الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

محرم الحرام يسأل

أيّهما في الحياة خالدين..... الأحياء أم الموتى ؟

حسنين صادق عبكه

قبل الشروع في بداية الطرح الموضوعي لابد التطرّق الى عدة أشياء لكي نفهم واجبات الخالق وسر عملية تكوين الخليقة تجاهنا.....

رأي المجتمع المسلم بشأن محرم ينقسم الى قسمين :-

القسم الأول/ هناك الكثير من المجتمع الذي نعيش فيه يفرح ويوزع الحلوى ويقيم الاحتفالات ناهيك عن إقامة الإعراس عندما يهلّ شهر محرم الحرام لاعتقاده عام جديد بداية السنة الهجرية متمنين بأن ينعم بالخير والعطاء والاستقرار وهم مسرورون مادام النبي (ص) هاجر في هذا الشهر المحرم......!

القسم الثاني / وفي الوقت نفسه هناك أيضا الكثير من الناس يبدو عليه نوع من التشاؤم والأحزان عندما يدخل شهر محرم الحرام حيث يذكرهم بالمصائب والرزايا قديمة أحداثها جديدة جراحها تدنوا منهم في كل عام مصيبة بعد مصيبة بدءاً من الرسول الأعظم محمد (ص) ثم ولده الحسين (ع) والى يومنا هذا معبّرين بالبكاء تارة والندوب واللطم تارة أخرى...هكذا يعبرون عن حزنهم.... يواسون مصائب محمد وأهل بيته.

لا أعتقد الكثير من المنصفين والعقلاء ومن المثقفين ان يعارضونني الفكرة تعالوا لنرى من هم على حق فيما يفعلون طالما محرم الحرام يسأل ؟

س1/ لم التفاؤل في هجرة النبي بعدما ترك مدينة آباءه وأجداده إبراهيم وإسماعيل (ع) وهي مدينة تاريخية وذات طابع ديني وتجاري مشهور ؟

س2/ لم الفرح والنبي محمد (ص) قد ترك الكعبة المشرفة بعدما بدأ الرسالة النبوية سنيناً فيها ؟

س3/ لم السرور والاحتفال والنبي محمد (ص) قد اشبع ألماً ومرارة وايذاءاً من قريش ناهيك عن السب والشتائم والتهم من اجل الدين الحنيف في سبيل الله فأجبرته الظروف على الهجرة ؟

الجواب لهؤلاء المنصفين، ولكن لدينا بعض الأجوبة التوضيحية لعلها تحلّ بعض الغاز هذه الأسئلة...

كلنا نعلم ان النبي (ص) ((لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)) هاجر مدينة آباءه وأجداده إبراهيم وإسماعيل (ع) لأمرين مهمين :-

أولهما / لمضايقة قريش الشديدة وتعرضه للقتل والسبّ والتهم له مراراً ولأقربائه لدعوته السريّة والعلنيّة.

ثانياً / لابد للنبي (ص) ان يتغرّب ويضحّي بنفسه من اجل الحفاظ على دين الإسلام لأنه في بداية عهده في إمكانية طرح الدعوة لأكثر من قبيلة فلم يتاح له الفرصة الا الهجرة وما أدراك ما الهجرة في سبيل الله واتخاذ مدينة يثرب متحملاً أعباء الغربة والفراق لتكون هنا قاعدته الجديدة مكمّلاً ما كان في مكة الحنينة من أسس وقواعد رصينة لبناء دعائم الإسلام. ولمكانة البيئة الجديدة اقتصاديا واجتماعيا لكثير من القرى والقبائل المحيطة وتأثرها القوي سياسيا، لذا من الأفضل اتخاذها مدينة بديلة عن مدينة الأم (مكة) بالرغم من اختلافها ببعض الاختلافات التكوينية والجغرافية لتزدهر فيها التجارة وهي قوة ضعف عند الكثير من المجتمع المكي ولتكون محطة تبليغ عن طريق هذه المهنة المميزة لمكانتها الجغرافية القوية...

س4/ هل للفرح والسرور مكان لهذه الهجرة.... ؟ 

لننتقل الى القسم الثاني من المجتمع هل هو على صواب في حزنه وبكائه ورفع السواد في راياته؟

نفس السؤال يتركه محرم الى جمع المنصفين لكي يكونوا حاضري الجواب الصائب... فلابد للإجابة على هذا السؤال قدر اجتهادنا القاصر لعلّ فيه نوع من الصحة بدءاً من قول النبي محمد (ص).

(حسين مني وأنا من حسين) كان القصد من رفع هذا الشعار شعوراً و وجداناً  ولا توجد هناك ضبابية عليه ويرويه المخالف والموالف لأنه يعرف ما يحلّ بولده من قبل الذين يدعون الإسلام مستقبلاً والنبي (ص) يشبعه لثماً وتقبيلا لأنه سيد شباب أهل الجنة طبعاً قول النبي ليس من باب صدفة ولا عاطفة بل انه وحي يوحى.. فعندما خيّر الحسين بين البيعة ليزيد والقتل يقول (ع) (ان الدّعي ابن الدّعي قد ركّز بين اثنين بين السلّة والذلّة وهيهات منا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون). يشبه موقف مبدأ الرسول مع أهل مكة في الرضوخ عن ترك عقيدة الإسلام ويأبى النبي للاستسلام فبعد التآمر عليه يهجرهم ويبتعد عن أهل مكة.....

