الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

مصاديق عاشوراء في قضية كربلاء

عبد الكريم العامري

 

شبكة النبأ: شاء الله تعالى أن يجعل الإمام الحسين(عليه السلام) فريدا في كل خلقه، لذا منحه خصائص عظاما لم يمنح مثلها أحدا من أنبيائه وأصفيائه، مع ان جده المصطفى وأباه المرتضى وأمه سيدة النساء وأخاه المجتبى (صلوات الله عليهم) هم أفضل منه بالنص المروي عنه (عليه السلام) يوم عاشوراء إذ قال: (جدي خير مني، وأبي خير مني، وأمي خير مني، وأخي خير مني).

من ذلك أن الرب الجليل خص أرض شهادته كربلاء المقدسة، ويوم شهادته عاشوراء، بأنهما لا مثيل لهما، فجعل أرض كربلاء شريفة ومطهرة، لها قدسية لا نظير لها في الكرة الأرضية كلها. بل جعلها الله عز وجل قطعة أرض في الجنة "كما في الحديث الشريف".

جعل يوم عاشوراء لا شبه له في التاريخ إذ ورد في السنة الشريفة: (لا يوم كيومك يا أبا عبد الله)، فلا أرض مثل كربلاء ولا يوم مثل عاشوراء ولا غرو إذا صارت مراسم عزائه (عليه السلام)أيضا هي الأخرى فريدة في التاريخ، في كل زمان وكل مكان.

فقد دأبت شيعة أهل البيت(عليهم السلام) كما يقول المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي(دام ظله) على مر العصور - وبتوجيه وتأييد وتشجيع و تحريض ومساعدة من العلماء الأعلام والمراجع الكبار الكرام على ممارسة الشعائر الحسينية بشتى أنواعها في يوم عاشوراء، فجزاهم الله جميعا خيرا في الدنيا والآخرة وأجزل لهم الأجر والثواب.

امتازت الشيعة بأشياء مهمة جدا، سببت انتشار مذهبهم في العالم، مع كل المضايقات والمحاصرات التي فرضت عليهم من الحكومات المعادية لهم. لا يخفى على المحقق الخبير والمتتبع البصير والباحث أن الشعائر الحسينية من أهم تلك الأسباب والامتيازات، وهي مراسيم خاصة عرفت بها الشيعة أينما كانوا. فهم لا يتخلون عن اقامتها، حتى لو اجتمع اثنان منهم، بل حتى المنفرد الغريب النائي عن وطنه وعشيرته وأهل مذهبه، إذا حل عاشوراء ذكر ما نزل فيه بأهل بيت النبوة وشجرة الرسالة، فيتذكر مصائب الحسين سيد شباب أهل الجنة وما حدث لأهله وأنصاره (عليهم السلام) من البلايا والرزايا فيحزن ويجزع ويتعزى بعزائهم ويندب وينوح و هذه الأشياء من مصاديق الشعائر الحسينية وأقلها.

أما أكبر مصاديقها، فالمواكب العزائية التي يتم ممارستها بكافة أنواعها في المجتمعات الإسلامية ولها أثرها الإيجابي في مجتمعنا، هي من أقدر وسائل توحيد الصفوف وتحريك الجماهير لإحياء عاشوراء وتخليد الثورة الحسينية في العالم.

تبعا للأئمة المعصومين (عليهم السلام) عرف فقهاؤنا ومشايخنا ومراجعنا ومنهم السيد صادق الشيرازي بان اعزاز طريقتهم وتثبيت عقائد عوامهم يتوقف على تعظيم عاشوراء وتخليد يوم الحسين(عليه السلام) وثورته المباركة، ذلك بإشهار مصائب الحسين(عليه السلام) وكفاحه العظيم واستشهاده الأليم، فشجعوا على أقامة الشعائر المتنوعة ومواكب العزاء.

يصح أن نسمي الشعائر الحسينية بشعائر المودة والولاء لآل محمد (عليهم السلام). لقد أوجب الله سبحانه على المسلمين مودة قربى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته في كتابه الكريم بقوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)،

ومعنى المودة؛ أن نحبهم في قلوبنا ونتظاهر به، أي نعلن ولائنا وطاعتنا لهم، ونتبعهم في الأعمال والأقوال، وان نسعى في احياء اسرهم.

لا يخفى على العالم المدقق والعارف المحقق، بأن الشعائر الحسينية كلها تصب في هذه القنوات وهي من ظواهر الحب ومظاهر الود العميق، ومن معاني المودة بالتحقيق.

واعلم بأن مودة الحسين(عليه السلام)تكون على مراتب، فبعض يعقد مجلس عزائه، وبعض يندبه ويرثيه، وبعض يخدم في مجلسه، وبعض ينفق الأموال في سقي الماء وإطعام الطعام ويهدي ثواب عمله لروح الحسين(عليه السلام).

الجدير بالذكر أن أعداء الإمام الحسين(عليه السلام) والحاقدين على الشعائر الحسينية وما يعمله الشيعة باسمه الشريف، وإن كان خيرا محضا، مثل سقي العطشان وإطعام الجوعان يعترضون على فاعلي هذا العمل الإنساني الكريم.

كذلك من مراتب الولاء والمودة للحسين(عليه السلام) لبس السواد، وإعلان النحيب والبكاء في عزائه، وفي احياء أمره وتخليد يومه الحزين،مثل بعض المحبين يلطمون على صدورهم..الخ.

لقد روي عن الإمام علي والإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق(عليهم الصلاة والسلام)، انهم قالوا: (شيعتنا منا، يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا).

فمشاطرة الأئمة المعصومين(عليهم السلام) وأهل بيت النبي الطيبين الطاهرين(عليهما السلام) ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم تكون من علامات الإيمان بالحق. ا

علم ان لكل من الفرح والحزن مراتبا، مقامهما القلب، لكن يظهران من خلال أفعال الإنسان وحركاته، وينعكسان في حالاته الظاهرة وتصرفاته.

ولكل من الحزن والفرح حد أعلى وأدنى، وجدير بأن نبدي أعلا مراتب الحزن وأشده في يوم عاشوراء وان نجزع جزعا ما فوقه جزع، في مصائب سيد شباب أهل الجنة ومهجة قلب رسول الله(صلى الله عليه وآله).

هذا ما نفهمه من روايات الأئمة المعصومين (عليهم السلام)ومن الأخبار الحاكية عن حالاتهم،

روي الإمام أبو جعفر الباقر(عليه السلام) عن جده رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: (ان لقتل الحسين (عليه السلام) حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا).

الإمام السجاد (عليه السلام) إذا تناول اناء ماء ليشرب... يبكي حتى يملئه دما.. وذلك بعد عاشوراء ومصرع والده الحسين(عليه السلام) ضاميا في كربلاء.

وفي رواية للإمام الصادق(عليه السلام) قال: (على مثل الحسين(عليه السلام) فلتشق الجيوب ولتخمش الوجوه ولتلطم الخدود).

وقد ورد في زيارة الناحية المقدسة عن الإمام المنتظر المهدي (عليه السلام) مخاطبا جده الحسين (عليه السلام) قائلا: (لأبكين لك بدل الدموع دما).

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/كانون الأول/2010 - 7/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]