الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الامام الحسين عليه السلام مصباح المعرفة

رؤى من افكار الامام الشيرازي

 

شبكة النبأ: لاشك ان المسلمين في عموم المعمورة ومختلف الدول في العالم، يعيشون اليوم في آخر الركب، وفي اسفل مراتب التقدم والازدهار، والسبب واضح جدا، لأن ساستهم وقياداتهم لم تسع الى المعرفة والعلم، ولم تجهد نفسها تخطيطا وتنفيذا لتطوير الوعي الشعبي ولم تقم بما يجب من الناحية النظرية والمعنوية ايضا، فبقي المسلمون عموما يعانون من ضحالة مستوى الوعي، فضلا عن الفشل الدائم في ادارة وتنمية الموارد المتاحة البشرية والطبيعية، ولم يتم استثمار كنوز المعرفة الاسلامية على الوجه المطلوب من لدن الجميع سواءا كانوا من الطبقة السياسية الحاكمة او من طبقة المثقفين الدارسين وغيرهم.

الحاجة الى مصباح المعرفة

لذا طالما كان الانسان مجافيا للمعرفة، فإنه يبقى في حالة نقص دائم وقلة وعي دائمة تجعله يعاني من التخلف والمرض والاستئثار على حساب الحق، ومن المستحيل ان تنهض امة او شعب بعيدا عن المعرفة، وليس هناك انسب لجميع المسلمين من الفكر الحسيني الانساني الذي ورثناه كمسلمين من المبادئ الحسينية العظيمة التي تركها لنا الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف ومواقفها ومآثرها الخالدة، لذا يعد الفكر الحسيني مصباح المسلمين للمعرفة، وكلما تشبثوا به اكثر كلما اقتربوا من التقدم والسلام والتطور اكثر.

يقول الامام الراحل، آية الله العظمى، السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله)، في كتابه القيم الموسوم بـ (الامام الحسين عليه السلام مصباح الهدى)، في هذا الخصوص: (الانسان يحتاج المصباح المنير ليرى به الطريق، وإلاّ ضاع في ظلمات الجهل والمرض والفقر، ووقع في المهاوي، ولم يبصر السباع والوحوش التي تريد افتراسه فيجتنبها، ولا العقارب والحيّات التي تريد انتهاشه فيحترز عنها، ولا يرى ما يحفظ به جسده من الحرّ والبرد، وما يقيم بسببه بدنه من المأكل والمشرب حتى يستفيد منه).

واضافة الى مصباح المعرفة الذي يكشف الظلمات للبشر، فهم يحتاجون الى السفينة التي تنقذهم من تلاطم امواج الحياة وتضاربها، ومن مهاوي الدنيا الكثيرة والكبيرة التي يتعرض لها الانسان وهو يقطع مشوار الحياة الشاق والمفخخ بالاغواء والشهوات والانحراف.

يقول الامام الشيرازي بكتابه نفسه في هذا الصدد: (كما انه بحاجة إلى السفينة لتحفظه من الغرق والهلاك في لجج الدنيا المتلاطمة وتوصله إلى ساحل السعادة بأمان وسلام. ويا ترى مَن هذا الذي يستطيع أن يكون المصباح لهداية الإنسان في الدنيا، والسفينة لإنقاذه من لججها وغمراتها؟ انه لا يمكن أن يكون إلاّ مَن نصّ عليه الوحي ودلّ عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله).

اني مخلف فيكم الثقلين

ان السبب الواضح الذي يقف وراء تخلف المسلمين هو اهمالهم لكنوز المعرفة الاسلامية التي ضمتها التعاليم الواردة في القرآن الكريم، والدروس التي ورثناها عن السيرة النبوية المعطرة وسيرة اهل البيت عليهم السلام، هذا الاهمال قادنا الى اخطاء كبيرة توالدت من بعضها البعض لنصبح كمسلمين في اخر الركب، لذا كان علينا التمسك بقول النبي صلى الله عليه وآله وشلم، الذي ذكره الامام الشيرازي في كتابه هذا: (قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: *إنّي مُخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعِتْرَتي ما إنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِما لَنْ تَضِلّوا مِنْ بَعْدي أبداً*. ممّا يدلّ على انّه لولا التمسّك بالعترة إلى جانب التمسّك بالكتاب يكون الضلال الذي في دنياه عار وشنار وفي آخرته جحيم ونار وماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال).

ولو تمسك المسلمون بكنوزهم المعرفية والدينية، وتماسكوا مع بعضهم اكثر، لكان حالهم افضل بكثير مما عليه هم الآن، حيث التخلف والتناحر والتطرف يفتك بهم، فيما تتقدم الامم الاخرى وتبني نفسها افضل بناء، يقول الامام الشيرازي في هذا المجال بكتابه المذكور نفسه: (يجب أن يكون المسلمون بعضهم مع بعض، وذلك لا قولاً في الإذاعات ووسائل الإعلام فقط، بل عملاً من أجل إسقاط الحدود الجغرافية، والحواجز النفسية والفوارق القانونية إلى غير ذلك من الأحكام الإسلامية التي لم يطبق شيء منها في أي بلد من بلاد الإسلام).

ولعل قلة التبليغ بتعاليم الدين الاسلامي تؤكد خللا خطيرا ارتكبه قادة المسلمين في هذا المجال، حيث يتفوق في هذا الميدان تفوقا واضحا وكبيرا على المسلمين كما يؤكد هذا الامام الشيرازي حين يتساءل: (أليس من المؤسف أن لا يكون للمسلمين في غير أقطارهم حتى مئة مبلّغ؟! بينما تدلّ الإحصاءات على ان للمسيحيين في افريقيا عشرة آلاف مبشّر، وفي آسيا تسعون ألف مبشّر، مهمّتهم تنصير الآسيويين والافريقيين، وهم مزودون بكلّ وسائل الحياة والتقدّم، وقد تمكّنوا من تنصير عشرات الملايين في هاتين القارّتين. وعلى هذا، فإذا اتخذنا – المحرّم- منطلقاً لهذين البُعدَيْن الأخيرين إلى جانب البُعد الأوّل فقد قمنا بالواجب علينا بالقدر الممكن، مضافاً إلى أن ذلك يوجب إخراج المسلمين من العبوديّة إلى السيادة، وإخراج كثير من غير المسلمين من الظلمات إلى النور).

واخيرا يطالب الامام الشيرازي ان تنهض الامة بنفسها وان يستثمر القادة والنخب التي تتصدر قيادة الامة، فرص التقدم والتطور، لكي تعيد تنظيم نفسها، وتخطط وتنتظم في افكارها واعمالها لكي تلتحق بالركب المتقدم، بل يجب ان تقود البشرية من خلال المبادئ العظيمة للثروة الدينية والمعرفية التي قدمها لنا الفكر الحسيني الخالدة، لذلك ليس امام المسلمين سوى مصباح المعرفة الذي اوقده الامام الحسين عليه السلام للمسلمين من خلال تضحيته بالنفس والاهل والاصحاب الاطهار عليهم السلام جميعا، في سبيل المسلمين.

لذا يؤكد الامام الشيرازي رحمه الله على اهمية الجانب التنظيمي قائلا في هذا المجال بكتابه نفسه: (من المهم الشروع بالتنظيم وتأسيسه وتوسعته في كلّ بلاد الإسلام، لتكبّر التنظيمات، ويتّصل بعضها ببعض حتّى تكون تنظيماً واحداً ذا أجنحة، بشرط أن تكون فيه انتخابات حرّة دوريّة كلّ عامين مرّة مثلاً).

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 31/كانون الأول/2012 - 17/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]