الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

منهجة الإنسان الرسالي: من الإعداد حتى الإرشاد

دراسة في فكر المرجع الشيرازي لخلق نموذج الرسالي من المواطن المسلم

الباحث الاجتماعي: عبد الكريم العامري

 

شبكة النبأ: يقول آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله): إننا بأمسّ الحاجة الى تعبئة علمية لخلق انسان رسالي، يعرف كثير من الاحكام الشرعية وبالاخص تلك التي هي محل إبتلائنا، هذا الامر في مقام الهداية والارشاد وتعليم الاحكام، ومواجهة اصحاب الديانات والمذاهب الباطلة والافكار المنحرفة، فهذا كله من الواجبات العينية التي يجب على الفرد المسلم السعي الى تعلمها وكذلك من واجبات رجل الدين العالم إرشاد الجاهل.
إن كثير من مطالب أصول الدين، كما يقول السيد صادق الشيرازي (دام ظله) يشعر الفرد، بل حتى كثير من اهل العلم، بالحاجة الى تعلمها سواء بالدراسة أو المطالعة أو المباحثة، وكذا الحال بالنسبة لكثير من الاحكام الشرعية.

ولا ينبغي لطالب العلم ان يقتصر على الدرس أو التدريس برهة من الزمن، فحسب بل على المرء ان يتعلم الى جنب دروسه، كل احكام الحلال والحرام، بالاضافة الى اصول الدين والاخلاق والآداب الاسلامية.

فلا يتصور احد ان الاخلاق الاسلامية كلها علوم لا اقتصادية، انما هو من الواجبات وضده من المحرمات. وغير ذلك لننتهز كل فرصة ولنحمل معنا الرسالة من اجل ايجاد الانسان الرسالي، الذي يكون قد تخلص مما كان عنده من جهل مركب، حيث كان يتصور انه يعرفها مع انه لم يكن يعرفها على الوجه الصحيح.

لكن ما هو الانسان الرسالي، وما هي المهمة الملقاة على عاتقه وكيفية ايجاده والمحافظة على ديمومته امام الاعاصير والهزات الفكرية. هذا ما يهدي اليه سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) المرجع الاسلامي الكبير الذي نهلنا من فكرة الوضاء المتنور في ابحاثنا السابقة، وبحثنا الحالي المستل من ابحاثه المتعددة.

من هو الانسان الرسالي؟

يتسائل سماحة المرجع الشيرازي (دام ظله) هل يوجد العدد الكافي اليوم لهداية كل الناس؟ فهذا الكم الهائل من الغافلين والجاهلين بفروع الدين الاسلامي وأصوله، ناهيك عن الديانات الاخرى، هل يوجد من فيه الكفاية لهدايتهم وإرشادهم؟

يجيب السيد صادق الشيرازي: كلا.

أذا التصدي للأرشاد والهداية وخلق جيل واع واجب عيني لهما مقدمتان كلتاهما مهمتان:

المقدمة الاولى: تحصيل العلوم الانسانية

أن الناس في هذا الزمان خصوصاً الشباب ولا سيما طلاب المدارس العامة والجامعيين منهم، هم بأمس الحاجة لمن يقول لهم ما هي الواجبات وماهي المحرمات، فأكثر هؤلاء أذهانهم محشوة بعشرات الاسئلة حول الاسلام وتشريعه، بأنتظار من يجيبهم، الامر الذي يحتاج الى علم ودراسة عميقين، فلا يتمكن كل شخص ان يجيب عن اسئلتهم بسهولة ويعرض نفسه للجواب والخطاب والكتاب والنقاش من دون علم، بل إن ذلك يحتاج الى ارضية علمية واقعية.

 ويضع المرجع الديني آية الله السيد صادق الشيرازي (دام ظله) نفسه مشروع خدمة الاسلام والمسلمين كما هو حال اجداده وآبائه من قادة الحوزة العلمية من آل الشيرازي. على اعتبار ان ارشاد الناس وهدايتهم وخلق نماذج ملتزمة يحتذى بها، هو واجب كفائي، لمن توجد فيه الكفاءة، ليتحقق انتشالهم من الانحراف والنية والضلال.

