اتصبو بنا

ملف المناسبة

الصفحة الرئيسية

 

 

كربلاء المقدسة تحيي ذكرى الإمام الشيرازي السادسة في مهرجان حاشد 

عدسة وتحقيق:عصام حاكم

شبكة النبأ: بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل المجدد الاسلامي الإمام الشيرازي (قده) احيت مدينة كربلاء حفلا تأبينيا من على قاعة البيت الثقافي في المدينة في الساعة الرابعة من عصر يوم الثلاثاء الموافق23/10/2007، وقد حضر الحفل عدد من مسئولي المكاتب الحوزوية في كربلاء ومبعوثو الحضرة الحسينية والعباسية المطهرة ومسئولي مكاتب المنظمات والاحزاب المهنية والوطنية في المحافظة ووفود رسمية من مختلف محافظات العراق بالاضافة الى جمع غفير من مواطني المحافظة ووجهائها، فضلا عن رئيس مجلس محافظة كربلاء.

ابتدأ الحفل الذي اقيم بجهود مؤسسة الرسول الاعظم الثقافية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، بتلاوة معطرة من ايات الذكر الحكيم، ومن ثم  تلتها  كلمة عائلة آل الشيرازي القاها اية الله السيد محمد على الشيرازي، دام عزه، وقد تضمنت تلك الكلمة الجوانب الانسانية في حياة فقيدنا الراحل.

كما تطرق السيد محمد علي إلى جوانب ولمحات هامة من سيرة وحياة الإمام الراحل ودوره الفاعل في ميادين العمل الرسالي والجهادي والمرجعي طيلة العقود الحافلة بالأنشطة العلمية والحوزوية والمشاريع الثقافية والتربوية والإنسانية إلى جانب نشاطه السياسي الدؤوب ومواقفه الصائبة والجريئة التي جسدها لصالح الأمة.

ومن ثم جاءت كلمة الدكتور خليل الربيعي المفكر الاسلامي ليستل لنا نفحات من فيض القراءات المعمقة في فلسفة الوعي الديني.

كما نوه الدكتور الربيعي الى مبدأ اللاعنف الذي اكد عليه الإمام الراحل بأعتباره سبيلاً مطلوباً للتغيير والإصلاح في المجتمع وإن السبل السلمية هي الأضمن لبلوغ إقامة المجتمع المتحضر والمسالم.

ولمح الى جملة الرؤى والافكار السياسية للامام الشيرازي والتي تتصل بمسألة الادارة والحكم من منظور اسلامي والمؤسسات الاساسية التي تمثل مجمل النظام السياسي القائم في البلد الاسلامي أياً كان بما في ذلك العراق.

ومن بعده جاءت قصيدة شعارنا المبدع الاستاذ هادي الربيعي ليقحم الصور الشعرية في ملحمة الذات المتعالية عن المالوف وقد كانت مسك ختام هذا المهرجان الكلمة التي القاها الشيخ عبد الرضا معاش وهو رئيس مؤسسة (الاربعة عشر معصوم) الخيرية ليفيض علينا هو الاخر بمساحات لا تغطيها عين الشمس كانت ترفل بها حياة أمامنا الراحل السيد الشيرازي(قده).   

وفي ظل تلك الاجواء المحمومة بالكثير من القراءات والافكار المستجدة على واقعنا المعاصر كان لمراسل (شبكة النبأ المعلوماتية) هذه الحضور مع بعض الشخصيات التي ما أنفكت تشرع بالتزود من ذلك الانموذج الذي أصبح منار او قبس يضيء لكل من يدور حوله  في ميادين العلم والمعرفة من دون أن يخلد الى ساحة السكون والاستقرار، بل على العكس كان يدرك تماما بأن مساحة الدين لا يمكن أن تستند على مضامين محددة، ومن هنا جاءت فكرة الشروع في البحث في ذاكرة المعاصرين علنا نلتمس او نرفل من مساحات العلم والمعرفة الشىء الكثير  عن حياة فقيدنا الراحل فكانت الحصيلة ما يلي:

