الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

شعلة من سنابل كربلاء

فريد النمر

اشعلتني سَنابلُ الطفّ وجْدا =غيرَ ذيْ راحِ منْ رَفيفِ إكْتواءِ

واسْلمتني لرشْفةِ المّوتِ أقفو= رَعشةَ الحُزن بيْن نَارٍ ومَاءِ

وأنا المُبتلّ بالجِّراحاتِ أمْضي =وتُرابٌ منْ الطفوفِ إزَائي

يتلظّى ورَشفة الدمْع كونٌ = هَدهدَته فوّارة منْ بَلاء

هيَ عاشوراء والدماءُ تدّلتْ= كالفنَارات كالرَؤى كالضَياء

وهيَ "هيهاتُ" نبضُ قلبٍ أبي= يرفضُ الذلّ بين ضَيمٍ وَ..لاءِ

وبنَهرينِ منْ ضِفافِ قِوَانا= عَتّقتنا مَرافئُ الشّهداء

ورَسَمنا منْ دفقةِ النحْرِ نَهراً = في دمانا يسْمو على الأقذاء

يا بطولاتِ كَربلا- يا عُروجا= من دماءِ السّماء والأتقياء

نتفيا تغلغلَ الجرحِ طِيناً =قد تسَامى على مدى الإنزوَاء

كم نشَرنا منْ الوّفاء شمُوسا =منْ كفوفٍ تلزّ نبعَ الوّفاء

آثر الماءُ أن نراكَ ظميّا =في تفانٍ يشدّ قلبَ الإخاءِ

هو عرشٌ من القداسات تُعلي =راية النصْر في هدَى النبلاء

فتقاطرْنَ كالضّحايا نجُوما =تتهادى بثورةِ النّجباء

ترْدفُ الحقّ في فداء حسين= بشَبابٍ من خِيرةِ الأتقياء

آثروا المّوت عزةً رغم ذلٍّ= مُذْ تبنّوا طريقة الأنبياء

فتفانوا بمَدرجِ الصبر ذاتاً =في سباقٍ منمْنمٍ باصْطفاء

هي ذكراكِ تحمل الفجرَ وحياً= بين دمْع ومحنةٍ وفِداء

فانتفضنا لرزءِها تضحياتٍ =تتمنى للدّينِ رفعَ لِواء ِ

وأنا فضّةٌ من الحُزنِ تماهتْ= في خلايايَ حيرةُ الأجْزاء

أنثرُ الوقتَ جَمرةً تتلّظى =وعلى وجْهِ المسَاء مَدُّ بُكائي

يتحَدّى تصَحّرا الليلِ لونَا= والمواقيت قدْ استبَحنَ غِنائي

ودمايَا مذبوحةٌ في شجوني= وشجُوني مَوائدٌ مِنْ شَقاءِ

وأنا ابنُ هذهِ التباتيلِ =أقتاتُ من وعْيِ احتمالَ عَنائي

وأنا بعضُ سُورة الحزنِ= تنثالُ ضلعاً على كرْبلاء

وهْيَ رحمٌ إلى البطولاتِ غنّى= جَاوزتنا لقمةِ الجَوزاء

وهي رزءٌ مُفَصّلٌ للغيَارى= وصِراطٌ بمَهْمهِ الغرَباء

وأنا خفقُ ومضةِ من حنينٍ= للطّفوفِ تلمّ دمعَ السّماء

أجرعُ الحزنَ في ضفافِ يقيني= نهنهاتٍ بنورسِ الأصْغاء

فتواريني صَرخة المّوتِ خفقا =ودمائي مَبتورةً في دمَائي

أوقظُ الآهَ رنةً في سُؤالي= هلْ أنا من يذوبُ في الأرزاء

حين حنَيت بالمَداراتِ قلبي =وأدرْتً على المدَى حِنائي

أم أنا الآنَ -كربلاءُ جراحٍ =قد تشَظتْ على صَدى الأحبَاء

من أنا مَن أكونَ يا نبضاَ= توسّط القلبَ كاشتعالِ إناء

جزتُ روحي وجزتُ طوفانَ بوحي =حين نقّبت في خطى أضوائي

لأراكَ تبثني الدّربَ حرّا= وتدلني نذورَ عَاشوراء

احملُ الضوءَ في غيوم ارتحالٍ= لملمتهُ حَرارة الرّمضَاء

شرفة للهدى للحقّ تسمو =كيفَ تهوي على لظى البّوغاء

