الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا

 

أنشودة التاريخ

الأستاذ / علي مهدي المادح

أنشودةٌ في فم التاريخ تبتسمُ

ومشعلٌ في دروب المجدِ يرتسمُ

ومنهلٌ نستقي منْ نبعه شرفاً

بالحلم والعلم قد دانتْ لهُ الأممُ

مؤيد بجلال الله مكتنف

ونوره لظلام الجهل يقتحمُ

فقد تخلَّق بالقرآن مهتدياً

لذا تراه مدى الأيام يبتسمُ

هذا الذي قد رأى الأعمى فضائله

(هذا ابن خير عباد الله كلهمُ)

فجده المصطفى وذا الحسين له

أصلاً فطابت به الأخلاق والشيمُ

فالأرض تعرفه والبدر يعرفه

والجود يعرفه والحلم والكرمُ

والناس تعرفه والبيت والحرم

والوعي والفكر (والقرطاس والقلمُ)

من معشرٍ في الورى إن حُدِّثوا فَهِموا

أو قيل من ذا كبار القوم قيل هموا

سل العراق التي في أرضها ظهرت

راياتهم وغدا من بينهم علمُ

حتى إذا سَطعت أنوار غرته

كلُّ النجوم له في الكون تنتظمُ

دعني أبث حديثا بات يؤرقني

ماذا ترى قاله الجهَّالُ أو زعِموا

قالوا كلاماً سفيهاً يبتغون به

تسقيط رايته والحق ينهدمُ

فلفقوا تهماً وزوروا كذباً

في خير من عرفته العرب والعجمُ

وصوبوا أسهماً للحق فانجرحتْ

منْ فعلهم مهجةٌ هيهات تلتئمُ

فيا لهم هل على عيونهم حُجُبٌ

أم يشتكون جنونا أم بهم صممُ

فكل ما قد يقول الحق عندهمُ

بأنَّ قلبهمُ بالرِّين مُتَّهَمُ

أهلُ الجَهَالةِ يابن الحق فيكَ مضوا

في العارفينَ وأهل العلمِ قدْ عَلِمُوا

بأنَّكَ الشامخ المغوار في زمني

وأنتَ أفضل من تسعى به قَدَمُ

وأنتَ كالورد يُعْطِي الطيب سارقهُ

وأنتَ كالنجم لا يرقى له لمَمُ

أيا عظيمٌ لكَ الأفواه ناطقةٌ

بأنَّكَ الرَّمز من تَرقى به الأممُ

يا ليث ساحتنا يا نور عالمنا

يا خير وعيٍِ به الأحرار تتسمُ

لكَ الفخامة ياذا العلم يا أملي

بنور علمك جيش الجهل ينهزمُ

فنور علمكَ يُستسقى الغمام به

ومن محياكَ موجُ البحر يلتطمُ

علمٌ يزينه التقوى ويدفعه

حلْمٌ وفيكَ خِصال الدين تزدحمُ

ماذا أقولُ وماذا يُحْسِنُ القلمُ

والله قد عَجِزَتْ في وصفِكَ الكلمُ

***

علي مهدي المادح القطيف / الحلة

[email protected]

  الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا