبكر من حياته مع والده من أجل الدراسة في الحوزة.

القزويني تتلمذ على يد النائيني وترك انطباعاً لافتا عنده، وفي عودته هذه إلى إيران، درس القزويني سنتين عند موسى زرابادي في قزوين. وبعد ذلك قضى سنتين في قمّ منتقلاً بعدها إلى مشهد حيث دَرَسَ على يد الميرزا مهدي الأصفهاني. وقد قضى الفترة بين 1347/ 1928 وحتى وفاته العام 1386/ 1966 في مشهد تدريساً ودراسةً.

طبعاً نقد الفلسفة قديم منذ عهد الأئمة المعصومين عليهم السلام فحتى في العصر الصفوي حيث راجت مع الملا صدر والميرداماد فأن العلامة المجلسي والشيخ البهائي (953-1031هـ/1547-1622م) وأمثالهما عارضوها، والعلامة الحلي أيضاً إنتقدها، وكذلك الشهيد الثاني (959-1011هـ/1552-1602م)، والبروجردي، وغيره.

نعم الشعائر الحسينية من الثوابت والدوال معاً، وكل ذلك شكَّلَ عاملاً إضافياً للمزيد من الجهود لإحياء وتعظيم الشعائر الحسينية من جهة والتأصيل المعرفي من جهة ثانية - اكثر من قبل لاحقاً -، ولاسيما على أيدي قادة الحركة الدستورية المشروطة وزملائهم وتلاميذهم، وعلى سبيل المثال أشرنا وبإيجاز إلى ذلك.

اذن إنتهاك حرمة الشعائر الحسينية قاد إلى تلك الهزيمة وبالتالي إلى خسارة قضية مصيرية محورية حساسة واعني الدستورية المشروطة وإنْ كان ذلك قد صدر من بعض المتسللين أمثال فتح الله بالرغم من قيادة الحركة بواسطة مراجع وعلماء وأوتاد لا غبار على تمسكهم بالشعائر الحسينية والتأصيل المعرفي مثل الآخوند الخراساني والميرزا الخليلي والنائيني والمازندراني، وعليه فجعل تعظيم الشعائر الحسينية القضية المركزية الأولى خطوة أساسية أولى في الإتجاه الصحيح لكسب القضايا المصيرية للأمة.

لأنه مضافاً إلى كل ما قيل للشعائر، ويمكن أن يُقال فأن معارضة الشعائر الحسينية جزء من منظومة معروفة فهي بداية لا نهاية لها إلا بالقضاء على الدين، ولبيان ذلك نشير الى ان آخوندزاده المذكور كان يعتقد بأن الخط لابدّ أن‌ يتغيّر وأن‌ تستبدل‌ الحروف‌ الموجودة‌ بالحروف‌ اللاتينية‌، وأن‌ تكتب‌ من‌ اليسار إلي اليمين‌، وأن التقدم العلمي رهن ذلك!!، أي كما فعل اتاتورك في تركيا حيث قام بتبديل‌ الخط‌ العربي إلي اللاتيني، دون أن تحقق تركيا ذلك التقدم المزعوم حتى اليوم خلافاً لليابانيين‌ حيث في خطهم‌ الكثير من‌ الصعوبة‌ والتعقيد، لكنهم‌ دون أي‌ تغيير في الخط حققوا تطوراً علمياً سريعاً، والظاهر أن دعوة آخوندزاده هذه هي تقليد لتجربة تجربة‌ فاشلة للقيصر الروسي‌ بطرس‌ حيث يقول‌ ميرزا فتح‌ علي في بعض‌ كتاباته:

(رأى‌ القيصر أن‌ خط‌ الروس‌ القديم‌ يحول‌ دون‌ تقدّم‌ الشعب‌ فـى العلوم‌! فتركه‌ واستحدث‌ خطاً بالحروف‌ اللاتينية. خالفه‌ العوام‌ والقساوسة‌ وأشراف‌ مملكته‌. ورفعوا عقيرتهم‌ بالقول‌: إننا سنفقد ديننا… فلم‌ يبال‌ القيصر بحماقاتهم‌، وجدّ فـى عزمه‌...).

