الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا

 

كلمة المفكر المسيحي انطوان بارا في الذكرى الثانية لرحيل الامام الشيرازي (قدس سره)

 

كلمة المفكر المسيحي انطوان بارا في الذكرى الثانية لرحيل الامام الشيرازي (قدس سره) وذلك في الاحتفال الذي قامت به الممثليات والجمعيات التابعة للخط الرسالي بالبحرين تحت عنوان (الإمام الشيرازي الغائب الحاضر في ضمير العراق الجديد).. في صالة جمعية المنهدسين بالعاصمة المنامة ليلة السبت الماضي.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطاهرين الأكرمين
نتشرف اليوم بالمشاركة في إحياء الذكرى الثانية لرحيل فقيدنا الغالي المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله مقامه.
هذه الاحتفالية بذكرى شهيد المظلومية ، تضعنا أمام تساؤلات عدة حول مدى استفادتنا مما أفرزه فكره الإنساني الشمولي من تعاليم وحلول لقضايانا المعاصرة.. وما حجم سعينا لترجمة أفكاره ومبادئه إلى عمل على أرضية واقعنا المعاش.. وأجزم وكلي ثقة بأن تأثير فكر الإمام راسخ في القلوب ومتفاعل في الصدور، ولو سوف يؤتي أكله ثمارا ً عقائدية وخلقية واجتماعية واعدة طالما استمررنا في محاولاتنا تطبيق ما أمرنا به.
أذكر فعل الأمر.. وإمامنا لم يكن يأمر البتة.. بل كان أمره بلا أمر وهذا سرُّ عبقريته الفذة.. وسرُّ سحر الكاريزما القيادية التي كان يتمتع بها.. وقد عرفته خليطا ً نادرا ً من تواضع الكبار العظماء.. وزهد الحكماء.. وترفّع الرساليين عن الدنيويات ومتاع الأرض.. وقد رأينا جميعا ً صوره وهو يعدُّ طعامه في المطبخ ويداعب أحفاده ويلتقي أبناءه بعد طول غياب فيبكي كما يبكي الأب الملهوف للقاء فلذة كبده.
وإن أنسى فلن أنسى تلك الصور الست التي نشرت له والتي ظهر فيها وهو يعانق نجله السيد محمد رضا بعد تسع سنوات ٍمن الغياب القسري وكيف كانت عيناه دامعتين وكيف كان الراحل يحاول قبض يده تواضعا ً حينما همَّ ابنه بتقبيلها.. وفي ثالثة يتقدمه للسلام على أمه المشتاقة لرؤيته ، وفي رابعة وهو يعانق نجله العلامة السيد مهدي الشيرازي.. ومنحنيا ً في صورة خامسة محاولا ً رفع نجله الذي يهمُّ بتقبيل قدميه وفاء لنذرٍ قطعه على نفسه إذا قيّض الله له اللقاء بوالده من جديد.
لقد عاش مظلوما ً ورحل مظلوما.. وخلال رحلته هذه كان راضيا ً بهذه المظلومية متأسيا ً بحبيبه أبي عبد الله سيد المظلومين وسيد الشهداء.. وكان حلمه العودة إلى العراق الذي خرج منه.. وعلى الأقل يعود إليه جثمانا ً طاهرا ً ليدفن في تربة النجف الأشرف، ولكنه رحل قبل أن يرى سقوط الطغاة الذين حكموا بلده بالحديد والنار والمظالم.
وهذه النتيجة كان الإمام الراحل يعرفها كحتمية لمجمل مواقفه وأفكاره.. إذ هو القائل: ((على من يريد الإصلاح سواءً أكان دينيا ً أم سياسيا ً أم وطنيا.. أن يوطّن نفسه على صنوف الآلام وألوان السخرية والاستهزاء.. ثم لا يدري بعد هذا أو ذاك أينجح في حياته أم بعد مماته ، ويقدّر في إحدى الحالتين ، أم لا ينال شيئا ً مما يطلب. فطريق المصلح وعرٌ خشنٌ فرش بالقتاد وألسنة ُ من يريد إصلاحهم أحرُّ من النار وأفئدتهم تتلظى غضبا ً عليه ونقمة منه)).
وقال أيضاً: ((لو عدم المصلحُ الاحترام في حال حياته فإنه لا يعدمُ الارتياح بصحة عمله ، وإن أهانه الناس وهو بين أظهرهم فسيعظموه إذا فر من عالم الأحياء إلى عالم الأموات ، ولو رموه بالجنون فسيجعلوه أعقل العقلاء يوما ً ما.. ولو قالوا عنه أنه خائنٌ فالزمان كفيل بأن يجعلهم يزدحمون على تعاليمه ليتلقوا عنها دروس الوفاء والأمانة ، قليل ٌ أن يجتمع للرجل عزُّ العظمة وعز الاحترام والتجلة فهو إما عظيم ٌ لا يحترم أو يمتدح وهو حقير)).
هذه أقوال مصلحنا الكبير وهي تصوير مبدع لجهاد العلماء ورثة الأنبياء هؤلاء الذين ترجموا الآية الكريمة ((انفروا خفافا ً وثقالا ً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون)). فأي جهاد أعظم من جهاد النفس.. وفقيد الإنسانية السيد الشيرازي جاهد على مدى 50 عاما ً في ساحات الأنفس والعقول.. وأفنى وجاد بعمره وصحته في هذا السبيل وهذا لعمري أسمى أشكال الجهاد.. أن تقوِّم العقول وتصحِّح المسار وتحصِّن وجدان الأجيال بالمثل البانية العليا، فذلك والله أعظم أجر وأفضل جهاد ولا يقدر عليه إلا ورثة الأنبياء الذين تحملوا معاناة مورِّثيهم، بصبرهم ومجالدتهم للظلم وتحملهم للضنك والإرهاق والعوز.

