الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

يوم بزمن في رحلة كربلاء

رفعت الواسطي

من أكثر الروايات والاحداث المروية في سيرة النبي المصطفى ما أجمعت عليه بالاشارة في محنته وعذاباته هو سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام. حتى أنه تفرد بكل ماله من موقع عالمي محسوس في كلمات من رثوه او عظموا موقفه يوم عاشوراء.

يوم واحد اطلقوا عليه عاشوراء أعطى لكل الأجيال قوة معنوية في مواصلة الثورات ومسيرة التحرر من العبودية والنصرة لقضايا الانسان المشروعة في الحياة الحرة الكريمة. نتحدث عن عاشوراء اللحظة المناسبة التي فجرت المواقف المناسبة في زمن شحت فيه النفوس من مواقف الرجال وما أكثرها اليوم أيضا لتنهض همم الاحرار أينما كانوا وكان لعاشوراء موعدا مع الزمن بصورة متكررة حيث صوت الحسين (هيهات منا الذلة) فنجد الاعناق تشرأب لتحقيق ماكان من يوم عاشوراء انتصارا للمظلوم على الظالم فقد رأت الامة كيف انهزم يزيد بن معاوية انهزام الملعون الطريد، وتحول الحسين الشهيد الى ملاذ آمن للاحرار وهم يقرأون في سيرته العاشورائية مواقف الانبياء والمرسلين حيث خرج في زحفه المقدس الى كربلاء بعنوان الاصلاح في امة جده المصطفى صلى الله عليه وآله.

من منا لايريد الاصلاح في المجتمع وينادي بأهميته في بناء الدولة وسيد الشهداء وضع قاعدة اخلاقية مهمة في هذا البناء بقوله (اني لاارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما) فبين الحياة والموت كم من الخطوب والاهوال الكثيرة تجعل من حياة الانسان سقيمة مملة لاكرامة فيها ولامنفعة ترجى منها لذلك يتمنى أصحاب المروءة الموت على البقاء اذلة منكسرين وهذا مالمسناه في تاريخنا المعاصر حينما حكم صدام العوجة وعصابة حزب البعث حكما مهينا ومذلا للشعب العراقي لكن روح الحسين الشهيد في ابناء العراق جعلتهم لايستسلمون للظالم مهما كان جبروته وسطوته والمقابر الجماعية التي جعلت من العراق عنوانا لدولة المقابر الجماعية لم يمنع ذلك ارادة الشعب من مواجهته كلما سنحت الظروف بل أن مواقف علماء العراق اخذت من الحسين الشهيد جرعة مواجهة الظالم كما تذكر سيرة المفكر الاسلامي السيد محمد باقر الصدر طيب الله ثراه.

لقد عشنا تجربة منع الشعائر الحسينية والتي كادت ان تتحول الى مجرد ذكرى في الذاكرة لكنها وبعد سقوط صدام وعصابته تحولت الى ملحمة متجددة. وقد أصاب الشاعر الجواهري بأبيات غاية في دقة الوصف من قصيدته الخالدة آمنت بالحسين حيث يقول:

كأن يدا من وراء الضريح***حمراء مبتورة الاصبع

تمد الى عالم بالخنوع***والضيم ذي شرق مترع

لو كان للشعب العراق حق الاختيار في الحياة لكانت انتفاضة عام 1991 هي عام الارادة الحرة حين انتفض على حكم الظالم وأعوانه لكن الشرعية الدولية المزيفة حالت دون ذلك كما هي الجرائم الدولية بحق العراق والتي لن تنتهي حتى بعد سقوط صدام. ان القوة المعنوية في تلك الانتفاضة هي من بصمات سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين. نفس الشيء نقوله في موضوع المقاومة اللبنانية المشروعة في الدفاع عن سيادة لبنان واسترداد أراضيه فقد كان للحسين مد وامتداد واضح في روح الجهاد والعزيمة لدى ابناء المقاومة اللبنانية الحرة وهم من ذلك المنبع الصافي للامام الشهيد السيد موسى الصدر.

