الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

شعائر عاشوراء في ديالى وإصرار على إقامتها

شبكة النبأ: على الرغم من تصريحات المسؤولين العسكريين والسياسيين في محافظة ديالى عن تحسن الأوضاع الأمنية في مناطق المحافظة وخصوصا خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن أبناء الطائفة الشيعية في المحافظة مازالوا متخوفين من إقامة شعائرهم الدينية الخاصة بشهر محرم والمراسيم الحسينية، التي تعتبر من المناسبات المقدسة لدى المسلمين الشيعة الإمامية في العالم.

وتستند مخاوف شيعة ديالى من إقامة هذه الشعائر، إلى الإرث الكبير الذي تركته الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة خلال السنوات الخمس الماضية التي شهدت هجمات التنظيم المتواصلة على من يمارس هذه الطقوس، إضافة إلى أن الوضع الأمني الذي مازال هشا في بعض مناطق المحافظة، يثير قلق شيعة ديالى من تكرار تلك الهجمات.

ويقول سعد التميمي، 35 سنة، الذي يسكن في منطقة التحرير، 3 كم جنوب غرب بعقوبة، في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "رفعه بعض الرايات التي تشير إلى يوم عاشوراء في أعلى منزله، جاء بعد تردد كبير وتحذيرات من قبل أقاربه بعدم رفع هذه الرايات، لأنها قد تسبب مشاكل كبيرة له ولعائلته المتكونة من خمسة إفراد".

 ومن مظاهر إحياء ذكرى عاشوراء رفع رايات سوداء، وخضراء على سطوح المنازل، وتعليق النشرات الضوئية في الأماكن العامة وفي المنازل والشوارع. إضافة إلى نشر اللافتات التي تحمل عبارات تحيي ذكرى استشهاد الأمام الحسين بن علي وأخيه العباس، وأصحابه البالغ عددهم 72 شخصا، في العاشر من محرم العام 61 من الهجرة، في واقعة الطف، بكربلاء.

وتقام في أيام عاشوراء الولائم حيث يقدم الطعام والشراب مجانا في الأماكن العامة وفي البيوت، وتشترك مجاميع من الشباب في أعمال الطبخ وتوزيع الطعام  والشراب على المشاركين في المواكب وعامة الناس ويحرص الجميع على تناول شيء من هذا الطعام والشراب تبرّكاً بالمناسبة.

ويضيف التميمي الذي كانت أسرته مهجَّرة من مدينة بعقوبة خلال العامين 2006 و2007 وعاد إلى منطقة التحرير، مؤخرا أنه "قرر رفع الرايات التي تشير إلى يوم عاشوراء رغم تردده في البداية ومخاوف أقاربه من أن يؤدي رفع هذه الرايات إلى استهدافه من قبل الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة".

 ويتابع التميمي "لقد ترددت كثير في بداية شهر محرم في رفع الرايات رغم قرب منزلي من مركز الشرطة، بسبب الذكريات المؤلمة التي مازالت في مخيلتي عن هجمات الجماعات المسلحة على السكان الشيعة خلال السنوات الخمس الماضية في بعقوبة إثناء شعائر عاشوراء".

ويروي التميمي كيف "قامت الجماعات المسلحة بخطف طفل لا يتجاوز عمره الخمس سنوات، لأن أسرته كانت تقيم مراسيم عاشوراء خلال فترة العنف الطائفي في منطقة التحرير، ثم قامت بقتله وحرقه ووضعه لاحقا في إناء كبير أمام منزل أسرته لتحذير جميع الأسر الشيعية من إقامة شعائر عاشوراء".

من جانبه يقول المؤذن في حسينية شفته بمدينة بعقوبة محمد الزبيدي إنه "رغم أن الجماعات المسلحة دمرت، خلال سنوات العنف الطائفي، اغلب الحسينيات والجوامع الشيعية التي كانت تحيي ذكرى عاشوراء، إلا  إن حسينية مدينة شفته بقت الوحيدة التي لم تستطع الجماعات المسلحة تدميرها".

 ويضيف الزبيدي في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "أهالي منطقة شفته من السنة والشيعة تعاونوا فيما بينهم للحفاظ على نسيجهم الاجتماعي، وإقامة شعائر عاشوراء، رغم أعمال العنف الطائفي التي كانت تعصف بمدينة بعقوبة".