هذا، وإن خطوة اتاتورك في تركيا بتبديل‌ الخط‌ العربي إلي اللاتيني هي تنفيذ لرغبة بعض الغربيين الإستعماريين مثل الفرنسي "شارل‌ ميسمر" مستشار "فؤاد باشا" الصدر الأعظم العثماني الذي يقترح في رسالة له تغيير الحروف.

وآخوندزاده المذكور يعتقد بأصالة المادة، وفصل السياسة‌ عن‌ الدين‌ فصلاً مطلقاً، ويطالب بإصلاح الدين‌ (البروتستانتية‌ الإسلامية‌) يرفض كالدادية والسوريالية الأدب الكلاسيكي ولآخوند زاده أشعار ذات مضامين تنطوي على الإلحاد وكراهية الإسلام بصورة عامة ومدرسة أهل البيت عليهم السلام بصورة خاصة، لذلك قلنا إن معارضة الشعائر الحسينية جزء من منظومة معروفة فهي بداية لا نهاية لها إلا بالقضاء على الدين، وقد أشرنا الى العلاقة الجدلية الوجودية بين الرسالة والشعائر الحسينية خصوصاً، والشعائر والشعارات عموماً وفي هذا الإتجاه أفتى الفقهاء بالهجرة من البلد الذي لا يمكن إقامة شعائر الدين فيه، مع ما فيه من مشقة وصعوبات وأكلاف كما أفتوا بأنه لا إسراف فيما يُنفق في تفخيم وزخرفة المساجد والمراقد المقدسة لتعدد الدواعي العقلائية.

كما قلنا فيما تقدمَ ان معارضة الشعائر الحسينية جزء من منظومة معروفة فهي بداية لا نهاية لها إلا بالقضاء على الدين، فأمثال أخوندزاده من المتغربين كالنهيوم - يزعم في قوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام (فلما بلغَ معه السعي...) فإن السعي هنا - حسب تأويل النيهوم - معناه ممارسة "النشاط الاجتماعي المتمثل في السعي وراء سد حاجات الطعام والشراب والإنجاب"، أما الدنيا فيرى أن ذكرها في القرآن عامة يراد منه الفترة العمرية الأولى والمبكرة للإنسان، وهي مرحلة الطفولة، حيث لا مسؤولية بل لعب ولهو. أما الآخرة فهي المرحلة العمرية المتأخرة في حياة الإنسان بعد اكتمال مداركه حيث يلقى ما قدم في حياته الدنيا، أي المدة الأولى الطفولية.

أما البعث -عند النيهوم – فهو رمز لخروج الإنسان من حياته الغريزية. يقول النيهوم: "هذا البعث من الحياة الغريزية يسميه القرآن بعثاً من الموت ".

وماذا يبقى من الدين بعد كل ذلك؟

نعم الشعائر الحسينية من الثوابت والدوال معاً، وكل ذلك شكَّلَ عاملاً إضافياً للمزيد من الجهود لإحياء وتعظيم الشعائر الحسينية من جهة والتأصيل المعرفي من جهة ثانية - اكثر من قبل لاحقاً -، ولاسيما على أيدي قادة الحركة الدستورية المشروطة وزملائهم وتلاميذهم، وعلى سبيل المثال أشرنا وبإيجاز إلى ذلك.

اذن إنتهاك حرمة الشعائر الحسينية قاد إلى تلك الهزيمة - والدليل آتٍ في الأقسام القادمة من البحث - وبالتالي إلى خسارة قضية مصيرية محورية حساسة واعني الدستورية المشروطة وإنْ كان ذلك قد صدر من بعض المتسللين أمثال فتح الله بالرغم من قيادة الحركة بواسطة مراجع وعلماء وأوتاد لا غبار على تمسكهم بالشعائر الحسينية والتأصيل المعرفي مثل الآخوند الخراساني والميرزا الخليلي والنائيني والمازندراني، وعليه فجعل تعظيم الشعائر الحسينية القضية المركزية الأولى خطوة أساسية أولى في الإتجاه الصحيح لكسب القضايا جميع المصيرية للأمة.

* معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات – واشنطن

** المصدر: http://s-alshirazi.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/كانون الثاني/2013 - 20/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2013م

[email protected]