 تربية حسينية علوية يتردد في حناجر الاجيال ماقاله سيد الشهداء (ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام.) لم يكن أتباع أهل البيت يعرفون الاستسلام والخنوع للظالم لذلك فقد توالت الثورات تلو الثورات مازال الحسين حاضرا في ضمير الاحرار.

في هذا الموضع نحتاج الى مزيد من الايضاح في مفهوم يوم بزمن في رحلة كربلاء والتي لن تنتهي ولن تتوقف. لانها جزء من مفهوم القرآن الكريم في دعوة الحسين الاصلاحية (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) لايمكن للحسين أن يشذ عن معدن الرسالة النبوية لجده المصطفى وهو القائل فيه وفي اخيه الحسن الحسن والحسين امامان قاما او ان قعدا والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فالحسين على بصيرة من أمره مدرك ماهو عليه قدومه الى أرض كربلاء وتلك الخطب العظيمة في الجيش الذي أراد لهم الاصلاح والحياة الحرة الكريمة يقول الامام الشهيد (يا قوم ان بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله) وفي هذا المورد نذكر مارواه الخوارزمي:

لما عبأ ابن سعد أصحابه، فأحاطوا بالحسين، من كل جانب حتى جعلوه في مثل الحلقة خرج الحسين من أصحابه، فأتاهم، فاستنصتهم، فأبوا ان ينصتوا فقال لهم: ويلكم ! ما عليكم ان تنصتوا إلى فتسمعوا قولي ! وانما ادعوكم إلى سبيل الرشاد ! فتلاوم أصحاب عمر بن سعد، وقالوا: أنصتوا له، فقال: تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ! أحين استصرختمونا والهين، فأصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم ألبا لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن، والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا، وتداعيتم عليها كتهافت الفراش، ثم نقضتموها فسحقا لكم يا عبيد الأمة ! وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرفي الكلم، وعصبة الآثم ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن، ويحكم ! أهؤلاء تعضدون، وعنا تتخاذلون أجل والله غدر فيكم قديم، وشجت عليه أصولكم، تأزرت فروعكم، فكنتم أخبث ثمر، شجى للناظر وأكلة للغاصب.

هذه الكلمات كم تحتاج الى تطابق في الاحداث وسلوكيات متجددة في الامة حين لاتنصت الى لغة الرشاد ممن اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهم من بيت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ماذا كانت نتيجة العزوف عن الانصات والتجبر والانجرار وراء اوهام مزيفة واجور كاذبة لانهم عبيد السلطان وكان يفترض ان يكونو عبيدا لله واحرار أنفسهم لذلك هذا المعنى نجده الى اليوم ممن يحرفون الكلم عن موضعه وينبذون الكتاب وراء ظهورهم فهم غدرة كما كانت الاجداد في معارك الجمل وصفين والنهروان فجاءت كربلاء لتتوج هذه الروح الخبيثة في الامة من خلال انتهاك حرمة النبي المصطفى وتتعرى كل أكاذيبهم وتنكشف الحقائق فهل اتعظت الاجيال من يوم كربلاء هنا تكون المعادلة مع من لبى النداء يوم الغدير ومضى على نهج النبي المصطفى (قل لاأسئلكم عليه من اجر الا المودة في القربى) فكانو أن ابلوا بلاء حسنا حين قال فيهم سيد الشهداء والله مارأيت أهل بيت أبر من أهل بيتي ولا أوفى من أصحابي. في حين كانت المعادلة الثانية معادلة من يتقربون الى الطاغية بقتلهم سيد الشهداء كما هي فعلة عمر بن سعد بن أبي وقاص حينما رمى معسكر الحسين بسهم قائلا اشهدوا لي عند الامير اني اول من رمى.

اللهم انا نجدد لك في مثل هذا اليوم بيعة المودة في القربى و الامامة والعهد الحسيني مابقي الليل والنهار ونبرأ اليك مماكان من امر الطغاة وعبيدهم الماجورين فلعنة الله على القوم الظالمين.

السلام على الحسين والى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ولا جعله الله أخر العهد منا بزيارتهم وموالاتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/كانون الأول/2011 - 11/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م

[email protected]