ويشير الزبيدي إلى أن "حسينية شفته تعرضت إلى هجومين انتحاريين، الأول كان في شهر رمضان من العام 2007، والثاني في شهر محرم من العام 2008، والذي استهدف مؤتمرا للمصالحة الوطنية".

ورغم مخاوف السكان الشيعة من إقامة الطقوس الخاصة بعاشوراء في محافظة ديالى نتيجة الهجمات خلال السنوات الماضية، إلا أن عام 2009 شهد إقبالا على ممارسة هذه الطقوس بعد عودة الاستقرار الأمني النسبي إلى بعض مناطق ديالى.

ويقول رئيس هيئة الحج والعمرة في محافظة ديالى مثنى علي مهدي إن "مطلع العام الحالي شهد إقبالا كبير من أهالي محافظة ديالى  بمختلف طوائفهم على المشاركة في إحياء ذكرى عاشوراء في المحافظة".

ويستدرك مهدي القول إنه "رغم المشاركة الكبيرة نسبيا في مراسيم عاشوراء في محافظة ديالى، إلا أن الكثير من الأسر المهجرة التي عادت إلى منازلها في المحافظة مازالت تخشى من إقامة هذه الطقوس، بسبب تخوفها من استهداف الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة".

ويلفت مهدي إلى أن "سكان منطقة حي المصطفى (3كم شرق بعقوبة) بدأوا مؤخرا بإعمار الحسينية الموجودة في المنطقة، لغرض إقامة الشعائر الدينية الخاصة بيوم عاشوراء خلال العام الحالي".

ويقول رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى علي التميمي إن "قيادة الشرطة في المحافظة أعدت خططا أمنية لحماية المواكب والمراسيم  الحسينية في اغلب مناطق المحافظة".

  ويوضح التميمي في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "قيادة شرطة محافظة ديالى شكلت داخل مقرات مديريات الشرطة في الأقضية والنواحي دوريات أمنية لتوفير الحماية للحسينيات والأماكن التي تقام بها شعائر ذكرى عاشوراء".

لكن التميمي يؤكد "وجود ضغوط من قبل بعض الجهات" التي لم يسمها، في مركز مدينة بعقوبة على الأسر المهجرة العائدة إلى منازلها "لمنعها من ممارسة طقوس يوم عاشوراء، خصوصا في منطقة الأحمير" 11 كم شمال بعقوبة.

ويطالب التميمي قيادة شرطة محافظة ديالى بـ"تحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية الشعائر التي سيقيمها سكان المحافظة بمناسبة يوم عاشوراء"، محملا في الوقت نفسه قيادة شرطة المحافظة "مسؤولية أي اختراق امني قد يحدث خلال هذه المراسيم".

وأدت إعمال العنف الطائفي في محافظة ديالى 55 كم شمال شرق بغداد إلى تهجير نحو 28 ألف عائلة اغلبها من الطائفة الشيعية، إضافة إلى تدمير النسبة الأكبر من الحسينيات والمراقد المقدسة لدى الشيعة الإمامية، المتوزعة في مناطق عدة من محافظة ديالى.

وكان أكثر من 40 مسجدا ومزارا وحسينية قد تعرضت للتدمير في اغلب أقضية ونواحي محافظة ديالى، نحو 55كم شمال شرق بغداد، إبان فترة التدهور الأمني  بين العامين 2006-2007، حيث تؤكد القيادات الأمنية أن عملية تدمير  المزارات والمراقد واستهداف دور العبادة كانت عملية منظمة تقوم بها جهات مسلحة.

واعتاد الشيعة في كل عام على أن يحيوا مراسم العزاء التي تنتشر بشكل كبير في انحاء عديدة من العالم مثل إيران والعراق والكويت والبحرين ولبنان وباكستان والهند، وبشكل بسيط في السعودية وسوريا ومصر نتيجة ضغوطات حكومية هناك. وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد حظر ممارسة مراسم عاشوراء وقمعَ لعقود كل من يمارسها، لكن تلك الشعائر عادت بعد سقوط النظام في التاسع من نيسان عام 2003، وقد كفل الدستور العراقي الحالي ممارسة الشعائر الدينية عامةً بما فيها الشعائر الحسينية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 25/كانون الثاني/2009 - 27/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]