ولم تكن لهم سوى المعطيات البشرية المحدودة في الزمان والمكان.. والمرتبطة بالظروف الخارجة عن الإرادة والمصطدمة مع مصالح متضاربة شتى قد تعيقها أو تؤخرها أو تمنعها.. لكن ورثة الأنبياء يستلهمون نفاذ البصيرة والقوة والمضاء من معدنهم الرسالي الأصيل بعد اتكالهم على الله تعالى الذي لا يعدمُ من يتكلُ عليه النصرَ المؤزّر في خطوه على دروب الخير والصلاح.
لقد تحمل الشهيد ما تحمل وما نعرف ، وفي ذلك اصطفاءٌ له كعالم مصلح للنفوس من طائفة العلماء ورثة الأنبياء الذين اصطفاهم الله ليعلموا الناس سلوك طريق الإخلاص المتصل بالخفيِّ المغيّب من حكمته، وقد اصطفى من العرب رسولا ً وأنبأه: أن يصبر إن كذبوه، فلقد كذبت الأقوامُ أنبياءهم من قبلُ بعدما اجتهد أولئك الأنبياء ما كلفوا من البينات، والكتاب المنير، والشهيد الشيرازي كان عالما ً بما سيحيق به من مظالم تجرع كأسها صابرا ً محتسباً، أما تلك الفئة السلبية التي تتنكر لجهاد ورثة الأنبياء تفرحُ بحيلتها في إخفاء معالمهم وبشائرهم فإنها ليست بمفازة من العذاب، لأن الله يرفع درجات ٍ من يشاء لحكمة وعلمٍ، وخيرُ أمةٍ هديت إلى الحق فهدَت به، فالحق يجعل من الأمة خير الأمم، ومن المؤمنين خير الخليقة ((وممن خلقنا أمة ٌ يهدون بالحق وبه يعدلون)).
لقد كرس عمره وعمله وثقافته الإنسانية للاهتمام بعظائم الأمور وأجلها.. وكانت الثقافة الشاملة لمختلف فروع المعرفة سبيله إلى العقول التي ما إن أصغت لأولى إبداعاته حتى ازدادت تعلقا ً به وبتعاليمه عطشى لدرره الفكرية النابعة من فكر ملهم ٍ وقلب مفعم، وصدر ٍ مهتم.
وتعاليمُهُ السمحة استمد سماحتها من سيد السماحة الإمام الحسين (ع) وكان على الدوام يذكر بأن اللا عنف كان طريق النبيين والمصلحين.. ويستشهد على ذلك بموقف الإمام عليّ كرم الله وجهه بعد حادثة مقتله وقبل أن يتوفاه الله وهو القائل (ع): ((لـِنْ لمن خالفك فإنه يوشك أن يلين لك، وخذ على خصمك بالعفو فإنه أحلى الظفرين، وأن بدا لك يوما ً مخاصمة ُ أخيك فاستبق ِ له من نفسك بقية يرجع بها إليك إن بدا له ذلك)).. والرسول الكريم (ص) كان يقول: ((الشحناء ليست من شيمي)).
إن أعمال العقل من أعظم هبات الخالق لخلقه.. لذا فقد جاهد طوال حياته كي ينهض بالعقول.. كَلِما.. بما وضعه من آثار فكرية ستظل قلادته الإنسانية وعنوان جهاده الروحي في المجتمع.. وفعلا.. بما أنشأه من مؤسسات عنت بشؤون الناس، فجاءت اهتماماتها اقتصادية وتربوية ً ودينية واجتماعية وتقنية عصرية.. عملت على مسح التعب من فوق الجباه المتعبة ونزع الهم من بين الأضلع.. والارتقاء بعمل الإنسان من خلال وضع آليات منطقية علمية لإصلاح واقع الأمة وتشييد وجودها الحضاري الفاعل على الساحة العالمية.. إنْ في عمر الزمن الحاضر أو بعده لأجيال ستسير على ذات الدرب ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)).
والإمام علي عليه السلام قال: (المرء يطير بهمته كما يطير الطائر بجناحيه)، وهذا ما طبقه فقيدنا الغالي إذ انطبعت مسيرته بالتحليق بهمة لا تعرف الكلل والملل.. علمت أنه كان لا ينام أكثر من ساعات معدودة في الليل ويعمل في البحث والتأليف لأربع عشرة ساعة ً عدا الوقت الذي كان يخصصه لمحاضراته ولقاءاته مع أصحاب الحاجات.. ومثّل الاقتصاد حجر الزاوية في أبحاثه وبنيانه الفكري.. وحث على هذا الجانب المهم من جوانب الإسلام وأبان ضرورته للنهضة الإسلامية.. وركز على علاقته بزيادة الوعي الاجتماعي وانعكاساته على المجتمع والأمة لما يؤمِّنه لها من استقلال واكتفاء وأخذ ٍ بآليات وتكنولوجيا العصر وعلومه.. والحثِّ على ممارسة التغيير نحو الأفضل والرنوِّ إلى القمم العالية استجابة لقوله تعالى : ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).
ومجمل القول في مسيرة السيد الشيرازي أنها دعوةٌ صريحة ٌ لتفجير طاقة الإنسان في عمره القصير وعدم الركون إلى طاقة ٍ معطلة.. وإعطاء المرأة دورا ً فاعلا ً في الأسرة والمجتمع.. والأخذ ِ بوسائل العصر.. لتتمكن الأمة الإسلامية من إيجاد مكان لائق ٍ لها تحت الشمس.
لقد آمن الراحل بأهمية الحوار.. وقد عرفته مستمعا ً ذكيا ً ومنصتا ً لبقا.. وأذكر حينما التقيت به لأول مرة.. وسألني عن أمر ما، طفقتُ أجيب عنه.. بينما صمت الإمامُ يصغي لما أقوله بعمق ٍ وهدوء وظننت معهما أن السيد منشغلٌ عني بمسألة تشغلُ تفكيره.. ولكن تبين لي بعد قليل أن للإمام طريقة ً فريدةً في الإصغاء فهو لا يقاطع ولا يحاول أن يكمل لك كلمة أو جملة وقد احتبست بين شفتيك.. وبعد الانتهاء من كلامك يترك برهة صمت قصيرة ليتأكد من أنك لن تعاود الكلام.. وما أدهشني في ذلك اللقاء الأول واللقاءات التالية، قدرة الإمام خلالها على ترتيب كل النقاط التي سمعها والإجابة عنها أو التعليق عليها حسب تراتبيتها في الحديث الذي سمعه، وكأنها مسجلة أمامه على ورقة.. فلا تملك إلا الإعجاب بهذا الحضور الذهني مرتفع ِ الحس والذوق الاجتماعي.
ومصلح  ينذرُ وجودُهُ بين ظهرانينا.. فهو مفكر لم يحصرْ نفسه في محيط الحوزات العلمية.. بل كان همُّهُ التواصل مع المفكرين والباحثين وعامة الناس وشتى أطياف الحركات والجماعات والكتل، وبهذا التوجه تخطى حدود الفقه التقليدي وصولا ً إلى اجتهاد عصريٍّ علميٍّ منهجي لمستجدات العصر ومستحدثات العلم من اقتصاد واجتماع وإدارة ونحى منحى ً جديدا ً في تفاسير القرآن الكريم والحديث والتاريخ.. واستنطق آيات ٍ وأحاديث لم تكن ضمن متعارفات الفقهاء من الاعتماد عليها في الأحكام.. ويأتي كتابه الشهير (فقه الزهراء) خير مثال ٍ على هذا التوجه المبدع حيث استخلص من خلال خطبة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وحديث الكساء عشرات بل مئات الأحكام.
إن المتابع للحركة الفكرية النهضوية التي حمل لواءها السيد الشيرازي.. وتأليفه لأكثر من ألف كتاب في مختلف الاختصاصات وتبينه لمواقف سياسية ٍ أثبتت الأيام مصداقيتها، يتلمس إلى أي مدى وصله الشهيد في موقفه الجهادي بدءا ً من مناهضته للشيوعية في عهد عبد الكريم قاسم في العراق إلى معارضته الصريحة لحكم الطاغوت الذي جثم على صدر الشعب العراقي لعقود ثلاثةٍ، مما كان سببا لصدور حكم الإعدام عليه وعلى أخيه السيد حسن الشيرازي الذي اغتالته المخابراتُ العراقية في بيروت عام 1980 بينما استقر فقيدنا الراحل في الكويت إلى حين غادرها إلى إيران عام تسعة وسبعين.