وبتواضع العلماء الاجلال يقول السيد صادق الشيرازي، نحن مهما أوتينا من العلم فهناك الأف الاسئلة التي لا نعرف لها جواباً، يلزم ان نتهيأ لها. وكل منا حسب مقدرته، لأن كسب المقدمات يعد من الواجبات المهمة في هذا المجال وغيره مماله صلة بالتقرب الى الله سبحانه.

أن قراءة القرآن اذا اقتصرت على طلب الثواب والتبرك فقط تعبر مستحبة، لكن التهيؤ العلمي للقيام بدور الارشاد والتبليغ واجب.

أن قراءة مقدمة لمعرفته، ومعرفته مقدمة للعمل به ومقدمة لتعليمه للآخرين، وهي مقدمة لأرشاد الناس الى القرآن، بيد ان القراءة بذاتها مستحبة والتحصيل العلمي مقدم عليها، الا اذا كانت القراءة بتدبر وتفكر، حينها ستكون هي الاخرى مقدمة وتعبئة علمية ضمن مقدمات الوجود في مجال ترويض النفس.

المقدمة الثانية: جمال التعبير في القلم والكلام

يعتبر القلم والبيان في هداية الناس وإرشادهم لبناء نموذج رسالي بمثابة إناء الارشاد وظرفه ووعائه، هكذا يضع المرجع الديني المجتهد السيد صادق الشيرازي مقدمته الثانية في البناء الانساني النموذجي، قائلاً:

الطعام مهما كان لذيذاً وطيباً إلا انه قد لا يستساغ فيما لو وضع في إناء أو وعاء غير نظيف أو غير صحي، فالأنسان لا يفكر ان يمد يده نحو مثل هذا الطعام ليرى إن كان لذيذا ام لا. وذلك لوجوده في وعاء غير مناسب، أما اذا جيء بطعام عادي ولكن في إناء نظيف وجميل فسوف تتناوله الاعين قبل الايدي بشوق وأن لم يكن بمستوى الطعام الاول.

ووعاء الهداية والارشاد هو القلم والبيان، فكلما كانت الكتابة أجمل كان التأثير افضل وأحسن.

ويتسائل المرجع الديني أية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) لماذا يهتم القرآن الكريم وهو كتاب هداية وإرشاد بمجال الاسلوب والتعبير؟

في الجواب: أن ذلك جزء من عملية الهداية. وهكذا الحال بالنسبة لكلام المعصومين (ع).

في حيز التنفيذ

أن الجمال مهم ومطلوب لهداية الناس، وكسبهم، فلا يكون المطلب كافياً وصحيحاً، بل لا بد من جمال الأسلوب والتعبير أيضا.

في هذا المجال يؤكد السيد صادق الشيرازي: ان الكثير من علماء المشركين والنصارى واليهود، اهتدوا عبر جمال التعبير في القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة وأقوال أئمة اهل البيت (ع)، ويشبه ذلك بالناس الذين يبحثون عن البروتين في اللحم فلماذا لا يكتفون بتناوله وحده هكذا من دون توابل؟ مع انه هو الاساس الا ليصبح لذيذاً ومقبولاً؟

هكذا هو الحال مع المعنى الصحيح. حيث يوصي مرجع المسلمين السيد صادق الشيرازي، ان يجعلوا المعنى في وعاء جميل لكي يتقبله الناس.

وهذا الامر بحاجة الى تعلم وتمرين، لأنه لا يأتي هكذا عفواً بأن ينام الشخص _ مثلاً _ في الليل ويستيقظ في اليوم التالي وقد اصبح اديباً.

فبقدر ما يستفيد الانسان من فيوض الله عليه ان يستفيد ويفيد من هذين الامرين المهمين: ترويض النفس وإرشاد الناس.

من هو المبلِّغ؟

لا شك ان أشرف مهمة في الدنيا هي مهمة التبليغ، لماذا؟

هذا السؤال يجيب عنه السيد صادق الشيرازي بالقول: لأنها مهمة الانبياء (عليهم الصلاة والسلام) لذلك يحدد المرجع سمات ومهمات المبلغ الرسالي:

1- على الانسان ان يكون مبلغاً لدين الله، هذا يعني ان الانسان وضع اقدامه وخطاه في موضع اقدام الانبياء (عليهم السلام) وسلك مسلكم.

2- على الاخوة الذين ينطلقون للتبليغ والارشاد وهداية الناس في القرى والارياف والمدن والبلاد الاخرى. ان الهدف المقدس و الغاية الاسمى من دراستهم ومن كل ما تلقوه في علوم دينية في الحوزات هو التبليغ.

3- مراعاة اختلاف ادوار التبليغ ووسائله بأختلاف الحضور وتنوعه، فالخطيب المبلغ الرسالي أذا تحدث الى جمهور من المثقفين تحدث بأسلوب يختلف عما أذا كان حديثه الى الناس الاميين، لكن يبقى التبليغ يخطى بالاهمية في كل حالاته.

4- على المبلغ ان لا يقصر تبليغه على فئة معينة من الناس دون غيرهم، بل عليه ان ينزل الى كل فئات المجتمع وطبقاته.

5- المبلغ المرشد لا يدري أية تربة ستثمر فيها الكلمة الطيبة اكثر لذلك عليه ان يسعى لبذر الكلمة الطيبة في كل مكان ومع كل انسان.

6- على الاخوة الذين يتوجهون خارج الحوزة الى التبليغ والارشاد التأهب والتهيؤ للأسئلة المتنوعة التي قد يواجهون بها، وان لا يبرموا حتى من الاسئلة الساذجة وربما السفيهة.

7- على الاخوة المبلغين ان يفتحوا صدورهم للناس، فليس كل الناس سواء.

8- ينبغي للمبلغ الرسالي ان يكون طلق الوجه بشوشاً، ولكن هذا لا يعني ان يكون مفتوح الفم دائماً يضحك ويقهقه لأتفه الاسباب أي لا يكون عبوساً وانما وقوراً ولا يكون مبتذلاً.

9- المعنى الصحيح اجعلوه في وعاء جميل لكي يقبله الناس منكم.

من آثار التبليغ الرسالي

ان للتبليغ اهمية كبرى وتأثيراً عظيماً، فلنراقب تأثيراته في الافراد والمجتمعات كما يرويها آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) لتكون حقيقة شاخصة للعيان. وفيما يلي بعض الاثار ومنها الدروس والعبر:

1- ايران والعراق اللتان تعدان اليوم مواليتين لأهل البيت (ع) بأغلبية ساحقة، لم تكونا كذلك في السابق، بل تحولتا إليه بفضل التبليغ الذي نهض به رجال افذاذ نذروا انفسهم له وعقدوا العزم عليه.

2- لو تعمقت في التاريخ والسير، وبحثت في انساب كثير من المؤمنين وتسلسلت في أجدادهم لرأيت ان كثيراً منهم ينحدر من اجداد لم يكونوا في خط أهل البيت (ع) ولكنهم تحولوا اليه بفضل التبليغ، وقد استمر الخط في أولادهم وأعقابهم الى يومنا هذا.

3- أن الاسلوب المبلغ وسلوكه اكبر الاثر في التبليغ، فمن الطبيعي ان يتناسب تأثر الناس بنا مع اعمالنا وتصرفاتنا وصدقنا ومطابقة عملنا لقولنا.

4- رب شخص قد لا يكون له شأن أو ثقافة اليوم يهديه الله على يد المبلغ الرسالي ويأتي يوم ترى مسجداً أو مدرسة دينية فيها حوزة علمية تخرج منها علماء اسسها ذلك الشخص الذي كانت هدايته على يديك.

5- لو جائك شخص وكان ابوه ضالاً أو طاغوتاً في حياته ثم مات أو قتل، فلا ترفض استقباله فلعله يهتدي على يديك، فأنه لم يسمع ان رسول الله (ص) طرد احداً، ابداً، حتى وحشي قاتل حمزة فأنه (ص) لم يزد على ان قال له: (غيب وجهك عني).

