الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا

 

سيكتشف الدهر كنهك يوماً

الأستاذ / محمد إبراهيم الدمستاني

لم يا زعيم الخالدين تركتنا؟

يتَّمتنا

ورحلتَ للعليا سريعاً مِن هنا

والقلبُ لمّا يرتوي مِن فيضِكُم

والعينُ لمّا تكتفي مِن نورِكُم

آهٍ لنا

بؤسٌ زمانٌ لستَ فيهِ إمامَنا

***

هذا الكفن

نسجتهُ أملاكُ السَّما

والحورُ في الجنَّاتِ ترتقبُ القدومَ إلى السَّكن

قرّي عيونَ الحورِ هاقد جاءكِ

نسلُ الكرامِ الطاهرين

مزملاً

بالنورِ بالبركاتِ

قرِّي واهنأن

اهنأ نصيرَ الدينِ هذي روحُكُم

قرَّت بمثواها الذي وعَدَ المليكُ المؤتمن

لا لمْ تمُت

لكنَّما الرَّحمن آلى أنْ تكونَ جِوارهُ

في أرفعِ الدَّرجاتِ مِن جناتِ عدن

***

حيٌّ سيذكُرُكَ الزَّمانُ على المدى

سيظلُّ صوتك في المسامعِ دائماً متجددا

سيظلُّ شخصُك ماثلاً بعيونِنا

ونظلُّ ننقُلُ للصِّغارِ

مآثراً

مِن خُلْقِكَ النبويِّ

خرَّ لها الرَّدى

***

عجباً لِروحكَ كيف احتوتْها

سماءٌ وأرضٌ

بل الروحُ يا سيدي قد حوتها

فداؤك نفسي

ومَن أنجبتها

ستحيا وتحيا

ونحنُ نموت

وتبقى مدى الدهرِ تحيا وتحيا

ستحيا بفكرِكَ ميتُ العقول

وتسجدُ خجلى جباهُ العِظام

ويكتشِفُ الدهرُ يوماً سيأتي

بأنِّك كنزٌ عظيمٌ عظيمٌ

ترصَّعَ بالمجدِ فازدانَ رُؤيا

تلألأتَ لكِنَّه ما رآك

وضاعَ لتضييعه مُحتواك

ولكنْ سيأتي

غدٌ سوف يبكي

دموعاً غزاراً ستقطُرُ خجلى

على ما كتبتَ

على صفحاتِ الخلودِ دماء

***

ستبكيكَ يا سيدي القافلة

وأجيالُ أمَّتِكَ القادمة

لأنَّكَ آتيتًها رُشْدَها

وذلَّلَّتَ مِن فِكرِكُم دربَها

ورُمتَ بكُلِّكَ إصلاحَها

لتغدو تحثُ الخُطا عاملة

***

سيعجزُ أن يحتويكَ الفناء

لأنكَ أنت

سيفنى الفناء

وتبقى لأنكَ في اللَّهِ أنت

وهل ماتَ مَن كان في اللَّهِ يحيا

وخلَّدَ للنَّاسِ فِكراً ووعيا

عظيمٌ ومهما نقولُ عظيمٌ

وهل يا عظيمُ نوفِّيكَ نعيا؟

***

الأستاذ محمدإبراهيم الدمستاني . القطيف- الحلّة

[email protected]

  الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا