الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المظلومية وعاشوراء التضحية

د. يوسف السعيدي

تأتي ذكرى استشهاد ابي الشهداء والاحرار الامام الحسين السبط (ع) في وقت تحوم فيه حول العالم الاسلامي سحب الفتن الطائفية السوداء التي تدفعها الرياح الآتية عبر المحيطات.. والتي يراد لها ان تمطرنا دما قانياً.. كأنه لم يكفنا تلك الانهار التي سكبت من قبل هباءً منثوراً من دمائنا التي تصرخ.. يا حسين.. كان من الممكن ان تكون هذه الفاجعة الأليمة مناسبة لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم.. وتحقيق التقارب بدلا من السعي الدؤوب لتكريس الصراع بينهم خاصة واننا نسمع كثيراً من يقول (اننا نحب اهل البيت وان هذا الحب ليس قاصراً على طائفة من المسلمين دون غيرها) الا ان الواقع المعاش.. والتشويش المتعمد على تلك المناسبة والاصرار على وصمنا نحن المحتفين بذكرى استشهاد الحسين السبط(ع) بشتى الصفات والنعوت السلبية وتصوير الامر كنوع من الهوس.. والجنون... وتكريس رغبة الانتقام والتشفي.... ولكننا نقول ان الاسوياء والعقلاء هم وحدهم الذين يصرخون من الالم اما فاقدو الشعور والاحساس فقد اختاروا لأنفسهم تلك الغيبوبة الإرادية... و ليس من العدل ولا المنطق ان يجري التنديد بما يعده البعض نزعه انتقامية شيعية من دون التنديد بالظلم والعدوان...

هذا الظلم الذي كان سببا رئيسياً لكل الشرور والآثام التي يعاني منها البشر. الان يجادل اهل السياسة حول الارهاب والارهابيين محملين الاحتلال الصهيوني لفلسطين المسؤولية عن هذه الظاهرة.. وان حل هذه القضية حلا عادلا سينزع من يد الارهاب سلاحا طالما تذرع به وهو ما تمارسه (اسرائيل) من مظالم بحق الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح.. بعض هذا المنطق وليس كله صحيحا.. وهو لا يعدو كونه تفسيرا لجانب معين من جوانب السلوك الانساني وهو سايكولوجية الانتقام التي هي مكون طبيعي من مكونات النفس البشرية.. ولكنه يحتاج الى تهذيب وضبط وربط بقاعدة الشريعة والقانون.. والا اصبح السلوك الانتقامي سلوكاً عدائيا يتعين ادانته والوقوف بوجهه.. الذين ينددون بالنزعة الانتقامية عليهم في نفس الوقت ان ينددوا بالظلم والعدوان ليصبح كلامهم كاملا وليس على طريقة(ولا تقربوا الصلاة).. القصاص العادل هو مقوم من مقومات الحياة الإنسانية الصحيحة والسليمة (ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب) وعندما تتجاهل الامم مثل هذه القاعدة ويصبح الظلم مباحا للذي هو اقوى واقدر على استباحة وانتهاك حرمات الاخرين.. لا بد ان تتدخل الإرادة الإلهية انتقاماً من الذين اجرموا.. ويومها لا يستثنى من هذا الانتقام الا من رحم الله ممن لم يرضَ ولم يقر بهذا الظلم.. (فلما اسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم اجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين)..

ولان الظلم والعدوان على حقوق العباد لا يحدث في فراغ وانما يحدث امام اعين الناس فهناك مسؤولية ملقاة على عاتق الجماعة الإنسانية في ادانة العدوان ومواساة المظلوم والتخفيف عنه في محنته.. انه الدور الذي يتعين على الجماعة الإنسانية القيام به.. ولو انها وقفت من الظلم موقف اللامبالي فهي داخلة من دون ادنى شك في زمرة المعتدين..... لو لم تتقاعس الجماعة البشرية عامة والامة الإسلامية خصوصا عن نصرة المظلوم.. والوقوف بوجه الظلمة والحيلولة بينهم وبين التمادي في ظلمهم لما كان هناك مجال للعدوان على العباد... لتقلصت حاجة الناس للقصاص ومن باب اولى للانتقام بنوعيه العادل والعشوائي... انه ليس كلاماً نظريا او تصورا مثاليا.. بل حاجة أخلاقية وضرورة بقاء للمجتمعات.. حتى وان لم تدرك كلها.

