الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

برنامج البناء الذاتي في عاشوراء

رسول الحجامي

يتعلم الإنسان المعاصر ما يقارب من ستة عشر عاما في المؤسسات التعليمية لكي يعد نفسه بالشكل اللائق لكي يدخل سوق العمل، أو ليكتسب المؤهلات الكافية لوظيفة ما، ويحتاج الى برنامج تدريبي يومي يستمر لسنوات لكي يتأهل لرياضة ما أو يتقن مهارة في فن ما، ويحتاج الطفل الى برنامج صحي وغذائي يستمر طيلة فترة الطفولة لكي ينمو بصورة سليمة، وكذلك يدخل الجنود في تدريبات متنوعة وعلى مدى سنوات، لكي يكتسبوا خبرة ومهارة الدفاع عن النفس والمجتمع.

فهل نحتاج الى إعداد حقيقي نرتقي من خلاله للانتماء لعاشوراء؟

حينما نتأمل في سؤال من واجه الحسين يوم عاشوراء لابد وان نتوقف أمام تساؤل عميق وهو هل واجه الحسين يزيد بشخصه الذاتي أم واجه ما كان يحمله يزيد؟

يزيد كانسان لم يواجهه الحسين لان الحسين اكبر من أن يحمل ضغينة لأحد أو حقدا على احد..

إن الحسين لا يبغض يزيد لأنه ابن معاوية أو لأنه أموي، بل واجهه الحسين لما يحمله من ظلم وجور واستهتار بدين الله ورسالة الإسلام.

والحسين(ع) لم يحاسب الحر بالرغم من انه هو الذي وضع الركب الحسيني في ذلك الموقف الصعب في طفوف كربلاء بل قال له إن تبت تاب الله عليك، فالحسين يتعامل مع ما يحمله الناس من قيم ومبادئ لا على أساس المعيار الشخصي والعلاقات الشخصية، فالحسين واجه الظلم الذي في أيدي الناس، واجه الكذب في ألسنتهم، واجه الانحراف في سلوكهم، واجه الباطل في قلوبهم، واجه الشك في عقولهم، واجه حب الدنيا في دمائهم، ومن قتل الحسين؟

يمكن أن نقول قتله شمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي والحصين بن نمير وفلان وفلان....

لكنك لو بحثت عن دوافع هؤلاء لوجدت إنها الطمع بمناصب السلطة في حكومة ظالمة،

 حب المال،

 الشعور بالنقص تجاه الطاهرين والإنسان الكامل،

 شهوة الظلم، حب التسيد الخ..

هذه الدوافع هي التي قتلت الحسين (ع)..

الظلم يحتاج الى يد يحركها ليقطع رأس الحسين.

المال يحتاج الى جنود يرمون رماحهم باتجاه الحسين.

وكل من هذه الشهوات والرذائل والصفات القبيحة بحاجة الى من يقوم بها.

صحيح إن شمر وشبث وغيره قد مات

لكن الظلم والطمع والجشع وحب الدنيا ما تزل موجودة تبحث عمن تستخدمه، لتجعله ضمن أدواتها ووسائلها في محاربة الحق وأتباعه.

فالإعداد ضروري للإنسان لكي يتحرر من سلطة تلك الشهوات والرذائل التي تدفع به لمعسكر قتلة الحسين (ع).

ونحن نحتاج الى إعداد متنوع وشامل لعاشوراء لأنها صراع بين الإيمان والكفر بين الحق والباطل بين الظلم والعدل بين جنود الخير وجنود الشر.

ويستطيع بمن يرغب بالاستعداد لعاشوراء ان يضع لنفسه برنامج شخصي يناسب إمكانياته وقدراته وتوجهاته ويلاءم أوقاته المناسبة.

ويمكن لهذا البرنامج ان يكون محدودا وقصيرا ومكثفا يمتد من أول محرم وحتى عاشوراء، ويمكن أن يمتد من يوم عاشوراء الى أربعينية سيد الشهداء، أي بمساحة زمنية مقدارها أربعين يوما، أو من الممكن أن يبدأ من أول محرم الى أربعينية مقتل الحسين بمساحة زمنية مقدارها خمسين يوم.

 وإذا كان من أولئك الذين تزدحم أيامهم ببرامج أخرى فان هذه الخمسين يوما يمكن أن تفرق على أسابيع السنة بطولها فيحدد يوم واحدا للأسبوع لبرنامج الإعداد لعاشوراء.

ويمكن لهذا البرنامج أن يكون متنوعا في مجالات متنوعة من النشاطات والمساهمات، وعلى سبيل المثال:

- في الجانب العبادي: الالتزام بالنوافل وأوقات الصلاة بما أمكن ذلك.

- في الجانب العبادي: قراءة بعض الأدعية وزيارات الأئمة (ع).

- في الجانب العبادي: قراءة القران وحفظ مجموعة من الآيات المتعلقة بالصلاة.

- في الجانب العبادي: دعوة أشخاص لاداء فريضة الصلاة والالتزام بها.

- في الجانب العبادي: تعليم أشخاص كيفية الوضوء والصلاة.

- في الجانب العقائدي: قراءة كتاب أو الاستماع لمجموعة محاضرات في العقائد.

- في الجانب العقائدي: قراءة كتاب حول سيرة الحسين(ع) او ما يتعلق بثورته وتضحيته.

- في الجانب العقائدي: التعرف على عاشوراء وارثها المتنوع المعطاء عبر التاريخ من خلال كتب أو مجلات أو ملاحظات.

- في الجانب العقائدي: المشاركة في مراسم وطقوس عاشوراء.

- في الجانب العقائدي: المساهمة في إقامة مراسم وطقوس عاشوراء.

- في الجانب العقائدي: دعوة الآخرين الى المشاركة او المساهمة في فعاليات عاشوراء.

- في الجانب العقائدي: دعوة الآخرين الى فهم عاشوراء ونهضة الحسين في شكل وسليم وموضوعي.

- في الجانب الأخلاقي: الاستماع الى بعض المحاضرات الأخلاقية أو قراءة كتاب في هذا المجال.

- في الجانب الأخلاقي: الالتزام بالسلوك الأخلاقي الحسن.

- في الجانب الأخلاقي: قراءة كتاب عن أخلاق ومواقف الإمام الحسين.

- في التكامل الاجتماعي: تقديم ما يمكن للأيتام والعجزة والمرضى تحت عناوين حسينية وعاشورائية.

- في التكامل الاجتماعي: تعريف المستضعفين بنهضة الحسين(ع) وثورته لأنهم هدف ثورته وتحريرهم كان من منطلقاتها.

- في التكامل الاجتماعي: حث ودعوة الآخرين الى مثل هذه النشاطات تطبيقا للنهج الحسيني.

وهناك أعمال ونشاطات تحتاج لربما الى خبرات أو مهارات أو قدرات لا تتوفر للجميع فاقتصرنا على هذه الأعمال والنشاطات تبيانا لأنموذج من برامج الاستعداد لعاشوراء، وهو يجمع بين بناء الفرد وتأثيره في الجماعة والمحيط الاجتماعي الذي ينتمي إليه، كذلك يشمل على أهم الجوانب التي يمكن أن ترسخ الإيمان وتثبته في الإنسان وهي الجانب العبادي والعقائدي والأخلاقي والاجتماعي.

مثل هذا الإعداد يثمر سلوكا دينيا وعقائديا واجتماعيا ينسجم مع انتمائنا لعاشوراء ونهضة الحسين(ع).

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/تشرين الثاني/2011 - 3/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م

[email protected]