الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الشعر والمسرح في الملحمة الحسينية

حوار مع الاديب رضا الخفاجي

شبكة النبأ: بدأ كتابة الشعر في العقد الستيني من القرن الماضي ونشر قصائده في مجلات عربية مهم كالآداب البيروتية والاقلام العراقية، ونُسب الى الجيل السبعيني في العراق، وعمل في الصحافة والادب، ثم غادر العراق مطلع الثمانينيات للدراسة في باريس، وحين عاد منها، عاش نوعا من العزلة التي ابعدته عن الوسط الثقافية لكنه نشر مجموعته الاولى (فاتحة الكرنفال) في النصف الثاني من عقد الثمانينيات ثم نشر مجموعته الثانية (بيضاء يدي) عن دار الشؤون الثقافية عام 1999، وباشر بالكتابة في المسرح الشعري وأنجز سلسلة مسرحية قُدم عددا منها على خشبة المسرح في كربلاء، في هذا الحوار المختصر نحاول أن نستعيد مع الاديب رضا الخفاجي بعضا من رحلته مع الشعر والمسرح معا، وكان سؤالنا الأول:

- كيف تعامل الأديب رضا الخفاجي مع الملحمة الحسينية مسرحيا؟

لقد استغرقت –الملحمة الحسينية- كل وقتي فانهمكت في هذا المشروع الذي اعتبره رائدا بكل تواضع واعتزاز، لأنني أدركت وآمنت بأنه من الناحية الفنية يمكن أن أكتب مجموعة من المسرحيات الشعرية عن الملحمة الحسينية وأن لا اقتصر على مسرحية واحدة، لذلك اعتقد بأنني أقل الكتاب الذين استخدموا الوثيقة التاريخية لانني ما كنت استخدمها إلا للضرورات الفنية، وهكذا كتبت سلسلة متواصلة من المسرحيات التي تخص الملحمة الحسينية، ومنها مسرحية الحر الرياحي وصوت الحسين وسفير النور والحوراء زينب، وغيرها ومعظم هذه المسرحيات تم طبعها او نشرها في كتب أو تم تمثيلها وتجسيد وقائعها على خشبة المسرح حيث اخرجها ومثلها نخبة من الفنانين المعروفين في كربلاء ومنهم الفنان مهدي هندو والفنان علي الشيباني والفنان جاسم ابو فياض وغيرهم الكثير.

- ماذا تعني لك الكتابة في المجال الابداعي وما هي درجة تأثيرها وفاعليتها؟

الكتابة الابداعية مسؤولية خطيرة وموقف شامل من الحياة، لقد وعى الآباء والاجداد هذه الحقيقة الكبيرة، ولذلك سيبقى العالم يتكلم عن حضارة وادي الرافدين كأعرق وأهم حضارة وجدت على الارض باعتبارها حاضنة أولى واصيلة للادب كما برهنت على ذلك ألواح ملحمة كلكامش، ولذلك كلما أنجزت عملا ادبيا غمرتني السعادة، لكن بعد مدة قصيرة تداهمني دورة القلق من جديد، وهذا القلق المشروع يشعرني بوجودي ويحثني على تقديم المزيد من الكتابة لعلي ألحق بركب الآباء والاجداد مع علمي بأنني لن استطيع اللحاق بهم مهما حاولت، ومما لاشك فيه أن المبدعين العراقيين في مختلف الآداب والفنون والعلوم قد أثروا الحضارة المعاصرة وأسهموا فيها بصورة او اخرى.

- المسرح الشعري فن له خصوصيته.. كيف تعاملت معه فنيا؟

عندما تؤمن بأنك تنتمي الى روح الابداع هذا يعني إنك تتوفر على أدواتك الفنية والابداعية، لكن هذا لا يكفي باعتقادي إن لم تكن تتوفر على الصدق المتماهي مع الايمان بجدوى وفاعلية ما تكتب.

وبالإضافة الى ما ذكرت لابد للكاتب أن يتميز بعمق المعرفة في اصول الكتابة الابداعية في مجال المسرح او سواه، وعليه ان يبتعد عن الجانب التأريخي إلا بالقدر الذي يستفيد منه لتسليط الضوء على رؤاه الخلاقة وكشوفاته، فالعملية الابداعية هي عملية خلق وتخليق والوصول بالثيمة الدرامية الى ذروتها مع توفر اسلوب يبتعد عن السذاجة والسطحية والوضوح التقريري.

- أعرف أنك نسجت الشعر وفق أشكاله العربية المعروفة، لكن كيف تعاملت مع المسرح الشعري بوصفه فن ذا خصوصية؟

في جميع كتاباتي أعوّل على الرؤية الشعرية، إضافة الى ما ذكرت، وهذا ينطبق بالتأكيد على المسرح الشعري، فأنا لست مؤرخا ولا خطيبا، لكن من حقي أن أسخّر كل الوسائل لتجسيد رؤيتي الخاصة من اجل ايصالها الى المتلقي باسلوب يتميز بالتدفق العفوي أو غير المصطنع، ولذا أعتمد الاسلوب الشعري الذي ينحو الى الاختزال وليس الاسهاب، وهذا اختلاف جوهري بين الشعر والنثر، ورؤى الشعر الخلاقة تتجلى من خلال شفراته المختزلة التي تكون في الغالب أبلغ من الكلام العادي غير المجدي، والشاعر او الكاتب في المسرح الشعري تحديدا هو الذي يستطيع أن يُحدث التفاعل الايجابي بينه وبين المتلقي سواءا كان ذلك عن طريق الكتاب كنص مسرحي مقروء او عن طريق (خشبة المسرح) وأنا أزعم بأني استطعت أن أوصل رؤيتي الى المتلقي.

- كنت قد دخلت مجال التنظير في المسرح الشعري، هل حققت ما تريده في هذا المجال؟

في منتصف السبعينيات من القرن الماضي داهمني ذلك الحلم الجميل الذي سيطر على كياني كله في لحظات الكشف الباهرة، في ذلك الوقت لم أكن معنيا بالكتابة عن مسرحياتي الشعرية التي انجزتها في وقت مبكر.

وعندما أفقت من حلمي الذي تحول الى حقيقة حين قدمت (فرقة مسرح كربلاء مسرحيتي الشعرية/ صوت الحر الرياحي عام 1998) والتي أجازتها لجنة المسرح العراقي في بغداد بعد أن حاز هذا النص افضلية على جميع النصوص المقدمة آنذاك، استطعت أن أنتقل الى واقع كتابي جديد، إذ فكرت جديا بالكتابة عن تجربتي في المسرح الشعري، وكانت كتابة الناقد الراحل لواء الفواز عن مسرحية صوت الحر الرياحي حافزا آخر لي لولوج هذا العالم الجديد، فبدأت بكتابة (نظرية المسرح الحسيني) الذي نُشر قبل عامين، واعتبره بعض الاصدقاء والمعنيين بأنه مدخل جيد لقراءة هذا النوع من الكتابة الابداعية في مجال الفن والشعر معا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/كانون الثاني/2011 - 24/صفر/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]