بعض الذين يناصبون اهل البيت وانصارهم العداء والكراهية غارقون في مستنقع تبرير الظلم والاجحاف بل اصبحت هذه الثقافة سلعة رائجة في اسواق الدعاية والاعلام ولا نرى ثمة ضميرا جمعيا يقظا يدين الظلم والعدوان أيا كان مصدره... او ضحيته... ولا شك ان ادانة الظلم من قبل مخالفينا في المذهب والدين تشير الى نفوس حيه تأبى الظلم لغيرها مثلما تأباه لنفسها.. ولو ان المسلمين اضافوا الى ثقافة الامجاد السائدة.. ثقافة ادانة الظلم والظالمين فربما تقلص الخوف من النزوع الانتقامي للمظلومين والمضطهدين وربما تحقق نوع من التضامن النفسي بينهم على عكس الحالة التي تسود الان...

بينما يستذكر فريق من المسلمين مأساة مقتل ابن بنت نبيهم... الحسين السبط الشهيد(ع) يصر الطرف المقابل على اعتبار الامر نوعا من الهياج والهوس غير المبرر.. او يتجاهل الامر برمته ثم يقولون نحن جميعا نحب اهل البيت المحمدي.. ولكنهم لا يحزنون لحزنهم ولا يأسفون على ما نزل بهم وبنا نحن الانصار من ظلم واجحاف.. اذكر ان حكومة العفالقة المجرمين وغيرها من الحكومات (اليعربية) كانوا يعلموننا في دروس(القومية العربية) حتى في كلياتنا الطبية اننا (امة وحدتها الالام والآمال)... ولا ادري لماذا لا يتكرم علينا سدنة القومية العربية الوهابية السلفية المعاصرين ومن سبقهم باعتبار استشهاد الامام الحسين بن علي عليهما السلام واحدا من تلك الالام حيث لم يبق من هذا المشروع (الوحدوي) سوى الاوجاع... ومزيدا من الالام...

اما الآمال فنحن يكفينا بحمد الله من الغنيمة الاياب. الانتقام من الظالمين هو حق بشري مشروع خاصة وان البعض ما زال يصر على ابقاء نفس النهج الاخلاقي المقلوب الذي يستثني اهل البيت المحمدي وشيعتهم من كل المعادلات الاجتماعية العادلة ويسعى لإبقائهم على هامش الحياة... وبدلا من ان يستنكر القوم ما يسمونه بالنزعة الانتقامية الشيعية كان عليهم ان يقفوا مع المظلوم في مواجهة الظالم وان يأخذوا على يديه بدلا من الاصرار على انتهاج نفس النهج الاموي الجائر ليسلموا وتسلم مجتمعاتهم من القصاص الالهي القادم لا محالة.. القصاص الالهي العادل ممن ظلم مأكلا بمأكل ومشربا بمشرب هو حتمية كونية الهية وهو آت لا محاله مهما حاول الامويون القدامى والجدد اطالة اعمار انظمتهم القمعية الظالمة... التي لم تبق بيتا من بيوت المؤمنين اتباع اهل البيت المحمدي الا وادخلت حزنا وهما لا يزول الا بزوال الظالمين والقصاص العادل منهم. كان على هؤلاء لو بقي لديهم ذرة من عقل ان يتعظوا مما لحق برفيقهم طاغية العرب الدموي... صدام الرذيلة العروبي... ولكنهم لا يعقلون.... ولا يتعظون...

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/تشرين الثاني/2012 - 11/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]