اول من توجهنا له بالسؤال هو السيد( عارف نصر الله) المشرف على مؤسسة الرسول الاعظم (ص) الثقافية، حيث قال: لا يمكن المرور بسيرة المفكر الراحل الامام الشيرازي(قده) مرور الكرام او اعتباره ظاهرة عابرة او مرحلة استطاعت ان تفرض نفسها في زمن ما، بل يجب ان نتزود من عناوين الصبر الشىء الكثير، ولنقف عند هذا النبع الزاخر ولننهل  منه الشىء الكثير، فهو لم يكن يجسد معطى واحد فقط، بل يكاد ان يتشظى بعوالم العلم والادب، فتارة هو المبدع في صنوف العلوم الحياتية  وتارة اخرى له اراء يتوقف لديها العلماء والمجتهدين في مجال الفقه، ولم يقتصر الامر عن هذا الحد بل ابلى بلاء حسنا في ساحة الجهاد ومقارعة الطغاة، ولم يكن هذا المهرجان التابيني الا فسحة  ضئيلة لإماطة اللثام عن ذلك التعتيم الاعلامي تجاه الرموز التي أبت الا ان تسجل موقفا مشرفا في ميدان الجهاد والمعرفة، فرحم الله فقيدنا فكان عنوانا ونبراسا  افاض على الدنيا الخلود.

اما محطتنا التالية فكانت مع الشيخ (على مجاهد) وهو مسؤول جمعية الزهراء الخيرية في كربلاء، حيث قال لـ(شبكة النبأ): قد لا ناتي بجديد اذا ما ذكرنا بان العظام هذا شانهم وديدنهم، في اعتلاء ناصية العلم والمعرفة ولم يقبلوا بغير هذا الامر ، وما احتفالنا هذا الا تعزيز يصب بنفس الاتجاه، اذن نحن امام مدرسة نستل منها معاني تكاد ان تكون قراءات ناضجة للابعاد الانسانية في خلق او صنع الحياة، وما هذه المسؤولية الا معطى كبير لا يتسنى لغير العظام ان يدركوه، حيث وقف الامام الراحل الشيرازي(قده)، ليبعث بهذه الامة من جديد من خلال قراءاته المتعددة، بيد ان الامر لم ينتهي عند هذا الحد  بل اتجه صوب الجهاد الاكبر عبر مقارعة الظلمة، فضلا عن مقارعة الافكار الهدامة التي تحاول النيل من مبادىء الرسالة المحمدية ومن فكر اهل بيت الرحمة، لذا عندما نحاول ان نستذكر فقيدنا الراحل فاننا نمر بسلسلة لا يستهان بها من مواطن العلم والمعرفة والجهاد، فرحم الله اولئك المجاهدين الذين اعطوا الحياة اعز ما يملكون ليصنعوا حياة في قلوب وضمائر كل المبصرين على وجه الخليقة.

ومن ثم اتجهنا صوب السيد (يحيى الموسوي) وهو أمام وخطيب جامع وطالب في مدرسة ابو الفهد الحلي،حيث قال: لا يمكن بهذه العجالة أن نقيم مسيرة الامام  الشيرازي(قده) وهي التي تستوعب أماد طويلة كي تتلمس منها جوانب متواضعة، أما في خصوص موضوع أحياء تلك المناسبات،  فبالتاكيد هناك  ثمة حكمة من وراء أحياء تلك المناسبات العظيمة حيث ترفل بالكثير من المعاني والمعطيات على أمتداد الماضي والحاضر، بالاضافة الى ذلك فأن أحياء ذكرى العظماء لا يقتصر على بلاد المسلمين فحسب بل هي صفة يجتمع عليها كل بني البشر وهم يعظمون مفكريهم وعظماءهم ومن خلال هذا السلوك هم يعظمون أنفسهم.