6- من خصال المبلغ الاخلاص، فأن الشيطان قد يأتي لأحدنا ويقول له، اذا اصبحت مبلغاً جيداً فسيصبح لك مريدون مخلصون يقبلون يديك ويرفعون الصلوات التي تزلزل الارض عند قدومك هنا لا تصاب بالغرور بل ينبغي لك الا تقوم بالتبليغ لذلك السبب وحاول ان لا تستخدم هذا المعنى في ذهنك. فحاول ان تزيحه، تربح.

7- ينظر الخطيب الى حديثه عندما يجذب الاخرين هل اتعب نفسه وعني بعباراته ونمق اسلوبه لكي يقال عنه انه خطيب ناجح ام كان كله لله أو بعضه لنفسه.

8- بالنسبة للوعاظ والمبلغين وعلماء الدين، ترويض النفس من اهم الواجبات العينية بالنسبة للفرد ايضاً، لان كل واحد منا يتعلم منه افراد وربما جماعات، ويتلقون منه ويقتبسون ويقتفون اثره ويتأثرون بكلامه وحركاته وتصرفاته.

9- ايها الواعظ والمبلغ، وان كنت فرداً في وجودك الخارجي لكنك لست كذلك في العمل، لأن هناك من يعتبرونك مرشداً وهادياً وهم يقتدون بأفعالك سواء كنت خطيباً أم عالماً.

10- ان كل فرد في الوجود الخارجي هو ليس فرداً في العمل... بل أن كل واحد منا هو مرجع تقليد بمستوى معين ونسبة ما، لا فرق في ذلك بين طالب العلم والخطيب وعالم القرية والعاصمة، فكل على قدره ومستواه.

11- الألوف من العلماء الكبار، ومن علماء المشركين والنصارى واليهود، أهتدوا عن طريق جمالية التعبير في القرآن الكريم.

12- لو علم النصارى ان الاسلام حق وصدق، وليس لفظاً مجرداً فقط، بل هو عمل ايضاً، كما هو شأن النبي الاكرم (ص) والامام علي (ع) أفلا يصبحون مسلمين؟ وكذلك اليهود أذا ما صدقوا بأن تلك حقيقة الاسلام، أفلا يؤول أمرهم الى ان يصبحوا مسلمين؟

13- يجب ان نتذكر ان هناك اناساً كانوا عصاة وفساقاً، ولكنهم انقلبوا بسبب استعداد قلوبهم الرقيقة بموعظة أو اكثر، الى اناس ورعين عدول، فأن لم نتدارك نفوسنا فسوف نتحسر كثيراً يوم القيامة، أذ لا مجال لأصلاح انفسنا عندما نعرف ان انساناً بعيداً عن المطالب الدينية انقلب طيباً وخيراً واصبح احسن منا عند الله سبحانه وتعالى ولم نغير نحن انفسنا مع اننا كنا نعرف المسائل الدينية اكثرمنه.

المسلم الرسالي خير الناس

الاسلام منهاج البشرية، والكلمة الاخيرة في ديوان الحياة وإرادة الله التي ترفض سواها، يقول الله تعالى: (ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران / 85.

والامة المسلمة خير أمة اخرجت للناس، والانسان المسلم خير الناس فلا يغش ولا يكذب، ولا يأكل اموال الناس بالباطل، ولا يقول الا الحق، ولا يعمل غير المعروف، وينشر العدل والطمأنينة في الناس.

وهل يوجد على الارض خير ممن يخلص له وحده، في جميع اعماله، ولا يشرك به شيئاً ولا احداً، فيسموا عن عبادة العبيد والاهواء الى عبادة الله الكبير المتعال، يخاطبه في صلواته كل يوم عشر مرات: (إياك نعبد وإياك نستعين) الفاتحة / 5.

ومن افضل من إنسان لا يخون إذا إؤتمن، ولا يجور اذا حكم، من يكون اكرم من انسان، يصدق اذا حدث، ويوقي أذا وعد، ولا يتطاول على سواه، أليس اعظم الناس من يتبوأ مكانه الاصلاح، فيعمل لتطهير المجتمع عن كل سيئة، بروح الاخوة، التي ترفض التكبر والاستعلاء ويعرف المسلمون كالجسد الواحد.

ولا يكون الانسان مسلماً حتى يعتنق الاسلام عن ايمان ويقين، بحيث يكره ان يعود الى الكفر، كما يكره ان يرمى في النار، والمسلم هو الذي يساوي نفسه بسائر المسلمين، ولا يفضل نفسه على غيره إلا بالتقوى، فلا يستأثر ولا يستعلى، وأنما يؤمن بأقوال الله تعالى، لذلك اكرمه الله بالشريعة السمحاء لينقذه من التمزقات، وكذلك يعيش عرقاً نابضاً بالحب والحنان ويداً في التكافل الاجتماعي الذي بناه الرسول حينما قال: (ما أمن بالله من بات شبعان وجاره جائع).

والمسلم هو الذي يحافظ على صلواته بخشوع وأذا استطاع ادى فريضة الحج، هذا هو الانسان المسلم، كما يتصوره القرآن والنبي وأمير المؤمنين، وهذا هو الذي تنشده مرجعية (سماحة السيد صادق الشيرازي) في الانسان المسلم الذي خرج الى تطبيق الرسالة والتبشير والتبليغ.

لماذا نخلق الإنسان الرسالي؟

بعقلية العالم المتفتح المبصر يضع السيد صادق الشيرازي الاسلام نصب عينيه ويحاول طرح التساؤل والبحث في المجتمع الغارق في الذل عن النماذج المؤمنة بالله ورسوله وأهل بيته (ع). لكونه يشخص في المجتمع البشري ظاهرة خاطئة وهي ان كثيرين يقولون اذا كان فلان مع ماله من المقام الاجتماعي أو العلمي أو الديني يعمل المنكرات أو في حياته زلات. فماذا تتوقعون منا نحن الناس العاديين؟

ان هذا الكلام ليس صحيحاً ويدل على ان قلب المتفوه غير مرتبط بالله.. وكأنه نسي ان الله سبحانه ينظر الى قلوبنا ولا ينظر الى صورنا.

لذلك المرجعية الرشيدة (لسماحة السيد صادق الشيرازي) تبحث في استخلاص الطرق لأكمال عقل الانسان.. والسبب في ذلك:

1- لكي لا يلهث وراء حطام الدنيا لأن ضعف العقل هو الذي يسوقه صوب التهافت على الدنيا.

2- ان من انكر ذاته لا يرجح المال على الله ولا على الشهوات ولا البطن ولا الشهرة ولا التجارة.

3- المال الذي تنفقه في سبيل الله خير في جهتين:

الاولى: انه سينقلب ثواباً لك.

الثانية: انه خير أمل تعول عليه في حياتك، فأن كل انسان يعمل عملاً، آملاً يصبوا اليه ويتمناه.

4- من اليسير على الانسان ان يكتب وصية فيها ان تنفق امواله في سبيل الله.. ولكن الاهم ان يفعل ذلك بنفسه وفي حياته.

5- قد تصيبنا في الحياة سيئات ولا نعرف جذورها لأننا غافلون، فربما ظلمنا انساناً وان لم نكن منتبهين فإن الآثار التكوينية للأعمال لا تغيرها النوايا ولا الجهل بها، لذلك يجب الانتباه لأن ما يصدر إما ان يكون حسنة وخيراً ينتفع به أو سيئة وشراً يضره.

6- يكون النبت حسب واقع الحبة، فمن يزرع قمحاً يحصد قمحاً ومن يزرع شوكاً لا يحصد إلا الشوك، وان تصور انه كان غير ذلك.

7- السوء الذي يصيب الانسان فمن نفسه، وكلما عدل الانسان سيرته في الحياة، قلت إصابته بالمساوىء.

8- لقد شاءت أرادة الله سبحانه، ان يتخذ من هذه الامة شهداء ليكونوا منار للمؤمنين وقدوات في الصبر والاستقامة والتضحية للأجيال على مر التاريخ ومنهم علماء الدين من آل الشيرازي مضرب المثل في الجهاد والعطاء والثورة حتى الشهادة والفوز بالجنان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1/كانون الاول/2009 - 4/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]