الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا

 

سيحتضنه العراق قريبا مثلما احتضن العراق طول حياته

 حامد الحمراني

 

 لقد كانت مدرسة السيد الشيرازي (قدس سره) خارطة للطريق الموصل إلى الله بعد إن وضع منهجا للمعرفة ولغة لحب الله بدون نفاق، وبسلوكه الرباني حفر خندقا حول مريديه حتى لا يسقطوا في ظل الأفكار والممارسات التي تهدم ولا تبني، ولكن المرحلة العربية والاسلامية في عصره ابتعدت عنه لحنينها للبداوة والجاهلية والرغبة الجامحة للعنف،  ولذلك حاربته  فخسرت بذلك مدرسة لتحرير الانسان من جميع الاواصر التي تكبله.

 وكلما  بدأت الشعوب بالتحضر والنقاء والاقتراب من انسانيتها  كلما احتاجت الى فكر الامام الشيرازي.. فقد كان متكاملا وكاملا حيث دعت مدرسته الى امتزاج القول بالعمل  والدعوة الى الله بتزكية النفس مجسدا احاديث  العترة الطاهرة عليهم السلام ( كونوا دعاة لنا بغير السنتكم )..

لقد كان الامام الشيرازي ملهما وفعالا واسلاما يمشي على الارض واسلاما ينبض بالحياة فلا يهمه المكان ولا الزمان منشغلا بالله فجعله الله عاملا من عماله وجندا من جنوده.. لم يرى الا الله فكان يرى بنوره..

ولمنهاج السيد الشيرازي اقبالا من الشباب والمثقفين والدعاة واهل المعرفة فقد كان منهاجه الابداع فلا يعرف اليأس ولا الملل ولا التقاعس فاعطاه الله  ثراء الرؤيا وعمق الوعي  لانه لم يعرف غير الاسلام دينا ولم يحتج لغير الله وكيلا..

والامام الشيرازي فيلسوف اهتم بالمؤسسات وانشغل بكبريات الفكر وامتزجت مبادئه بالفكر الانساني الداعي الى الوحدة الانسانية فلا حواجز ولا وجود للحدود ولا اعتراف بكل ما من شانه تقييد الانسان.. وعنده الحرية هي محرك الانسان للوصول الى ربه.. وعنده العنف حجر عثره ضد حركة التاريخ.. التاريخ عنده تأسيسا للظهور المقدس الذي يملىء به الله الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا..

اما العراق  فقد كان حلمه الجميل لا طمعا في رئاسة ولا رغبة في منصب  فقط لان في العراق ( عاصمة الله ) الامام الحسين عليه السلام، لا لشىء الا لان في العراق امير الموحدين علي ابن ابي طالب عليه السلام، العراق عنده حلم الانبياء  وتطبيقا لسنة رسوله عند الظهور المقدس.. فكان يوصي قبل سقوط الطاغوت  بمنهاج يمنع الكارثة  ولكن لا احد يسمع نداء الاولياء وعندها وقعت الكارثة.. كان يقول ليذهب من يذهب طليقا  ولا ضرورة لاراقة الدماء، ولكن الذي حدث هو الابتعاد عن وصاياه  والابتعاد عن جادته  والهروب من منهجه  فوقت الكارثه..

سيأتي يوما لتعتذر اليه الشعوب التي جافته بعد ان تقتنع ان طريقه هو طريق الخلاص من الجهل والتخلف والكفر والفساد..

ولانه كذلك فقد حاربته الدكتاتوريات السابقة ليجعلوه بعيدا عن العراق..

وها نحن نمد ذراعنا ورقابنا اليه لحاجتنا الى الخلاص من الدم العراقي الذي ينزف..

والارض التي تلطخت باقدام  الحاقدين..

نعترف اننا نقولها متاخرين  ولكن حسبنا روح الامام التي تحتوينا وتحتوي ازمتنا..

فسلام عليك ياامام المسالمين يوم ولدت ويوم استشهدت في غربتك ويوم تبعث حيا..

*كاتب وصحفي عراقي

 

  الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 6

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1427هـ  /  1999- 2006م

[email protected]