في ذكرى رحيله الثانية نجد أنفسنا مقصرين في حق إمامنا الراحل أعلى الله مقامه، وعاجزين عن أنفيه حقهُ بمقدار معشار ما قدمه لنا في حياته وخلال نصف قرن ٍ من جهاده الفكري والروحي ليصحح لنا المسار ويعبّد أمامنا دروب الحق الوعرة.. وحينما كان حاضرا ً بيننا كالدرة اليتيمة لم نكن قد استوعبنا عظم هذه النعمة التي خصنا بها المولى بوجود فقيه الزمان وسلطان المفكرين معنا.. فالواجب يحتِّمُ علينا تكريسَ لقب ِ (سلطان المؤلفين) ليكون مِلكا ً للراحل العظيم في المحافل الفكرية العالمية.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)).. وإمامُنا الراحل شعلة العلم والتفقه على الرغم مما قدمه للفكر الإسلامي خاصة والفكر الإنساني عامة.. ظل حتى أواخر حياته يقول: إنني لم أصنع شيئا.. فلله درهُّ هذا التواضع من رائد المدرسة الإصلاحية والمسيرة النهضوية، وإذا كان المرجعُ السيد صادق الشيرازي، وهو خير خلف لخير سلف وهو الامتداد الطبيعي لمرجعية الفقيد الكبير قد طالب في كلمته التأبينية بضرورة جعلنا من الراحل عبرَةً لا مفتخرا ً تمثلا ً بكلمة سيد الموحدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: ((ولئن يكونوا عِبَرا ً أحق من أن يكونوا مفتخرا)).. فإن هذه الدعوة تحمل في طياتها معان ٍ نوردُ أهمها:
أولا ً: الحرصُ على تحويل أفكار الراحل الملهَمَة ِ إلى منهج عمل متواصل ٍ وفاعل.
وثانيا ً: الاتخاذ من كفاح السيد المرير ومعاناته الصعبة عبرةً ودرسا ً لنا لنجعل من تجربته الفذة قدوة ً لنا في كل خطوات حياتنا.
وثالثهما: أن يكون ما قدمه للفكر الإنساني عامل تحفيز ومضاء ٍ لا مجال افتخار ومباهاة.
وفي نهاية كلمتي أود الإشارة إلى أن الإحاطة بعظمة وتضحية إمامنا الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي.. لن تقوى عليها أبلغُ العبارات ولن تستوعبها أضخمُ المجلدات.. فأيُّ محيط ٍ بلا غورٍ وشطآنٍ كانه السيد.. وأيُّ زاهد ٍ متبتل ٍ في عصر الأطماع والمصالح نذر وجود شبيه ٍ له..
وتظل صورُ حبيبنا الغالي في أواخر أيامه بشيبته الوقور ولفتاته الأبوية خيرَ زاد ٍ لنا في أيامنا تذكرنا به فوق ما تذكرنا به نبضات قلوبنا ومراتعُ لقاءاتنا الغابرة به في ديوانه في (بنيد القار) وفي كل مكان التقيناه.
قال الإمام الصادق عليه السلام (إذا مات العالم ُ ثُلِم َ في الإسلام ثلمة ٌ لا يسدها شيء).
سلامٌ لروحه الطاهرة، وأعلى الله مقامه َ وعوَّضنا جميعا ً في خلفه المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي كلّ خير ليكمل حملة الشعلة السَّنية ويتابع المسيرة المجللة بالعز والفخار والعطاء.
فنأمل للفقيد السعيد الرحمة الربانية في مثوى ً كريم ٍ وجنة نعيم، وأن يحفظكم جميعا ً لسد هذه الثلمة التي أحدثها رحيل العالم الجليل درة زماننا، ويلهم إخوانه ومحبيه ومريديه الصبر والسلوان.
ولعل أفضل ما أختتم به كلمتي هذه. أبيات استقيتها من قصيدة للشاعر على المتروك تترجم لسان حالنا جميعاً:

وداعا ً فقد ودعتّ فيك شمائلا            من النبل غابت أو تكاد تغيب
فلا الدمعُ يشفي ما أعاني حرقة            ولا للرّي من مقلتيَّ نصيــب
دُعيـــتَ فلبّيت النــداء وهــــكذا            رحلتَ ولم تبعُدْ فأنت قريــب

  الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا