الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

لو عاصر الحسين (ع) دولة بني العباس

سامي جواد كاظم

شتى انواع الظلم عانى منه ال محمد الاخيار عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام ونال اتباعهم لانهم تبعوهم هذه الظلامات، وكل خليفة يتربع على خلافة المسلمين يتفنن في التضييق والتشريد والتصفية لال محمد واتباع ال محمد، وقصص التاريخ تحكي الحكايا الكثيرة التي تمتليءمنها كتب التاريخ.

والعلامة البارزة في الظلم الذي ناله ال البيت هو في الخلافة الاموية والعباسية، ولكن الاموية هي الاشهر لانها حوت واقعة الطف وهذه الواقعة اخذت حيزا واسعا من الارض والسماء والدنيا والاخرة، ولو قمنا بمقارنة ما عاناه اهل البيت من هاتين الخلافتين لنرى ان ظلم بني العباس لا يقاس بظلم بني امية.

قد نستشهد ببيت شعر على طبيعة حكم الامويين والعباسيين الا انه ليس بحجة، قال أبو عطاء أفلح بن يسار السندي المتوفى (سنة 180 هـ) وهو ممّن عاصر الدولتين الامويّة والعبّاسيّة، قال في زمن السفّاح:

ياليت جور بني امية ـ او مروان دام لنا    وليت عدل بني العبّاس في النار

ولو لا الاثر على الارض لما قيل هذا الشعر، ولكن لو قمنا بنظرة اخرى الى طبيعة ظلم الامويين والعباسيين من جانب اخر.

منها ان الامويين اغتالوا اربع ائمة ( الحسن والحسين والسجاد والباقر عليهم السلام ) اما العباسيون فقد اغتالوا ستة وشردوا السابع ولكل امام قصص وروايات لما عانوه من ظلم الخليفة الذي عاصره، قصة بسيطة انقلها لكم، في ذات يوم أرسل المنصور الدوانيقي رسالة إلى الامام الصادق (ع) و لماذا لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس فأجابه (ما عندنا ما نخافك عليه ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له. ولا أنت في نعمة فنهنيك عليها. ولا نعدها نقمة فنعزيك عليها. فلم نغشاك)؟ ويجيب أبو جعفر: تصحبنا لتنصحنا. ويجيب الإمام (من أراد الدنيا فلا ينصحك ومن أراد الآخرة فلا يصحبك)...لله درك مولاي ابي عبد الله الصادق عليك السلام مني ومن محبيك في شتى اصقاع الارض.

من الدولة العباسية تشتت المسلمون الى مذاهب وملل وفرق ولعل كتب التاريخ المعنية بالملل والنحل تذكر الكثرة الكاثرة من هذه الطوائف، كما وان التدوين انتعش في زمن الخلافة العباسية فدون كل ماهو موضوع ومحرف من قبل الامويين في كتبهم والذي اصبح الان حجة للوهابية ومن دب دبيبهم.

والذي يؤخذ بنظر الاعتبار الظلم العباسي انه صدر ممن اوصى بهم الله ورسوله الا وهو صلة الرحم فكانت صلة رحم بين العباس لبني ابي طالب سجون وسموم وكم من موقف بين الامام المعصوم (ع) والخليفة العباسي فيذكره عليه السلام بصلة الرحم مما يجعل الظالم ينثني عن ظلمه ولو لهنيئة ونستطيع ان نقول بعناية الهية او دعاء الامام يندفع هذا الظلم الى حين،ففي احدى الحالات التي طلب المنصوراحضار الامام الصادق (ع) لقتله يقول الحاجب رايت الامام الصادق (ع) وقف على باب المنصور فتحركت شفتاه وما ان دخل على المنصور حتى انقلب المنصور من المتوعد بالقتل الى احتضانه واجلاسه بمكانه واكرامه ووداعه فانذهل الحاجب مما راى.

فلو استثنيا الطف من الحكم الاموي فان الذي عاناه اهل البيت واتباعهم من ظلم بني العباس لايمكن له ان يقاس بالجور الاموي لا سيما وان الدولة العباسية عندما نهضت كان شعارها الثار لابناء علي (ع).

الرشيد لم يكتفي بسجن الامام الكاظم واغتياله بالسم بل شتت عياله والذين ترى لهم مراقد في العراق وايران وروسيا فهذا ان دل على شيء فانما يدل على فنون الظلم الذي عانى منه الائمة الطهار عليهم لاسلام واتباعهم.

ولو حظوا العباسيون بالامام الحسين لنكلوا به وبعياله اكثرمن بني امية وهذا الاستنتاج ليس اعتباطي بل له دليل صارخ الا وهو اقدام المتوكل على هدم قبر الحسين (ع) تخيلوا لو كان الحسين امامه فهل سيدعه، فالنفس الامارة بالسوء تمتلئ حقدا على ضريح فكيف بها اذا نالت صاحب الضريح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 14/كانون الثاني/2009 - 16/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]