واضاف، اما في خصوص مؤلفات الامام الراحل فهو يمتاز بكثافة عددية من حيث المنجز وربما تصل مؤلفاته الى150 مجلد، في مناحي شتى من اقطاب المعارف الدينية والبحثية والادبية، ولم يقتصر عطاؤه عند هذا الحد، بل اوغل في طرح الكثير من الرؤى والافكار التي تعد في راي اغلب طلاب الفكر الديني خروج على المعتاد او المالوف، اذن يصح التعبير باننا امام تجربة جديدة على نطاق الفكر الديني او الحوزوي من خلال  ما تبناه من  قراءات تفوح من ثناياها استراتيجية التجديد في استيعاب الوحي القراني.

اما وقفتنا التالية كانت مع الدكتور(خليل الربيعي) مفكر أسلامي حيث قال لـ(شبكة النبأ): لم تكن هذه المحطة الا اطلالة استطاعت ان تفضح دأب اولئك الطغاة، والذين هم حاولوا مرارا وتكرارا قمع تلك الاصوات المناهضة لاسقاط  الفكر الانساني الوهاج والنابض بهموم الواقع المنحرف.

واضاف الربيعي، لقد استطاعت مؤسسة الرسول الاعظم  ان تجسد من خلال هذا المهرجان التابيني للامام الشيرازي (قده) في ان تضع حجر الزاوية لايقاد  تلك الشمعة التي دأب  النظام البعثي اطفاءها من خلال محاربته لجذوة العلم والعلماء، فبالتاكيد كانت رسالة واضحة لكل المتجبرين في الارض بان القوى الظالمة مهما اوتيت من قوة فلن تستطيع ان تتجاهل او تتجاوز تلك النجوم الساطعة في سماء الحرية والفكر، فانها كمن يطلق على نفسه اطلاقة الرحمة، فضلا عن انها لا تستطيع ان توقف عجلة الحياة الرافضة لكل سمات السكون، ولم يكن اية المجدد  الشيرازي الا علامة او بصمة استطاعت ان تفرض نفسها على الواقع الراهن من خلال ما اوجده من قراءات تتلمس في الساحة الابداعية مساحات شاسعة ومتعددة.

اما محطتنا الاخيرة كانت مع الشيخ (جمال الوكيل) فقال لـ(شبكة النبأ): لا يمكن الاحاطة بكل جوانب تلك الشخصية المهمة، وهي تمتلك تلك الكثافة  العددية  في  المنجز الابداعي وله مساحة شاسعة  في المكتبة العربية والاسلامية، فضلا عن القراءات التي استطاعت ان تفرض نفسها وهي تلامس الواقع الراهن من خلال الفهم الصحيح للوعي القراني، والذي هو بالتاكيد جاء منسجما او ملبيا للفكر الانساني، اذن كانت شخصية الامام الشيرازي(قده) تضج بالكثير من الدلالات المعرفية من خلال ما افرزته من فكر استطاع ان يجد ارضية  خصبة تنسجم مع تداعيات الحاضر من دون المساس بجوهر الثقافة القرانية.

ومن هنا نستخلص بان التعرض الى سيرة المفكر الراحل الإمام الشيرازي(قده) هي اكثر من سيرة ذاتية خالصة، الا انها تشير في اغلب الاحيان الى نضوج حقبة معينة استطاعت ان تسهم في انضاج التجربة الانسانية من خلال الابحار في فهم الاستراتيجية الالهية والانسجام الواعي للطيف الانساني من خلال الدراية الكاملة في مكامن الذات  البشرية التواقة الى عوامل التغيير، اذن نحن نقف اليوم امام شخصية تخطت عصور كثيرة وثقافات متعددة، من خلال ما تعرضت له من ميادين العلم والاجتماع فضلا عن مواقفها المناهضة للظلم والاستبداد، فرحم الله فقيدنا ولن تكون هذه الاطلالة آخر العهد به. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25 تشرين الاول/2007 - 13/شوال/1428

اتصبو بنا

ملف المناسبة

الصفحة الرئيسية

 

 أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 6

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1428هـ  /  1999- 2007م

[email protected]