الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا

 

الامام الشيرازي فكر وهاج وعطاء دائم

 سمير الكرخي*

 

من خلال إطلاعي اليسير على أفكاره وطريقة بحثه ووضعه لآليات العمل التطبيقي وصولا الى إيضاحه للمدرك إلى حد التبسيط وتسليط الضوء على المخفي واستشرافه للمستقبل وكأنه يعيشه بكل وجدانه وضميره، فإني رأيت فيه من الحركية المستمرة في التفاعل مع الواقع وصياغته بمزج محصل لكل المتغيرات وكأنه يعيشها كلها مرة واحدة فيكون الناتج مثمرا فاعلا في زمن هو أحوج ما يكون إليه رحمه الله تعالى.

 كان لي الشرف ان أكون ممن ألفوا في تنظيراته في حدود العراق وكنت أتساءل عن اللاعنف والعنف لا يولد الا العنف وكثرة الدماء في غير مصلحة الحكومات والاهتمام بالخدمات للمواطنين وتطبيق القوانين الاسلامية وتأكيده على ركائز المجتمع الثلاث ومنها العشائر وغيرها من الأفكار التي كنت اتصور أنها لا تتجاوز التنظير الى حيز الواقع وانها قد لا تفي في مجتمع يسوده العنف وقد أصبح الرغيف اليومي لأبنائه، وربما غير العنف لا يجدي نفعاً والعالم كله عنيف، لكني ايقنت الآن عظمة هذا الرجل من خلال ما نعيشه اليوم في العراق وكأني بالشيرازي بيننا مطلع على مأساتنا  يحاول الكف عن آهاتنا بيده التي ما انفكت عن النصيحة والتحذير من العنف وما يؤوله من وحشية وحروب غوغائية تدرك الجميع بدون قيد.

وعلى الصعيد الاسلامي والعالمي فلقد كان للشيرازي رحمه الله تعالى رؤيته في إدراك ما تبقى من حضارة المسلمين لذا اهتم في مجالين كمشروعين أحدهما يخص العالم الاسلامي كمشروع نهضوي يحث المسلمين بأسلوب عصري خلاق على الرجوع الى القوانين الاسلامية والاستفادة من العلماء الدنيويين والعلماء الدينيين إذ لكل فعله في المشروع  وهو بذلك حاول الرد على معضلة جدلية العلم والدين، ولم يشترط في الغاء الحكومات الحالية وانما حثها على تطبيق القوانين الاسلامية التي تستهدف الانسان، أي انسان مادام مخلوقا لله تعالى حتى يعم الرخاء والامن والاستقرار.

 أما مجاله الآخر فتوجه بمشروعه العالمي الذي يأمل من خلال الاطلاع على الاسلام وتسامحه وعدله أن يكون منهجا وأسلوباً في الحياة. وفي كل ما كتب استشهد بالقرآن وأحاديث الرسول (ص) وآله الأطهار (ع) وسيرتهم النجيبة الفاضلة التي تستهوي القلوب.

وهو بين هذا وذاك رجل الاجتماع والاقتصاد والادارة وفقيه ورع غاص في بحور العلوم وسبر الطرق نحو الحقيقة الخالدة. رحم الله الشيرازي مفكرا وعالما واباً.

*مدير مركز المستقبل للدراسات والبحوث

www.mcsr.net 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 6

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1427هـ  /  1999- 2006م

[email protected]

  الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا