الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

التكافل والتعاون... نجاح توّج زيارة عاشوراء

 

شبكة النبأ: منذ مطلع شهر محرم الحرام، ومدينة كربلاء المقدسة، تستقبل موجات متواصلة من الزائرين الكرام، من داخل العراق وخارجه، لاحياء ذكرى استشهاد أبي الاحرار، وسيد الشهداء الامام الحسين (ع)، وقد وصل عدد الزوار العرب، والاجانب، وفقا لتصريحات المسؤولين، الى ما يقارب 200 ألف زائر، أما أعددا الزوار الوافدة من محافظات العراق، فقد تجاوز 3 ملايين زائر، وهي أعداد كبيرة، قياسا لحجم المدينة المقدسة، ولامكانياتها الخدمية والامنية وما شابه، ومع ذلك، وبرعاية من الله تعالى وببركات أبي عبد الله الحسين (ع)، وبالجهود الخيرة والمثمرة، التي أبدتها الجهات الرسمية والاهلية، تمت مراسيم هذه الزيارة المليونية بنجاح وسلام.

أما الحديث عن أسباب النجاح وعوامله، وقدرة المدينة المقدسة، على استيعاب هذه الاعداد الهائلة، من الزوار الكرام، وتقديم الخدمات المطلوبة لهم، من حيث المأكل، والمشرب، والمسكن، والخدمات الصحية وغيرها، فالامر في الحقيقة، يعود الى التعاون الكبير بين الجهات الرسمية، الامنية، والخدمية، وغيرها، وبين أهالي المدينة، وغيرهم من المواطنين، الذين أبدوّا تعاونا، وتكافلا، منقطع النظير في خدمة الزوار القادمين، من المدن البعيدة، والقريبة، مشيا على الاقدام، الى مدينة كربلاء المقدسة.

فمثلا على الصعيد الأمني كانت هناك استعدادات واضحة وكبيرة ومنسقة ومدروسة مسبقا لحماية الزائرين الكرام من الهجمات الارهابية المتوقعة، وقد بدأت هذه الخطط بالمداهامات الاستباقية لاوكار وخلايا الارهابيين، الامر الذي قاد الى تفكيك 14 خلية ارهابية كانت تخطط لهجمات على زوار الحسين (ع) بالاضافة الى القبض على ما يقارب (80) مطلوبا كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات على الزوار، حسبما صرحت بذلك جهات رسمية.

وقد أدت هذه المداهمات الاستباقية الى تفكيك الخطط الاجرامية، المعدة من قبل الارهابيين، وشلّت قدراتهم تماما، وقد اعلن المسؤولون الامنيون، أن التعاون الشعبي كان له الاثر الكبير في نجاح مثل هذه الخطط، وأن المواطنين قدموا جهدا معلوماتيا جيدا، في الاخبار عن اية حالة مريبة، يقوم بها المجرمون الذين اعدوا الاسلحة وغيرها لمهاجمة الابرياء من زوار ابي عبد الله، وقد بادرت الجهات الامنية المعنية، وفقا للتصريحات، الى ضرب أربعة أطواق أمنية حول المدينة، لكي تمنع تسلل أي من المجرمين الى داخل المدينة المقدسة.

وكذلك كان هناك دور واضح للمواطنين بصورة عامة، حين اكتسبوا وعيا مضافا من تجارب السنوات الماضية، وتم التنسيق بين مسؤولي المواكب الحسينية، وبين الجهات الامنية بضرورة رصد كافة التحركات المريبة، واخبار الجهات الامنية فورا بكل ما من شأنه أن يثير الشك، والخطر على ارواح الزائرين.

أما من حيث الجانب الخدمي الرسمي، فقد وفرت الجهات الرسمية، كل ما يتطلبه الامر من خدمات، وضمان سلامة الاكل، والسكن، بالاضافة الى الجانب الصحي، وتوفير الادوية اللازمة، وسيارات الاسعاف وما شابه، في حين كانت بيوت اهالي كربلاء مفتوحة للزائرين، الذين يحتاجون الى الراحة، او المبيت، او الطعام وما شابه، وهي ظاهرة رائعة، تنم عن روح المحبة والتشارك، والتكافل المتبادل، وهذا هو أحد المبادئ التي تهدف إليها الملحمة الحسينية المباركة.

وحين نتحدث عن تنظيم حركة المواكب الحسينية، لمواصلة القيام بطقوس زيارة عاشوراء، فقد أبدى المعنيون، نوعا من التنظيم لحركة هذه المواكب، ساعد بدوره على اداء هذه الطقوس، بطريقة أفضل مما كانت عليه في السابق، حتى ما يتعلق بتقديم مراسيم التشابيه، وركضة طويريج، فقد كان هناك نوعا من التنظيم الذي ينتظم هذه الطقوس، حيث ساعد على نجاحها، وأدائها بصورة سلسة، وهذا يدل على أن الجهات المعنية، أصبحت تستفيد من تجارب الزيارات السابقة.

وما يثلج الصدور في هذه الزيارة المباركة، هو حضور ظاهرة التكافل، والتعاون، بين الجميع، بصورة لافتة، وهو أمر يساعدنا على اشاعة الروح الايجابية، المتعاونة، ليس في وقت الزيارات فحسب، وانما تتحول هذه الروح العملية، المتعاونة، الى منظومة سلوكية متواصلة، يعتادها الانسان في حياته اليومية، وهو مكسب كبير لعموم المجتمع، يمكن أن نطوره لتطوير الظواهر الايجابية التي تخدم الجميع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 19/كانون الأول/2010 - 12/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]