الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

سرجون الاكدي والحسين بن علي (ع) ..لماذا يكرهون العراق؟

 

شبكة النبأ: التاريخ لمن يقلب صفحاته، يدهش لحجم الحوادث والأسماء، أسماء الأشخاص والأماكن والحوادث التي يضمها، وهذا الحجم من المدونات التي نعيش بعيدا عنها تتعرض للاهمال ثم النسيان وبعدها الغربة عنها وقراءة رسائلها ومضامينها التي تنطوي عليها.

العراق ابجدية اولى، علّم الجميع سحر الكتابة وشغفها، والعراق موطن الشريعة الاولى، قانون حمورابي ومسلته الشهيرة، منه خرج نبي الله ابراهيم (ع) ابو التوحيد وابو الانبياء، والعراق موطن الملحمة الاولى، ملحمة الخلق في اقدم الميثولوجيات، والعراق موطن التساؤلات الاولى والبحث عن اسئلة الموت والحياة والخلود، منه خرج جلجامش وعلّم البشرية طرح السؤال المعرفي الاول، والثورة والتحرير كما يذهب الى ذلك حسن العلوي فعل عراقي بامتياز منذ ايام سومر وملحمة جلجامش، العراق موطن الشهادة بامتيازها الحسيني ولا اروع.

نقل عن كعب الاحبار في وصفه للعرب قائلا: (سكن الفقر الصحراء فقالت الصحة وانا معك، وسكنت الفتنة العراق فقالت الشجاعة وانا معك، وسكن الخصب مصر فقال الذل وانا معك).

العنوان اعلاه ليس في وارد المقارنة بين شخصيتين، واحدة من التاريخ العراقي القديم، والاخرى من التاريخ الاسلامي الذي لولاه لما بقي من هذا التاريخ شيء يمكن الفخر او الاعتزاز به.

العنوان يجمعه موقع جغرافي واحد، هو العراق، في زمنين وثقافتين مختلفين، من خلالهما يمكن الاجابة عن سؤال كثيرا ما اقلق العراقيين وجعلهم يوجهون ابصارهم صوب محيطهم العربي والاسلامي، لماذا هذا الكره للعراق والعراقيين الذي هو ابعد ما يكون عن المصالح السياسية او الاقتصادية، انه يمتد عميقا الى فجر التاريخ، والى زهو حقبته الاسلامية ايضا.

ظهر سرجون في مدينة كيش في نحو عام (2350 ق م) واستطاع الاستئثار بالسلطة وسرعان ما شكل جيشا فتح به المدن المجاورة لكيش، ولم يقف عند ذلك بل خاض معارك طاحنة ضد (لو كال زاكيزى) ملك أوروك حتى تغلب عليه وأخضع دويلات المدن السومرية الأخرى وكان ذلك في نحو (2340 ق م) ووحد منطقة الهلال الخصيب وأخضع الأناضول وعيلام ومنطقة الخليج العربي فصارت أقطار الشرق الأوسط تحت حكمه في إمبراطورية شاسعة الإطراف، اتخذ مدينة أكد عاصمة لها. ولم يعرف موقع هذه المدينة حتى اليوم بصورة أكيدة ولعلها تقع في المنطقة الوسطى من العراق حالياً بالقرب من بابل وسبار بجوار مدينة المحمودية الحالية.

ومعنى اسمه (شرو كين) ولعل كلمة (الشروكية) ببعدها المهين لعرب الجنوب مشتقة من اسم هذا الحاكم، لجهل واضعيها باصلها، وتعني كلمة (شرو كين) الملك الصادق أو الشرعي أو الثابت وتخبرنا النصوص عن نشأته، بأن والدته لما ولد وضعته في سلة ورمته في الفرات حيث عثر عليه بستاني ورباه فلما ترعرع وشب شملته الآلهة عشتاربعطفها وحبها ثم تدرج في الوظائف حتى ارتقى إلى خدمة ملك كيش (أور زبابا) بل استولى أخيرا على العرش وبنا مدينة أكاد وجمع حوله جيشاً واخضع غرب آسيا.

حكم سرجون 56 سنة جلب خلالها الرخاء للشعب واستتب الامان في كل مكان ونشر المعارف والعلوم والفنون والكتابة. وقد وجدت ألواح من الطين مكتوبهبالخط المسماري وباللغة الاكدية في كثير من المستعمرات البعيدة في الأناضول وعيلام وفي زمنه ترقت الفنون الجميلة وفي المتحف العراقي رأس تمثال بالحجم الطبيعي من البرنز وجد في نينوى لعله يمثل سرجون نفسه وقد يمثل حفيده نرام سن ويعتبر من اثمن القطع الفنية واجملها وأدقها تعبيرا. وبعد وفاة سرجون في نحو عام (2284 ق م) تبعه ولداه ريموش ثم مانشتوسو وقد بدل كل منهما قصارى جهده للابقاء على كيان الإمبراطورية الشاسعة حتى تولى الحكم حفيده نرام سن.      

