الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المواكب الحسينية... تهذيب للنفس وأمثولة للعمل الطوعي

عدسة وتحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: يتسابق عشاق الخدمة الحسينية من داخل العراق وخارجه وعلى اختلاف أجناسهم ومرجعياتهم الفكرية والثقافية والعلمية، ومكانتهم الاجتماعية وتقادم الزمان عليهم كلا على طريقته الخاصة، أفرادا كانوا أم جماعات وبما ينسجم مع روح ومبادئ العمل الطوعي.

فما أن تتهيأ مواكب السائرين صوب كربلاء الشهادة حتى تصطف مواكب الخدمة الحسينية  جنبا الى جنب من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال لاستقبال الزائرين بمناسبة اربعينية الامام الحسين عليه السلام، وهي ترفع لواء ايكم احسن عملا وافضل خدمة.

ومن اجل تلك المعاني واستعراض صنوف الخدمات المقدمة للزائرين وبجهود شعبية وجماهيرية خالصة، اليك ما قاله الوافدين الى كربلاء الحسين عليه السلام عراقيين وعرب ومسلمين.

الاستاذ ميثم عبد الحسن وهو عراقي مقيم في امريكا من بين الوافدين الى العراق، للمشاركة في احياء ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام، فضل المسير من النجف الى كربلاء سيرا على الاقدام يقول، "في حقيقة الامر ليست هناك من كلمات تفي بالغرض ولا تصدق المصطلحات الى مجارات ما نشاهده اليوم على طريق المشاة، ففي كل عام يتفنن خدمة الحسين عليه السلام في استيعاب الدرس الماضي، فما بين المأكل والمشرب والعلاج والاقامة والمنام وتهيئة المساجد للمصلين وتوفير العلاجات الطبية وبعض الاجهزة الطبية المتطورة مثل قياس الضغط والسكر وما الى ذلك من انواع الخدمات الطبية المقدمة، حتى يتخيل للوافد الاجنبي بان العراقيين عبارة عن مستشفى كبير وكلهم مهتمون بالأمور الطبية والعلاجية".

ويضيف، "هذا السلوك قطعا ينافس ما نلاحظه في الدول المتطورة والغربية حينما يقدم المواطنون على المشاركة في بعض الاعمال الطوعية، الا اننا اليوم نرى كل العراقيين صغارا كانوا ام كبار نساء ام رجالا، الجميع متسلح بألفة الخدمة الحسينية". ويختتم، "هنيئا لأهل العراق ولكل المحبين".

 اما الحاج ساهي الجبوري من اهالي القاسم وصاحب موكب احباب القاسم عليه السلام، فيقول، "ينقسم العراقيين الى عدة اقسام او اصناف الا انهم جميعا متفقين من حيث المضمون على احياء تلك الشعيرة الحسينية الخالدة".

ويتابع، "هناك من يجد في نفسه القدرة على المسير الى كربلاء ليتحدى عنوان الارهاب والعناء وتحمل مشقة الظروف الجوية الصعبة وهو يجزم على طلب الاجر الثواب واعلان حالة البيعة والولاء لسبط النبي المصطفى عليه السلام".

ويضيف، "هناك من بين العراقيين من يجد ضالته من خلال اقامة الشعائر الحسينية وتهيئة الخدمات وتقديم افضل ما يتم تقديمه للزائرين وعند ذاك نستطيع ان نقول بان العراقيين جميعا هم في خانة الخدمة الحسينية المتعددة المعاني والاغراض".

محمد شنان من اهالي البصرة وتحديدا من قضاء القرنة اعتاد حسب قوله على السير الى كربلاء المقدسة كل عام، وهو يصطحب معه كل عائلته من الصغير حتى الكبير طلب للأجر والثواب واحياء لأربعينية الامام الحسين عليه السلام، يشير خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، نريد من ذلك السلوك التأسي بما جرى على عقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليه السلام اثناء مسيرها من كربلاء الى الشام ومن ثمه عودتها الى كربلاء". وينوه، "اغلب ابناء قضاء القرنة هم في عداد المهتمين بإحياء تلك الممارسة".

ويروي شنان عن مشاهداته اثناء تنقله من البصرة الى كربلاء، فيقول، "تنوعت طبيعة الخدمات التي تقدمها مواكب الخدمة الحسينية، فهناك من يفضل ان يقدم كارتات تعبئة الرصيد الموبايل مجانا، وهناك من يقوم بشحن بطاريات الموبايل، اضف الى ذلك وجود الاسكافي الذي يصلح الاحذية المستهلكة بسبب المسير، وهناك من يقوم بغسل ملابس الزائرين ويسهل لهم مسالة الاغتسال، ومن بين انواع الخدمات المقدمة الاخرى هي خياطة الملابس التي تتعرض الى التلف او التمزيق، الى جانب انواع الخدمات الاعتيادية مثل المأكل بأنواعه والمشرب بأنواعه وتقديم القهوة والمشروبات الغازية والحليب وانواع الاكلات الاخرى وكلها تدخل في خانة خدمة الزائر الحسيني.

من جهتها اثنت ختام حسين  وهي من اهالي السماوة وتصطحب معها والدتها الكبيرة في السن وهي لا تقوى على المسير الا من خلال كرسي مدولب على مستوى الخدمات المقدمة من قبل المواكب والهيئات الحسينية التي انتشرت كزخات المطر عندما تسقط على الارض، فهي تسد منافذ الطرق الرئيسية والفرعية، فتقول، "حتى الطرق الترابية النائية لا تخلو من مواكب الخدمة الساهرة من الصباح حتى المساء، من اجل الوصول الى راحة الوافد الى كربلاء".

وتتابع، "اعتدنا قبل سقوط النظام الديكتاتوري على ان اوجه الخدمة الحسينية تنحصر في مجالات معينة مثل الشعر والادب وعلى مستوى الخطباء المنبريين والرواديد، الا ان الخدمة الحسينية اليوم  تستوعب كل الجهود وكل الحرف  وتشد على يد العلاقات الاجتماعية والانسانية  وتقوي من عزيمة وارادة الواقع العراقي بكل فصائلة واجناسه التكوينية من الرجال او النساء، بل حتى الاطفال اليوم هم في عداد السائرين والساهرين في دروب الخدمة الحسينية والكل يدعوك وبدون استثناء للنزول عنده ويتوسل اليك بكل ما اوتي من قوه من اجل ان تتقبل ضيافته وخدمته على اعتبارها شرفا ما بعد شرف، والغاية هي كسب الاجر والثواب والوصول الى النصرة الحسينية فهنيئا لخدم الحسين عليه السلام".

نزار جاهل من اهالي الشعلة في بغداد يصف العراق هذه الايام بالخيمة الكبيرة التي تقدم الخدمات المجانية، فيقول، "ليس هناك حدود للبذل والعطاء، في جواء تلاشت خلالها جميع المظاهر الاجتماعية السلبية التي لا تخلو من أي مجتمع، فلا يوجد غل او طمع واحتكار  وانانية".

ويضيف، "اينما تولي وجهك تجد من يدعوك وبعلو صوته تفضل واستحلفك بالله الا ما نزلت كي أهتم بك واذهب عنك الاجهاد والتعب واقدم لك ما تشتهي واوفر لك ما تحتاجه والاغرب ان يكون هذا الهاجس قد اعتمر قلوب الصغار قبل الكبار والنساء قبل الرجال".

ويتابع، "تجد الصغير يعملك مساج ويسألك هل تحتاج الى علاج او دواء معين او تحتاج الى مال او خدمة اتصال او تبغي المنام، فيما يودعك هذا المواكب ليستقبلك موكب اخر ليقدم لك خدمات اخرى، وهي تكاد ان تكون مكملة للموكب الاخر حتى يبدو لك مشوار المسير من بغداد الى كربلاء نزهه ايمانية، وكشف حقيقي لمعدن المواطن العراقي الاصيل".

ويشير، "حتى قوات الامن هي الاخرى تدعم ذلك الاتجاه وتروم تقديم الخدمات الغذائية الى جانب عملها الاساسي وهو خدمة السائرين امنيا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/كانون الثاني/2011 - 14/صفر/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]