الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الثورية والمبدئية في نهضة الحسين (ع)

عبد الرسول عداي

الثورية صفة تكتسي المواقف والمباديء،وطريقا للتغيير ووسيلة للتحرر. ويمكن لها ان توقظ الانسانية على منابع قوتها ومصادر الهامها،فتحولها الى بركان يعانق عنفوانه افق السماء وتصهر ناره حجارة الارض.

وثورية  الامام الحسين (ع) لم توقظ في الانسانية عنفوان قوتها على رفض الظلم فقط بل رسمت من خلال الهوية الانسانية ملامح العدالة المثلى.

لقد سعى الحسين (ع) الى العدالة المثلى والتي  تجلت في صورة الاسلام المحمدي الى استعادتها كمبدأ للثورية في الاسلام،لذا فحيثما يستيقظ التاريخ على اصوات ثورة اسلامية نابعة من نسغه الحي فسرعان ما يميز هدير النهضة الحسينية شاخصا ومحركا فيها،انها ليست محاكاة للهدير الحسيني المدوي امام الموت والظلم:اذا لم يستقم دين محمد الا بقتلي فياسيوف خذيني... بل انها انطلاقة منها وتجسيد لها عبر ملامح وازمان وامكنة تتغير، لكن عاشوراء يبقى يوم ينزلق من موقعه التاريخي ليحيا ثوريته ومبدأيته في قلب الامة ووعيها.

ان النهضة الحسينية ذات ثورية بناءة تنطلق من منظومة المباديءالرسالية والتي كانت السبيل الوحيد للاصلاح،وهو الشعار الذي اتخذه الحسين (ع) لتقويم الانحراف في نظام الحكم وفي وعي الامة،هذه المبدأية انبعثت مما يمثله الحسين (ع) وآل البيت من تجلي لرسالة الاسلام ومنهجه في الحياة.

وقد عبر الحسين (ع) عن هذه المبدئية في جميع المواقف الثورية ضد الظلمة والمنحرفين ومن امثلة ذلك موقف الامام من رفض البيعة ليزيد ابن ابي سفيان حيث خاطب الوليد بن عتبة بن  ابي سفيان والي المدينة:( ايها الامير انا بيت النبوة , و معدن الرسالة , ومختلف الملائكة , بنا فتح الله وبنا ختم،ويزيد رجل فاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحرمة , ومعلن الفسوق , و مثلي لايبابع مثله).

 وهذا الرفض الثوري قائم على العديد من المباديء :

أ‌- ان البيعة عهد لا يتم الا بين طرفين ينتميان لخط واحد وينتميان الى منظومة قيمية دينية وتشريعية واحدة وهذا ما بينه القران في رفض موالاة الكافرين. والحسين (ع) هنا لايستعرض مكانته من الرسالة المحمدية بل يبين الخطر العظيم على هذه الرسالة لو  اقترن اسمه بالبيعة  ليزيد وما يمثله يزيد.

ب‌- ان الموقف الثوري الصحيح لاينطلق من الشخصانية , بل بما يمثله هذا الشخص من سلوكيات ومواقف , فيزيد لاينظر له في اطاره الفرداني بل في جملة ما يمثله من رمز للخلافة الاسلامية والتي سوف تعبر من خلال يزيد عن الفسق والجريمة والانحراف والظلم. فالموقف الحسيني جاء حاسما لان معايير الامور لاتتعلق بالموقف الشخصي من يزيد بل ما سيمثله يزيد بالنسبة للامة الاسلامية.

ت‌- ان البيعة والمبايعة هي استسلام وخضوع حتى الموت لارادة السلطة المفترضة الطاعة وهي في احد معانيها القرانية بيع المؤمن للنفس لله تعالى او من يمثله على هذه الارض ومن ثمة يجب ان يكون فعل البيعة منطلقا من ادراك ووعي تام لمن يبيع المرء نفسه ؟ ولماذا يبايع وعلى ماذا يبايع؟فاذا كان يزيد فاسقا مجرما فهل يبيع المؤمن نفسه للفسق والجريمة والظلم ؟

ث‌- لايمكن الخضوع لسلطة معلنة الانحراف ولا لحكومة تتحدى مشاعر وشريعة المجتمع الاسلامي وتتبنى المواقف المضادة لما يؤمن به ويقدسه.

وغني عن القول ان هذا المقال ليس استنطاقا لمباديء النهضة الحسينية بل اشارة الى ان  هناك تلاحما وتوحدا بين الثورية والمبدئية في كل مواقف الامام الحسين (ع) في نهضته.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/كانون الثاني/2009 - 11/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]