اسفرت الفتوحات التي قام بها سرجون الاكدي و خلفائه خاصة حفيده نرام سين عن تكوين امبراطورية شاسعة شملت اغلب اجزاء الهلال الخصيب و بلاد عيلام و شرق اسيا الصغرى و سواحل البحر المتوسط شمل الساحل الفينيقي مثل جبيل وصور وصيدا و لقد غزا سرجون الاكدي اقليم "كبدوكية" بشرق الاناضول للدفاع عن مستعمرة من التجار الاكديين و وصل النفوذ الاكدي الى جزيرتي كريت و قبرص. و تدل البقايا الاثرية على السيطرة الاكدية على الطرق التجارية ما بين العراق و شمال سورياو موانئ الابيض المتوسط و بلاد الاناضول. توسعت الامبراطورية الاكدية في عهد نرام سين بمد سيطرته و نفوذه على ايران و سوريا الشمالية و تطورت و ارتفعت العلاقة التجارية الخارجية بحيث اقيمت علاقات تجارية مع (مجان) و (مولوخا) التي يعتبرها الدارسون بلاد السند و بلاد (نونيا) و تطورت العلاقة كذلك مع سواحل شبه الجزيرة العربية و في مقدمتها بلاد (دلمون) و هي دولة البحرين الحالية و يرى بعض الدارسين ان هذه العلاقات تمت عن طريق البحر لجلب المواد الخام مثل النحاس و الاحجار الكريمة.

يرى الباحث العراقي الدكتور علي السعدي في كتابه العراق غمد السيف ام درب المعبد؟ في وارد تحليله لما كان عليه العراق قديما: لعب التفوق العراقي الكاسح لوادي الرافدين دورا رئيسا في انتصارات سرجون الاكدي وتقدمه السريع بكل الجهات موسعا من حدود امبراطوريته التي لم تكن توازيها قوة باستطاعتها الوقوف بوجهها، وسيحتاج الامر الى الفي عام اخرى قبل ان تتمكن الشعوب المجاورة من بناء قوة اسقطت بابل في القرن السادس قبل الميلاد، لكن الفارق بقي قائما، ففيما حمل الرافدينيون للشعوب المستعمرة منجزات حضارتهم بما فيها من معتقدات دينية وتشريعات ونظم ومكتشفات وقيم جمالية، لم يحمل الغزاة لارض الرافدين سوى القوة الغاشمة التي دمرت حضارة مزدهرة تدين لها البشرية بالكثير).

ولان الريادة لاتنتهي لهذا البلد حتى في حقبته الاسلامية فقد اختار الامام علي عليه السلام عاصمة خلافته في ارضه، لتكون الكوفة هي مركز الحكم التي ينطلق منها العدل العلوي ونهجه المبارك، مستشعرا في الوقت نفسه، ان ارض العراق وتحديدا كربلاء ستكون ارض الطفوف والكر والبلاء على احد ولديه وهو الامام الحسين عليه السلام، ليصنع الفارق الازلي بين الحق والباطل، وبين الشجاعة والجبن، وبين الشهادة والاستسلام.

منذ العام 2003 لم تنته مؤامرات اخوة الدم العربي والانتماء الاسلامي للعراق والعراقيين، خاصة وان الشيعة قد حكموا العراق وتسلموا مقاليد ادارته، فقطر من جهة والسعودية من جهة اخرى ولاننسى تركيا وريثة الحقبة العثمانية، ودول اخرى تدفع بالضد من العراق من تحت الطاولة ولايتردد اسمها كثيرا في وسائل الاعلام.

شهدنا الكثير من فصول ذلك التامر، ولازلنا، واحدث فصل في ذلك، ماتناقلته الانباء مؤخرا عن ترشيح طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والصادر بحقه حكم الاعدام على خلفية تهم بدعم الارهاب وتوجيهه، لمنصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، خلفا لأكمل الدين إحسان أغلو الذي ستنتهي ولايته مطلع العام المقبل.

الترشيح قدمته السعودية، رائدة الارهاب الوهابي في العالم، الذي اكتوت بنيرانه جهات العالم الاربع، حيث برعت في تصديره ودعمه، على عكس العراق، والموقع الاغر، كربلاء، والذي صدر ويصدر قيم البطولة والشهادة والصوت الصادح بالحق، صوت الحسين عليه السلام في واقعة الطف ضد اجداد الاعراب الذين لم يؤمنوا بل اسلموا حسب التوصيف القراني لهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/كانون الأول/2012 - 18/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]