الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الشعائر الحسينية ومنهج بناء الانسان والمجتمع

محمد علي جواد تقي

تفاعلت الشعائر الحسينية مع روح التحدي للطغيان وظلم الحكام، منذ أول مجلس حسيني في قصر يزيد وأول زائر لقبر الحسين، وحتى دوّن الامام الصادق (عليه السلام) نصوص الزيارات وأكد على كثير من الأعمال  الخاصة بيوم عاشوراء خلال إقامته في كربلاء المقدسة لفترة من الزمن، ومنذ ذلك الحين كان شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ينظرون الى الحكام الذين يرفعون السوط ويكممون الافواه، على انهم من حيث يعلمون أو يجهلون يحيون  شخصية يزيد بن معاوية وبن زياد، لذا كانت المجالس الحسينية الصغيرة في البيوت والكبيرة في المساجد والحسينيات تمثل محطات  الوقود للتزود بالثقافة الحسينية والفكر والديني، فيما المواكب والهيئات المنتشرة في الشوارع والطرقات، تمثل تظاهرات معارضة للسلطة الجائرة ونظام الحكم الظالم، وهذا ما لاحظناه ولمسناه خلال العقود الثلاثة الماضية من إستيلاء حزب البعث على الحكم في العراق، وحصل ما حصل.

هذا ما كان في البارحة...  لكن ماذا عن اليوم في العراق؟

هل  نعود الى أجواء عدم الثقة والاضطراب النفسي القاتل والعلاقة المختلة بين ابناء الشعب وبين النظام الحاكم؟ أم نسعى وبفضل الشعائر الحسينية الى طيّ المرحلة الابتدائية للسمو الى مرحلة أعلى وأسمى في مدرسة الامام الحسين (عليه السلام) الذي بكى على أعدائه لسوء عاقبتهم، وعلمنا أن الحياة لن تكون ذات  معنى دون الكرامة والحرية؟

صحيح  إن الشعائر الحسينية وما تتضمنه من ضخّ للإفكار وتعبير هادر للمشاعر الانسانية، تمثل رسالة تحذير حسينية الى كل من يهمه الأمر لئلا يضع قدمه على الطريق الذي سار عليه يزيد بن معاوية، والصحيح أيضاً أن هذه الشعائر تحمل منهجاً لبناء الانسان والمجتمع، وكما أن خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله) بشّر بتعاليم وقيم تنقذ الانسان من ظلام الجهل والعبودية، فان سبطه الشهيد والثائر بشّر العالم أيضاً بالوسيلة الأنجح لتحقيق ذلك الهدف السامي في الحياة، إذن؛ يمكننا القول بكل ثقة بان الشعائر الحسينية ورسالة الحسين لا يجب ان تكون مدعاة للعنف والدموية، ولنفترض أن جميع بلادنا الاسلامية، أعلنت عدم ممانعتها إقامة الشعائر الحسينية، فهل ستجد من  القائمين على هذه الشعائر دعوات لارتداء الأحزمة الناسفة أو زرع العبوات والمتفجرات بين السكان المدنيين، أو التكفير والإلغاء؟

 الجواب هو النفي القاطع، والسبب واضح جداً وهو إن معلمنا يرفض أساساً هكذا منهج وأسلوب، فكيف نعمل بما لم يعمل به الامام الحسين (عليه السلام)؟

وربما يكون التزامن الحاصل بين الاستعداد لانتخابات مجالس المحافظات في العراق وبين الاستعداد لإقامة الشعائر الحسينية في محرم الحرام هذا العام، فرصةً لاستيعاب الدرس بشكل صحيح، والحذر من استصحاب  التجارب الماضية والبالية، والتصريح بكل شجاعة وثقة بان العراق اليوم وهو يرفل تحت راية الحسين (عليه السلام)، لن يكون بحاجة الى إسلوب التخويف والترويع ، كما ليس بحاجة الى تدونه الادبيات السياسية من قبيل (سياسة العصا والجزرة) و (جوّع كلبك يتبعك) وغيرها من المقولات المستوردة والدخيلة على ثقافتنا ومتبنياتنا، وإنما بحاجة الى كيفية الاستفادة من الحرية التي دعانا الامام الحسين (عليه السلام) لاستعادتها، وكيف نعيش الأمن والاستقرار والقيم الأخلاقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/كانون الثاني/2009 - 9/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]