الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

كتمان الحق: الطريق الى قمع الحريات وتفاقم الاستبداد

 

شبكة النبأ: من بداهة القول أن إحجام الشعوب عن المطالبة بحقوقها، سيساعد الحكام على تصعيد حالة الاستبداد ضدهم، لدرجة أنها تصبح حالة سلوك سلطوية مقبولة على مضض من قبل الشعب، كما أن غض الطرف عن الحق مخافة البطش والتعذيب وما شابه من عقوبات سلطوية جاهزة، لمن يجاهر بالمطالبة بحقه، ستؤدي بالنتيجة الى تنمّر السلطة، وتصعيد العمليات القسرية والقمعية ضد الشعب.

وهنا تبرز مسؤولية النخب القيادية (الدينية والسياسية والمهنية) وغيرها لكي تؤدي دورها الصحيح حيال تعنت السلطات وايغالها في سلب حقوق الناس مقابل الحفاظ على مصالحها، فإذا كان الفرد لايعي حقه ولا يعرف كيف يسترده ويجهل الطرق التي تقوده الى ذلك، فمن واجب النخب القائدة أن تبيّن له تلك الطرق والسبل والوسائل التي تذهب به للحصول على حقوقه المدنية وغيرها.

وفي حالة تردد قادة النخب عن القيام بدورهم كما يجب فإن ذلك يمثل سكوتا على تجاوزات السلطة وبالتالي تصاعد حالات القمع وتنامي الاستبداد السلطوي، وهو ما لا يتسق مع المبادئ الانسانية والاسلامية العظيمة التي تصدى لها قادتنا العظماء من المسلمين، وخير دليل يقع بين أيدينا وهو لايزال ساخنا وسيبقى كذلك عبر التأريخ، ملحمة الامام الحسين بن علي (ع) التي نعيش ذكراها في هذه الايام التي تشهد إحياءا لذكرى واقعة الطف وأسبابها والنتائج التي آلت إليها، حين هزّت عرش السلطة الأموية التي حرفت مسار الاسلام نحو تمجيد السلطان وتحقيق مآربه الدنيوية على حساب مصالح وحاجات الأمة.

لذا تعد هذه المناسبة الخالدة التي نعيشها في هذه الايام خير حافز للنخب وللأفراد على ضرورة الوقوف الى جانب الحق، وفضح الباطل وأدواته وأساليبه، وهي الاسباب التي قادت الامام الحسين عليه السلام وذويه وصحبه الاطهار لاعلان صولة الحق ضد الباطل.

وقد أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في كلمة له (مع جمع من اهل العلم الأفاضل) حول مسؤولية المتنورين من أفراد الامة في ضرورة الوقوف الى جانب الحق ومساندة أصحابه، والوقوف بوجه الباطل وأصحابه، فقال سماحته في هذا الجانب:

(إن مسؤولية أهل العلم وخصوصاً في شهري محرم وصفر أن يلتزموا بنهج الإمام الحسين صلوات الله عليه في تبيين الحقّ وترك كتمان الحقّ، كل حسب قدرته وطاقاته، وعليهم أن يحذروا من اللعب بالدين، وهذا الأمر بأيديهم. ففي شهر محرم وشهر صفر على أهل العلم أن يتوسّلوا إلى الله تعالى ويطلبوا منه التوفيق في العمل على تبيين الحقّ وترك كتمانه، وأن يطلبوا من الإمام الحسين صلوات الله عليه ومن الإمام المهدي صلوات الله عليه وعجّل الله تعالى في فرجه الشريف أن تشملهم رعايتهما بأن يوفّقوا للعمل على تبيين الحق وعدم كتمانه).

لذا فإن شهر محرم الحرام هو فرصة مضاعفة للمسؤولين بأن يضاعفوا جهودهم في الوقوف الى جانب الحق، خاصة أننا لا نزال نعاني من التجاوزات التي قد تقود الى دعم ظاهرة الاستبداد وقمع الحريات ومصادرة الرأي وما شابه مما تتسلح به الحكومات التي تتفرد بالقرار وتصادر حقوق الناس بحجج واهية وباطلة لابد من فضحها والوقوف بوجهها من قبل اهل العلم، وهذا أيضا دور كل انسان له القدرة على القيام بالحفاظ على الحقوق المدنية التي تحفظ بدورها كرامة الانسان وحرياته التي لا تضر بحريات الآخرين كما أكد الاسلام الحنيف على ذلك.

وكلنا يتفق على أن السكوت على الظلم والقهر والتجر السلطوي يؤدي الى المزيد من مصادرة الحقوق والحريات، وأن كتمان الحق ومراءاة السلطة ومجاراتها لن تقود الى حفظ الحقوق بل على العكس تزيد من اهدارها وضياعها، مقابل تسيّد الباطل لمجريات الحياة في ظل حكومات متفردة وصمت من قبل النخب وقادتها.

لهذا لابد من أن يأخذ المتنورون واهل العلم والعارفون ببواطن الامور وظواهرها دورهم في تنوير الناس وتوجيههم نحو مساندة الحق ومقارعة الباطل، لأن هذا الطريق (مع التضحيات والخسائر التي يتسبب بها) لكنه بالنتيجة، هو طريق الخلاص من الظلم، كما لمس العالم أجمع نتائج النهضة الحسينية المباركة التي نستذكر وقائعها اليوم لتجدد فينا العزم على بناء المجتمع الخالي من الظلم والقمع والحرمان.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/كانون الأول/2010 - 4/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]