ان عزيمة أبا الأحرار هي نفس عزيمة النبي (ص) في الهجرة ورسوخ إيمانه وثبات عقيدته والتي هي عقيدة أبائه وأجداده ونظرته الثاقبة نحو مستقبل الأمة وكما كانت من قبل لرفض الرسول الأكرم استحواذ أبا سفيان الملعون جد يزيد لمكة وشراء الذمم لمواجهة دعوة النبي (ص) فالحسين شبل من ذاك الأسد فهو مخطط لرسم السماء كما كان لجده الأكرم ولكي لا تبتلى الأمة بطاغية مثل يزيد.. وإذا ابتليت فلابد للدم ان يتحرك في سبيل إعلاء كلمة الحق                                              

 فالسيف اصدق أنباء من الكتب...في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب

 س5/ وهل للسيف جواب لحل دوامة الحرب وإيقاف الظلم  والانتصار عسكرياً ؟

ربما يكون للسيف دور بارز في حسم المعركة عسكرياً والانتصار لصالح المظلوم ولكن ليس دوماً فكثير من المعارك لم يحلها السيف بل كان الوسيلة لتحقيق غاية النصر عن طريق ترجمان دم المظلومين... , فكما يقول غاندي محرر الهند من الانكليز (لقد تعلمت من ثورة الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر)  فيقارن زعيم الهند انتصاره بانتصار الدم على السيف كما حدث مع الحسين (ع) فعلاً لا قولاً. وكما نعلم ان ثلاث لا ترد دعوتهم (...... ودعوة المظلوم ترفع الى السماء فوق الغمام ويقول الرّب لأنصرنّك ولو بعد حين)  كل الذين قتلوا الامام الحسين (ع) لم يتمهّلوا ولاقوا مصيرهم اثر دعاءه عليهم فأستجيب الدعاء وكانوا عند سخط الخالق دنيوياً بالمرصاد كما يروي التأريخ الحقيقي للأمة بعد مماته مباشره بدئت نقمة العيش تظهر عليهم كما لو كانوا يتمنون الموت على الحياة ولاحقتهم لعنات الحسين وعائلته الكريمة على الطغاة جميعا واحدا بعد واحد (كل الذين يتاجرون باسم الدين على اختلاف مكوناتهم وعقائدهم ومذاهبهم... أما إذا كانوا من نفس المذهب فهم اخطر على المجتمع برمته) في عقاب دنيوي قبل عقاب الآخرة... كما هو الحال الذين يحاربون الشعائر الدينية حتى هذه اللحظة بنفس المنهجية التي ساروا عليها سابقاً أسلافهم بنو أمية وبنو العباس وغيرهم كلهم من نفس الحضيض الأسفل وكما قال الانتهازي عمر بن العاص مخاطبا معاوية لعدم وفائه بوعده في توليه ملك مصر بعد قتل مالك الاشتر في بيت من قصيدته الجلجلية .

أين الثرى و أين الثريا ؟...وأين معاوية من علي ؟

فإقامة الشعائر من تقوى القلوب يا أولوا الألباب (لأن من يعظّم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب) ونحن نقول أين معاوية ويزيد والمتوكل والحجاج والبكر وصدام والرشيد وهتلر وبهلوي وزين العابدين بن علي والقذافي... الخ  الذين حاربوا الثقافة والعلم  وانتهكوا الحريات وقتلوا النفس المحرمة وعبثوا في الأرض الفساد فكيف بطمس معالم الدين ومحاربة الشعائر الحسينية وهي من تقوى القلوب..

س6/فهل هنا مجال ليعمّ فينا الفرح والسرور في محرم على حساب من ؟

تعالوا واسمعوا يا أحرار العالم فكيف بلسان حال النبي محمد(ص) يقول :-

 ((والذي احرق قلبي حسرة...يوم عاشورا زادت لوعتي

    قتلوا سبطي حسينا ولدي...ونسائي سبيت وآحسرتي))

س7/ هل من عاقل وغيور يبيّن لنا لم الاحتفالات ومناسبات الأعراس شهر محرم لأجل من ؟

س8/ هل لخدمة الدين وانتقام من النبي وسبطه أم ماذا ؟

(السلام عليك يا ابا عبد الله السلام عليك يا بن رسول الله السلام عليك السلام عليك يا ثأر الله وابن ثأره السلام عليك أيها الوتر الموتور أشهد انك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بانجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها ما خاب من تمسك بكم وآمن من لجأ إليكم .. فيا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما..)

(يا أيها الذين آمنوا لا يضّركم من ضلّ إذا اهتديتم)

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله من وراء القصد ومن الله التوفيق

* باحث مختص

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/تشرين الثاني/2012 - 7/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]