لتناديني بقيةً من يقينٍ =من ترابٍ خبأته لاكتواء

هاهنا يتنسكُ الترب قرباناً= يُصلي مقدّسَ الإنتشاء

يتسلّى وشفرةُ السّيفِ ظمْأى =وندَى المَاء ضفّة من حَيَاء

تعْتريني وغربةُ النّحر ترقى= بالشّعاعات حَبيسة الأعْضاء

كلّما مزّقتْ مِن خلايايَ بوحا= أسْكنتني بدمعةٍ حَمراءِ

نهنَهتني بوابلٍ من ضَناهَا =في دمُوع الأيتامِ والأبناء

ونساءٍ مرمّلاتٍ ببؤسٍ= ليس كالرزءِ غربةٌ بنسَاءِ

تندبُ الفجرَ الذي تعطفَ بالحبّ= مذ أبصرتْ تدفقَ الأضْواء

لم تكنْ كربلاء الا وَريدا= جرّبته محاجرُ الآلاء

زرّرتهُ بقلبهَا البّكرِ تنَاهِيداً = تسْتقِيها صَبابةُ الإغرَاء

أيّ بردٍ سيطفأ النارَ فينَا= بعدَ أنْ سجرّت نارَ دماءِ

تنقشُ الآنَ قصّة الجرْح طِفلا= مزّقتهُ قسَاوَةُ الأشْلاء

ما سَقوهُ غيرَ الرّدَى كأسَ سَهم= بعداءٍ يَشدّ قوسَ العِّداء

وحسينٌ تَضمّهُ نَهْنهَاتٌ= أرْهَقتها مَصَارع الشّهداء

ووَحِيداً مُغرورقاً أفرَدُوهُ= وبَنوهَ مَسكوبَة الأشْذاء

وعلى صَدرهِ الشمرُ تعلّى = يفصلُ الشمسَ عن مُحيّ السّماء

أروَى للسّيف منحراً من حَكايا= قصةِ المّوتِ في انتِصارِ إباءِ

وطأتهُ برجْلِها عَادياتٌ =فاغتدَى الضّلعُ منبعاً للضّياء

ولهُ زَينَبٌ تمدّ بكاءً =أشعلَ الكّونَ بالشّجى والبّكاء

فتقبلْ يا رَبّ إنْ كانَ يُرضِي= منْ دِمانا واْعظمْ بهِ من رضَاءِ

وعَليهَا من الأسَى ذارياتٌ= ما تزالُ حَليفةَ الآلاءِ

قدْ غسَلنا قلوبَنا بأسَاها =كالفَوانيسِ لاشتِهاءِ سَناءِ

وانتدَبنَا عُيوننا بجرَاحٍ =سَامقاتٍ تفيضُ بالأندَاء

هي رفضٌ لجولةِ الظلمِ تطفو= وهي فيضٌ بمنبرِ الخُلصَاء

ودُروبٌ مزملاتٌ بدمْعٍ= أحمَديٍّ على خُطى الزّهراء

خذْ قلوباً ممزقاتٍ عليْها= منْ دمَانا مُجرداتِ الدّماء

خذْ نحيباً تقاسَمته البَرايا= بينَ قانٍ ووَاترٍ منْ مَضَاء

جئنَ يفديكَ يا ملاذَ يقينٍ =هوَ للهِ في ذرَى الكِبريَاء

يا حسَينا وصَرخة الحقّ تَعلو =هاكهَا الآنَ مَوعدا من فِداء

تنمُو صبحاً حَقيقةُ الماءِ فيْها= يَرفضُ الليلَ مَرتعَ البّيداءِ

يا أبا الطفّ والمَرايا قلوبٌ= مُنهكاتٌ تَزمّ وقتَ البّقاء

فعلى رزْءِكَ النبويّ ينتابُنَا= الوَجَعُ المَضْنِيّ بمشَهدِ الأوليَاءِ

إيهِ يا واعِيةَ الطفّ تنمُو = والجّراحَاتُ شظيةُ الأنْحاءِ

سوفَ تبقَى زجَاجةَ الحزنِ مَلئى= بالمَواجيدِ والهُدىْ الوضّاء

وستبقىَ مَحاجرُ الدّهر دمعاً= ويواسِي لخّاتَمِ الأنبَياءِ

وستبقىْ لحَيدرٍ فيْ بَنِيهِ= وفؤاداً لفاطِمِ الزّهرَاءِ

9 محرم 1433هـ

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/كانون الأول/2011 - 11/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م

[email protected]