الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاطلون يجدون في زيارة الأربعين مصدر رزق وفير

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: لم يتردد عباس حميد في اقتراض نصف مليون دينار عراقي لشراء بضاعة لغرض المتاجرة بها في كربلاء المقدسة خلال زيارة الإمام الحسين (ع) في ذكرى الأربعين، أحدى ابرز الزيارات التي يشترك إحياءها ملايين المسلمين الشيعة من العراق وخارجه.

ويأمل عباس ان تثمر تجارته في الحصول على ربح نقدي يسهم توفير جزء مما يحتاجه من المال لإتمام زواجه من خطيبته، فيقول، "انتظرت طيلة الشهور الماضية حلول الزيارة الأربعينية أملا في ربح مبلغ من المال يسهم في توفير احتياجات زواجي".

ويفترش عباس أسوة بالآلاف من الباعة المتجولين الأرصفة والجزرات الوسطية في مدينة كربلاء، التي تضج بحشود القادمين سيرا على الأقدام من مختلف المحافظات العراقية لإحياء زيارة الأربعين. التي يصفها قائلا، "هذه الزيارة شهدت إقبالا كبير غير مسبوق على الرغم من برودة الأجواء، ووقوع عدد من التفجيرات الإرهابية قبل أيام".

ويقبل الزائرين الى كربلاء سيرا على الأقدام، قاطعين مئات الكيلو مترات أملا في الأجر والثواب كما يعتقدون، وهو ما سهل استهداف العشرات منهم من قبل تنظيمات القاعدة الإرهابية، بالرغم من الاستعدادات الأمنية التي أعلنت عنها القوات الأمنية لتأمين سلامتهم.

ويرى عباس ان الزيارة الأربعينية وسواها من الزيارات الدينية تشكل فرصة عمل جيدة لمئات العاطلين من أمثاله، بعد ان تعذرت بهم السبل في الحصول على وظيفة مناسبة فيقول، "يغتنم الكثير من العاطلين عن العمل موسم الزيارات الدينية لجمع المال، خصوصا أنها توفر سوقا مفتوحا لبيع مختلف أنواع السلع".

ويضيف، "لا نكون بحاجه الى مستلزمات أو أدوات للبيع، نحن نفترش الشارع دون أن ندفع بدل إيجار، فيما تغض الأجهزة الأمنية النظر عنا لانشغالها بأمن الزائرين".

وتحضر الحكومة المحلية في كربلاء الباعة المتجولين درأ للتهديدات الأمنية، فيما تشير البيانات الرسمية التي تصدرها الحكومة المحلية في كربلاء إقبال أكثر من خمسة عشر مليون زائر للمدينة خلال هذه الزيارة، من ضمنهم عشرات الآلاف من العرب والأجانب.

بدوره البائع نعيم عبد الله، وهو من أهالي محافظة النجف المجاورة، أرتئ المتاجرة بيع علب الحلويات في كربلاء خلال الزيارة، معولا على إحدى تقاطعات الطرق الحيوية التي تشهد كثافة للسابلة لرواج بضاعته حسب قوله، فيشير، "في كل مناسبة افترش هذا الرصيف نظرا لموقعه المباشر على طريق الزوار الراحلين من المدينة". ويوضح، "يقبل الزوار بعد انتهاء مراسم الزيارة على شراء الحلويات كهدايا لعوائلهم وأصدقاءهم بعد عودتهم الى مدنهم".

ويعول نعيم الذي يحمل شهادة في الإدارة والاقتصاد من جامعة المستنصرية على كسب مبلغ جيد من المال يكفيه لعدة أشهر في حال استنفذ بيع بضاعته، سيما انه يعيل أربعة أبناء وزوجة ولم يوفق في الحصول على وظيفة حتى الآن.

فيقول، "في كل مناسبة دينية تقام في كربلاء أمتهن بيع الحلويات نظرا للإقبال الكبير على شرائها من قبل الزائرين". وينوه، "في الزيارة السابقة جنيت مبلغ مليوني دينار".

ويمثل العاطلين عن العمل تحديا كبيرا للحكومة العراقية التي تعاني من صراعات سياسية مزمنة، فيما قدرت بيانات البنك الدولي نسبة البطالة في العراق بحوالي 39 بالمائة من القوى العاملة.

من جانب آخر يبدي معظم القادمين الى كربلاء لغرض أحياء المناسبات الدينية إقبالا على شراء الألعاب والصور وعلب الحلويات أثناء عودتهم، والتي تقدم كهدايا للأبناء والأهل وبعض الأصدقاء من باب التبرك بمدينة كربلاء المقدسة.

تقول الحاجة أم ضياء التي ابتاعت عدد من العرائس البلاستيكية لحفيدتيها، "اشتريت هذه العرائس لأدخل البهجة في نفس حفيدتي". وتوضح والابتسامة تعلو محياها، "الآن هن في انتظار عودتي بفارغ الصبر لرؤية ما جلبت لهن من كربلاء". وتشير أم ضياء، "لقد اعتادتا على ذلك في كل زيارة أقوم بها الى هنا".

في حين اقتنى باسم إبراهيم القادم مع زوجته وأبنته الصغيرة من محافظة الديوانية جنوب العراق، بعض الحلي والإكسسوارات الذهبية المقلدة، معتبرا ذلك من المستحبات لديه عقب إكمال مناسك الزيارة، فيرى "بعد انتهاء مناسك الزيارة رغبت في شراء بعض الحلي لأبنتي من باب الذكرى". معتبرا إن، "الزيارة تمثل نسكا دينيا وترفيهيا". ويلفت باسم، "إنها بمثابة فسحة للتجول والتمتع بعيدا عن الضغوطات اليومية المعتادة".

وعلى الرغم من كثافة الباعة الذين يفترشون الأرض وشوارع المدينة لم يشكل ذلك سببا لإزعاج أصحاب المحال التجارية والأسواق، فيعلق احمد عبد الحسين الذي يملك متجرا في شارع القبلة وسط المدينة، "لا اعتقد أنهم يشكلون ضررا اقتصاديا أو منافسة حادة لأصحاب المتاجر الكبيرة". ويردف، "على العكس من ذلك فأنهم يوفرون دعما كبيرا للسوق". ويبين، "أعداد الزائرين تعد بالملايين وأسواق كربلاء لا تكفي لتلبية حاجاتهم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/كانون الثاني/2012 - 21/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م

[email protected]