الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشوراء وثقافة العمل التطوعي

اعداد: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: في ثورة 25 يناير المصرية، سلطت وسائل الاعلام العربية والاجنبية الضوء على كثير من الافعال والممارسات التي قام بها المعتصمون في ميدان التحرير، لعل ابرزها قيام هؤلاء المعتصمين بحملات تنظيف للشوارع وصبغ الارصفة التي كانوا يتواجدون فيها وفوقها.

تعرف مثل هذه الاعمال بالاعمال التطوعية التي يقوم بها الانسان لتقديم خدمة معينة مدفوعا بالمنطلقات التالية: المنطلق الانساني، التكليف الشرعي، الالتزام المبدئي.

وربما هناك اسباب اخرى لاتخرج عن هذا الاطار العام وهو تقديم خدمة للاخرين، فالتطوع في معناه ان يسخر الانسان بعض وقته في خدمة اخيه الانسان وتقديم المعونة التي يحتاج اليها ذلك الشخص بدون مقابل ولأهمية مثل هذا العمل الانساني فقد تم تقنينه وتوظيفه بصورة تساعد علي الاستفادة من خدمات المتطوعين في خدمة من يحتاجون الى العون والمساعدة والوقوف الي جانبهم مثل الذين تضرروا نتيجة الحروب والنزاعات والمجاعات من النازحين واللاجئين ومن عجزوا عن العمل بسبب المرض والاصابات وغيرها من الظروف التي يتعرض لها الانسان في حياته.

لقد تنوعت وظائف منظمات المجتمع المدني لتدخل في جميع مفاصل الحياة وهي في جلها تعتمد على العمل التطوعي، وقد اعلنت الامم المتحدة عام 2001 العام الدولي للمتطوعين وذلك لحثهم على المساعدة في تحقيق أهداف الالفية الجديدة وهي تحديد أزمنة للتغلب على مشاكل الفقر والجوع والمرض والامية والمحافظة على البيئة وتحجيم التمييز العنصري، ونتج عن ذلك الاهتمام العالمي بالشرائح التي تحتاج للعون والمساعدة ما يعرف بمنظمات العمل الطوعي التي تقدم الخدمات بكافة اشكالها من الصحة والتعليم ودعم المشروعات التي تساهم في استقرار الشرائح المستهدفة وقد اسهم عمل المنظمات الطوعية في القيام بدورها والوصول الي المحتاجين لهذه الخدمة في اماكنهم خاصة في ظل الاهتمام الذي وجدته هذه المنظمات من المجتمع الدولي .. هناك كثير من النشاطات التي يستطيع ان يقوم بها الناس في سبيل تقديم الخدمة والعون للمحتاجين اليها من ذلك:

المساعدة في القضاء على الفقر.

تحقيق تعميم التعليم الابتدائي.

تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

خفض وفيات الأطفال وتحسين صحة الأمهات.

وقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والملاريا وغيرها من الأمراض الرئيسية المساعدة في ضمان الاستدامة البيئية. ويتم ذلك من خلال:

المسيرات أو المظاهرات.

مراسم التكريم للمتطوعين الذين قدموا مساهمات كبيرة في مجتمعاتهم.

(وقت التبرع) وهي الحملات التي تستهدف على الناس حيث يتعدون بساعة من الخدمة الطوعية لمشاريع محددة.

التطوع عن طريق المسابقات.

في الاسلام يعتبر العمل التطوعي احدى الركائز الاساسية في بناء علاقة الفرد المسلم مع باقي افراد مجتمعه، أو علاقته ببيئته ومحيطه الذي يعيش فيه، او حتى المحيط البعيد عنه، وقد قال الله تعالى (ومن تطوع خيراً فهو خير له) وقال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم (خير الناس أنفعهم للناس).

كل عمل فيه خدمة عامة للاخرين يعتبر المدخل الذي ولج منه العمل التطوعي للحياة الإسلامية وأصبح جزءا لا يتجزأ منها فكل أشكال العون والصدقات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تدخل بشكل أو بآخر في العمل التطوعي، وهنا تبرز عظمة الإسلام الذي استطاع إن يجعل الشعور بالأخر وبالمكان في صميم الشخصية المسلمة.

وهناك عدد من النقاط التي يجب الالتفات اليها للحصول على نجاح العمل التطوعي:

1- الإخلاص في العمل لوجه الله تعالى، لأن في ذلك أجراً عظيماً. ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم(ومن مشى مع اخيه في حاجته حتى يثبتها له ثبت الله قدمه على الصراط يوم تزول الاقدام).

2- الصبر والتحمل.. إذ أن كثيراً من الأعمال تكون ناجحة في بدايتها، لكنها تفشل فيما بعد، بسبب عدم صبر المتطوعين على إتمام العمل.

ومن العقبات التي تجعل صبر المتطوع ينفذ، العقبة الأولى: عدم تقدير الآخرين، وهنا يجب أن يضع المتطوع نصب عينيه، أن التقدير سيحصده حين يجد عمله ناجحاً، وأن لا ينتظر من يقول له شكراً.

العقبة الثانية: قد يواجه بعض الشخصيات الشديدة الغضب، خاصة وأن الأعمال التطوعية أعمال جماعية، مما يولّد نوعاً من الاحتكاك، والمشكلات التي لا يريد أن يواجهها المتطوع، خاصة وهو قادم برسالة سامية، وهنا لا بد أن يصبر ليتم عمله.

العقبة الثالثة: تكلف المتطوع فوق طاقته.

3- الابتسامة والبشاشة: إذ أن الحزين لا ينتج.

4- قابلية العمل بروح الفريق: إذ أن الانفرادية غير مطلوبة بالتطوع.

فجميعنا يجمعنا هدف واحد، وهو تلمّس حاجات المجتمع.

5- روح المبادرة.

6- أن يتسم بالجدية والاتزان، وأن يتبنى العمل من أوله إلى آخره، ولا بد أن يتسم عملنا بالجدية حتى ينجح، كذلك الالتزام بالأوقات والتعليمات التي تنصها الهيئة أو المؤسسات، التي تطوّع بها تحت مظلتها.

في كل عام، وفي شهر محرم الحرام، وحتى زيارة الاربعين، نجد الكثير من تلك المعطيات المتعلقة بالعمل التطوعي ماثلة امامنا، ولا يسلط الاعلام العربي الضوء عليها من هذه الزاوية، بل من زاوية الاختلاف المذهبي واللمز الطائفي، مع ان الكثير من تلك الاعمال تصب في خدمة الاخرين وتقديم العون لهم، ويتجلى اكثر ذلك في مواكب زيارة الاربعين التي تمتد على طول الطرقات المتجهة الى كربلاء، وهي تقدم خدماتها الى السائرين مشيا على الاقدام.

في تلك الاعمال نجد المنطلقات الثلاثة متوفرة وهي: المنطلق الانساني، التكليف الشرعي، الالتزام المبدئي. وهي منطلقات يمكن البناء عليها لبقية شهور العام من خلال غرس ثقافة العمل التطوعي في مجالات مجتمعية عدة تسهم بالارتقاء بواقع حياتنا الذي نتذمر منه باستمرار دون محاولة منا ان نسحب ممارسات شهر محرم الحرام الى بقية شهور العام.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/كانون الأول/2012 - 23/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]