الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

لماذا التشكيك بإحياء الشعائر الحسينية؟

قبسات من فكر المرجع الشيرازي

 

شبكة النبأ: دأبت بعض الجهات والشخصيات المؤشرة والمعروفة للجميع، على محاولات بائسة تهدف الى التشكيك بالقضية الحسينية التي حفرت اهدافها ومبادئها في ذاكرة التاريخ والانسانية جمعاء، لسبب بسيط انها تنتمي في فحواها ومضامينها الى فطرة الانسان، ورفضه للقمع والظلم والانحراف، حيث تمثل هذه المبادئ جوهر القضية الحسينية، وهو الامر الذي لا يستسيغه اولئك الذين يجهدون انفسهم ويبذلون اموالهم وكل ما يملكون، من اجل التشكيك بوقفة الامام الحسين عليه السلام ضد الظلم والطغيان.

ازدياد الشعائر الحسينية

وعلى العكس مما يهدف اليه هؤلاء سواء كانوا جماعات او افراد او جهات، تسيّرها اجندات معروفة لنا جميعا، على العكس من مساعيهم في التشكيك، فقد اخذت الشعائر الحسينية تتضاعف وتنتشر اكثر وأكثر، لكونها تتناغم مع فطرة الانسان الذي يبحث عن العدل والسلم ويرفض الظلم والتهميش والانحراف.

يقول المرجع الديني، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، في احدى كلماته الموجهة لجمع من المسلمين، بمناسبة المحرم واستشهاد الامام الحسين عليه السلام:  (الحمد لله في زماننا قد انتشرت الشعائر الحسينية المقدّسة وتوسّعت. فالآلاف والآلاف من المجالس الحسينية قد اُقيمت في أطراف الدنيا خلال العشرة الأولى من محرّم، فأشكر جميع الذين أقاموا هذه المجالس. وبعنوان الواجب الشرعي أدعو لجميعهم، وأسأل الله تعالى أن لا يحرمهم من هذا التوفيق، بل أسأله تعالى أن يوفّقهم أكثر وأكثر، وأن يقضي الله سبحانه وتعالى, ببركة هذه الشعائر المقدّسة، حوائجهم للدنيا والآخرة).

ولكن هناك من لا يؤمن بهذه الشعائر، ولا يكتفي بهذا، بل يشكك بها بألف طريقة وطريقة، وهو يظن بأنه قادر على اطفاء جذوة النور والمبادئ الحسينية العظيمة، لكن لا يتحقق هذا لأهل الظلم واصحابه لأن نور الامام الحسين عليه السلام من نور جده النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن نور ابيه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، لذلك فشل وسيفشل كل من تسبب باعاقة احياء الشعائر الحسينية.

يقول سماحة المرجع الشيرازي في كلمته نفسها: (أما بالنسبة للذين سبّبوا المشاكل لمحيي الشعائر الحسينية، في كل مكان، وبأي شكل، أو ثبّطوا بلسانهم أو بعملهم، وبأي اسلوب آخر، سواء كانوا من الحكومات، أو بين العائلة، والأقارب والأصدقاء والجيران، وسواء كانوا من المسلمين أو من غير المسلمين، فأدعو الله أن يهديهم وأن يتمكّنوا على جبر ما صدر منهم من محاولات العرقلة) ويضيف سماحته قائلا بهذا الخصوص: (لا أقصد من المشاكل الظلم، لأن الظلم لا جزاء له إلاّ العقاب، والله تعالى أقسم أن لا يغضّ عن الظلم والظالم. فإذا قام أحد بإيجاد المشاكل لأحد القائمين بالشعائر الحسينية وكان ظالماً، حتى بمقدار لمس ثياب المقيم للشعائر، فإنّ الله تعالى أقسم أن يعاقبه، كما في الروايات الشريفة، ومنها: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ).

وقد أكد سماحة المرجع الشيرازي على أن مآل ومصير من يظلم اهل البيت بالقول او الفعل او الاساءة او اعاقة اقامة الشعائر، لا يسر صاحبه لان الله تعالى لن يهمل المسيء للامام الحسين عليه السلام، فقد قال سماحته في هذا المجال: (إنّ الله تعالى أقسم أن لا يهمل وأن لا يغضّ الطرف عمّن يظلم أهل البيت صلوات الله عليهم, بالأخصّ من يظلم مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه).

فشل التشكيك بالفكر الحسيني

مع ان التشكيك كبير وكثير ومتواصل ومع ان اصحابه يبذلون كل ما في وسعهم للتشكيك والاساءة بالمبادئ الحسينية، إلا أن الفشل مصيرهم دائما فتذهب كل جهودهم وافكارهم وافعالهم سدى وكأنهم لم يفعلوا اي شيء، بل تعطي افعالهم وافكارهم وتشكيكهم مفعولا معاكسا لما يرغبن ويخططون، فيزداد المؤمنون تمسكا بالشعائر اكثر فاكثر.

يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذه الخصوص بكلمته المذكورة نفسها: (إنّ التشكيكات التي اُثيرت بالنسبة لقضية الإمام الحسين صلوات الله عليه، على طول التاريخ ومن يوم استشهاد المولى سيّد الشهداء صلوات الله عليه، وإلى يومنا هذا، هي كثيرة وكثيرة. وأصل هذه التشكيكات وأساسها هو إبليس). ويضيف سماحته قائلا في هذا لصدد: (تعالوا إلى قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه، وانظروا كيف وكم يثيرون من التشكيكات حولها ويؤكّدون عليها؟ ومن هذه التشكيكات، قولهم: لماذا تقيم الشعائر الحسينية وأنت لا تصلّي؟ ولماذا تقيم الشعائر الحسينية وأنت لم تؤدّ صلاة الصبح في وقتها؟  أسألكم: هل يمكننا أن نجزم بأن كل من بنى مسجداً أو حجّ بيت الله الحرام أو صام شهر رمضان لم يبتل بعدم أداء صلاة الصبح أو غيرها في وقتها؟ فلماذا لا يتقولون على مثل هذه الأمور، ويتقولون على الشعائر الحسينية؟).

لذا فإن الشعائر الحسينية المقدسة تهدف الى تحويل الفكر الى منهج تطبيقي، لكي لا ينسى الناس السبل السليمة لادامة الحياة، اذ يؤكد سماحة المرجع الشيرازي علي: (إن الشعائر الحسينية المقدّسة من الفضائل، وبعضها مستحبّة، وبعضها مستحبّة مؤكّدة، وبعضها واجب كفائي، وبعضها واجب عيني. وهذا الأخير يرتبط بحثه بأهل الاختصاص والفقهاء، ولا نقاش فيه).

لذا لا يجوز ابدا الوقوف بوجه الشعائر الحسينية مهما كانت التبريرات والدعوات التي تهدف الى اعاقتها، لانها بمثابة الجانب العملي التطبيقي لقيم الامة وتقاليدها التي تحفظ هويتها من التذويب في الهويات الاخرى، لأننا نعرف ان الامة بلا هوية ستسقط في احضان الطامعين، من هنا نرفض ونعارض ونصد، كل المحاولات التي تهدف الى عرقلة الشعائر لانها تصطف الى جانب العمل الشيطاني الشرير.

لذلك قال سماحة المرجع الشيرازي في كلمته بخصوص محاولات اعاقة الشعائر الحسينية: إن (هذه هي من أفعال إبليس الذي أمر الشياطين كافّة بأن يشكّكوا بالشعائر الحسينية! وهذه التشكيكات بالنتيجة توثّر على ضعفاء القلوب وعلى الهمج الرعاع الذين ذكرهم الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليهم في حديثه الشريف).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/كانون الأول/2012 - 13/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]