الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

كل عاشوراء ونحن في فرح وسرور

ياسر محمد

تزامنت هذا العام أعياد ميلاد المسيح (ع) ورأس السنة الميلادية الجديدة مع موسم عاشوراء في الوقت الذي يحيي فيه الملايين ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع).

فما كان مستغرباً وداعياً لطرح هذه السطور ما شهدته صفحات الفيس بوك وبعض المنتديات والمجموعات البريدية من تبادل التهاني والتبريكات بميلاد السيد المسيح ورأس السنتين الهجرية والميلادية في ظاهرة غريبة تبين غفلة عدد من أبناء مجتمعنا وخصوصاً الملتزمون منهم دينياً حتى أصبحت خصوصية عاشوراء وكأنها قضية عادية ليس لها من الخصوصية والاستثناء ما يجعلها فوق كل الأحداث والمناسبات.

لقد عاشت الأمة خلال السنوات الثلاث الماضية أحداثاً استفزت مشاعر المسلمين الشيعة وأوقدت فيهم روح الدفاع عن عاشوراء وحقيقة نهضة سيد الشهداء (ع)، منها منع بعض البرامج الحسينية في الأحساء والقطيف وإزالة عدد من اليافطات العاشورائية من قبل الجهات الرسمية ومنها ما أطلقته جماعة سلفية مغمورة بالكويت من أن يوم عاشوراء يوم فرح وسرور إضافة لما قاله المفتي العام للسعودية عبر قناة المجد الفضائية عام 2009 ضمن إجابة على سؤال في برنامج "مع سماحة المفتي" من أن بيعة يزيد بيعة شرعية وأن الإمام الحسين قد غُرر به فخرج طلباً للسلطة، وليس انتهاءً بالمنشورات التي توزع في الجامعات وتحث بعضاً منها على صيام عاشوراء كونه يوماً مباركاً حسب دعوى الناشرين لها وأخرى تسخف اللطم والبكاء على الإمام الحسين (ع).

المشكلة الحقيقية التي يعيشها البعض منا أنهم ينتصرون للمواقف في حينها، بينما لا يؤمنون بها كمبدأ يسيرون عليه في حياتهم في الوقت الذي تجمد فيه فئة من الناس ولا تبدي أي حراك وكأنها انسلخت من القيم، فما أكثر ما ننبهر عندما نرى منصفاً من أي دين أو مذهب يتحدث عن ضرورة تعظيم عاشوراء وإلغاء أي مظاهر احتفالية مراعاة لمشاعر الملايين من المسلمين الشيعة حول العالم كما فعل أخوتنا في الإنسانية من أبناء الديانة المسيحية في العراق، ونتذمر ونتأذى لأي استفزاز إعلامي أو ميداني ضد أيام عاشوراء ونهضة الإمام الحسين سلام الله عليه.

إننا نحترم خصوصيات الآخرين الدينية والمذهبية وإن كانت معاكسة في اتجاهاتها لما نعتقد به، ولكن الأولى من ذلك أن نحترم خصوصياتنا بالدرجة الأولى ونحفظها من الاندثار والانكفاء بعد أن كانت قيمة عظيمة ينظر إليها الآخر من خلالنا، فبالرغم من عدم حرمة الزواج أو العقد خلال الشهر الحرام كان التعظيم والتقديس لرموز كربلاء وما جرى من جريمة تاريخية لا تتكرر وجعل من ذلك عادة عرفية واجتماعية ترفض أي مظهر من مظاهر البهجة والفرح، بحيث أصبحنا جميعاً قطعة من السواد وجسداً واحداً من الحزن بتكاتف قلبي وذاتي حول الحسين المحور.

بعد هذه الصورة الرائعة التي جسدت القيم والاحترام والعظمة للشعائر والمبادئ والرمز، أصبح من المخجل المحزن أن تختلط عبارات تعظيم الأجر بالمناسبة العظيمة بعبارات التهنئة والتبريك بقدوم العام الجديد، فما أكثر الإيميلات ورسائل الجوال المتداولة من أعزاء محسوبين على الطبقة المتدينة تحمل في مضمونها التهنئة بالعام الجديد يشاركهم فيها عدد من أبنائنا الذين ربما لم يصلوا جميعاً إلى معنى عاشوراء ويوم الحسين الذي لا يوم مثله!

فلماذا تدور بنا الدوائر وتثور ثائرتنا عندما نجد من هم خارج الخصوصية والدائرة المذهبية يهنئون بعضهم البعض ويقيمون الأعراس ويفرحون بصيام العاشر؟

 قد نعذر غير المعاندين منهم لعدم معرفتهم الحقة بالحسين (ع)، ولكن ما عذرنا نحن وقد عجنّا ورضعنا حب الحسين؟

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/كانون الثاني/2011 - 2/صفر/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]