الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الاهمية القصوى لاستلهام دروس عاشوراء

قبسات من فكر المرجع الشيرازي

 

شبكة النبأ: من بداهة القول أن نؤكد على أن مدرسة عاشوراء تميزت بمبادئها الانسانية التي سعت منذ البدء ولا تزال الى رفع قيمة الانسان وحفظ كرامته ودفع الظلم عنه وزرع النور في عقله وسلوكه وهو يخوض مجاهيل النفس والحياة معا.

فلم تأت وقفة الحسين عليه السلام لتسجل لها حضورا وقتيا أو آنيا ثم تمضي كالأحداث التي تلفها بطون التأريخ وتدفعا الى النسيان التام، بل جاءت هذا الوقفة وهي تحمل معها أسباب خلودها وبقائها كونها الفنار العالي الذي يهدي الجميع الى سواء السبيل وسلامة الموقف وصلاحية التفكير والفعل معا، ولذلك لم تقتصر مدرسة عاشوراء ومضامينها على جانب دون غيره ولا تتخذ من احادية التوجه والهدف طريقا لها، بل هي مدرسة الشمول الانساني الذي يحفظ للانسان قيما ومبادئ تحميه من الزلل، لذلك تتميز هذه المدرسة بالدعوة الى ملاصقة القول بالعمل، ولا تكتفي بجانب دون آخر.

يقول سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في كتابه القيّم الموسوم بـ (إحياء عاشوراء) بهذا الصدد:

(إن المشاركة والخدمة في المجالس الحسينية فيها ثواب عظيم، ولكن الامر لا ينتهي عند هذا الحد، فلم يكن يوم عاشوراء مناسبة للندب والتعزية حسب، بل كان وما يزال وقفة للتأسي بدروسه والاقتداء بأبطاله، فيجب علينا أن نقتدي بسيد الشهداء عليه السلام وأن نتأسّى به في جميع شؤوننا).

وثمة مزايا قد يصعب علينا حصرها تنطوي عليها مدرسة عاشوراء التي تمخضت عنها وقفة الامام الحسين عليه السلام، ولكن تبقى أهمية الاصلاح تتصدر هذه الميزات كونها تشكل دافعا اساسيا لارتقاء الانسان وبلوغه الاهداف السامية من خلال انتهاجه الاعتدال والتسامح والسعي نحو الهدف المبتغى على ضوء مشعل الهداية لمدرسة عاشوراء، وفي هذا المجال يؤكد سماحة المرجع الشيرازي في كتابه نفسه على:

(ان من بين ما تميزت به قضية الامام الحسين سلام الله عليه ميزتين هامتين هما: العَبرة والعِبرة، وتكاد تكون هاتان الميزتان متلازمتين. فالذي يحظى بمنزلة أرفع وحرمة أكبر عند سيد الشهداء هو الاقدر على الجود في العَبرة وأخذ العِبرة من قضية الامام).

وهذا يؤكد بصورة قاطعة أن من يؤمن بالإمام الحسين عليه السلام ومبادئه العظيمة عليه أن يلتزم بها ويطبقها في حياته العملية، لأن ايمانه هذا يبقى ناقصا اذا اقتصر على جانب القول فقط، لذلك علينا جميعا أن نكسب رضا الامام الحسين عليه السلام من خلال دمج القول بالفعل والايمان بالعمل، وهي في جميع الاحوال تصب في صالح الانسان سواء كان فردا او جماعة، بمعنى أن الالتزام بتطبيق المبادئ الحسينية والعمل فيها قولا وفعلا تعود على الجميع بنتائج رائعة تدعم الوجود الانساني وتقوده الى السمو والتدرج المتواصل في الارتقاء والتطور المرفق بالاحترام والتكافل والتعايش والتسامح وجميع القيم التي تصنع الحياة اللائقة بالإنسان، لهذا كانت ولاتزال وستبقى مدرسة عاشوراء مدرسة العبر والدروس التي لا تنضب قط، إذ يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد بكتابه المذكور نفسه:

(ان الامام الحسين صلوات الله عليه باستشهاده قد فتح مدرسة العِبرة للجميع ليقارعوا الظلم ويتحملوا الشدائد والمصاعب حتى يذوقوا السعادة).

وكل الدلائل تشير الى أن الامام الحسين عليه السلام قدم ما يكفي من دروس خالدة للمسلمين وبني الانسان عموما، وما على الانسان سوى أن يتبع الطريق الصواب الذي يتمثل بالسير وفق الأنهاج الحسينية المضيئة والقادرة على نقله دائما من جهالة الظلام الى رحاب النور الفكري والعملي الخلاق، حيث يذكر سماحة المرجع الشيرازي حول هذا الموضوع في كتابه نفسه:

(سيد الشهداء هيّأ لنا أسباب الهداية ومهّد طريقها للناس، عندما قدّم دمه الزكي من أجل النجاة من الضلالة والجهالة ليرتقي الناس الى السعادة والفلاح).

ويؤكد سماحة المرجع الشيرازي حول الدروس المستقاة من وقفة الامام الحسين عليه السلام، مضيفا في هذا الصدد:

(من اهم الدروس في سِفْرِ واقعة استشهاد الامام أبي عبد الله هو انعتاق النفس من قيود الجهل وحلكة الظلال، وسلوك طريق الهداية، وهو بلا شك هدف عظيم وسامٍ الى الدرجة التي حملت سيد الشهداء سلام الله عليه أن يضحي بنفسه من اجل بلغوه).

لذلك لابد أن يتنبّه الجميع وفي مقدمتهم المسلمون الى أهمية ربط القول بالفعل، والانتباه الى أن الايمان بالإمام الحسين عليه السلام لا يعني أن تبكي عليه فقط، بل من المهم لكي تكسب ثواب البكاء أن تعمل بتوجيهات الامام عليه السلام ومبادئه التي تدعوك الى عدم التجاوز على حقوق الغير والتعامل بنزاهة وعدل ومساواة في محيط عملك سواء داخل العائلة او الدائرة او الوزارة او المؤسسة او المعمل وما الى ذلك من اعمال، إذ ينبغي على محب الحسين عليه السلام أن يذرف عليه العَبرة ويأخذ منه العِبرة لصنع الحياة التي تليق بالجميع، وفي هذا الصدد يقول سماحة المرجع الشيرازي في كتابه القيّم نفسه:

(ان شهادة الامام سلام الاله عليه هي اختبار للناس وإتمام للحجة، وفي ذات الوقت مشعل هداية ونجاة من الجهل والتيه والظُلمة).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/كانون الثاني/2011 - 14/صفر/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]