الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا

 

ذكراك والصدى

قصيدة بمناسبة الذكرى الثانية للإمام المجدد الثاني

آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف)

فريد عبد الله النمر

حـــاشاك أن نحـــياك جفـــنا يدمـع
حشـــاك أن تـــرقى سـماك مقاصد
من حـــامل ثقـــل العقـــيدة مشعـلا
أرويـــتها والحقـــل فـــيها مجـــدب
زحفـــت إليـــك وأنت أقوى ضارع
شمـــخت طهـــارة أصغريك بنطقها
وصـــلابة في الحـــق دون منــالها
ولانـــت في الحـــالين أنقى منــازل
فـــإذا الظـــلام, وقد سددت طريـقه
شربت هـواك المكرمات وأسـكرت
وسقـــيته كــأس الإبـــاء ولم يــزل
أأبـــا الرضا ولك الضمـائر صدقها
أتـــجف في القـــلم المغــرد نفـــحة
وعـــليها من ذكراك ألطـاف السنا
غـــنت لك الأجـــيال رغم جـراحها
حتى إذا عـــصر اللظى أطـــرافـها
ومشت على الخضل الوريق وحولها
ما ارتاع من عسف العتاة ولا انثنى

فــتطـــلعت فـــإذا بفــــكرك واثــب
فغـــدا بـــه القـلب المتــيم واثــقـاً
لينـــير تـــائهـــةً ويــرشد غــافـلاً
يا حامـل القــلم المنيـــر وغــرسه
أنـت الذي أعــطيت فكـــرا نـاصعا
مــولاي دربـــك لم يـــزل متــــنور
دوّى بـــآذان الـــزمان هـــديـــــره
أأبــا الـــدواة ومـــن الأمـــانة إننا
ومـــن الخـــيانة أن نــراك مصنفا  
نعـــتز بالرأي الحصيــف وشوطنا
ونـــرى الـــذين تحـــملوا أعباءها
وإذا بأهـــداف الـــتـوحـد نهـــضـة
أوَ هـــكذا نحـــياك شمس حضـارة
أوَ هـــكذا نلـــقاك فـــكرا مزهـــرا
كبـــرت مفـــارقة تعـــيشك محفـلا
لكـــنه الـــدرب العسيــــر ولـربمـا
حتى إذا انـــحسر الــدخان توقـدت
مـــازلت أعـــرف في يـديها شعـلة
لكـــنها صـــور أتـــت في خـاطري
عـــفوا فـــقد شطـــح البيان بأفـقه
أأبا الـــرضا ولقد حشدت خواطري
لنـــراك شـــمسا ما بـلغت مغـيبها
وشعـــاعها مـــا زال يظــفي انسه
أنى مشيـــت نـــثرتَ نـورك مطلعا
مــن أي وضـــاءٍ فثـــمّة َ جــــذوة
فالجـــيل من هــدي (التقيْ) متقدمٌ
شـــمسانِ في أفــق الهداية أشرقا
تبـــقى يتـــيه بـــك الخــلود مفاخرا

 

 

وجـــناح فـــكرك نـــاهـــل متـــرفع
ورؤاك نهـــضــــة امـــة تتـــطـــلع
وريـــادة تـــبـــني وفـــكرا يـــبـــدع
وتـــركتها والخـــصب مـنها ممرع
مـــثل الضـــحى ألقا تشـــع وتـلمع
فصفـــت وفـــكرٌ بالبـــيان يـــمتّـــع
صـــوت المســـاوم بالكرامة يطمع
وإذا نـــهضـــت بهـــا فانـــك أورع
فــــكـرٌ أشـــلُّ ومـــنهـــج متـــوزع
للفـــجر حتى بـــان مـــنه المطـــلع
يلـــتذُّ بالحـــب الأصـــيل ويـــكــرع

يســـقي ومـن ِوَضحِ بطبعك يرضع
وهـــواك فيـــها بالشـــذا يــتضوع
تجـــلو غشـــاوة مـــا يزيغ وتقشع
بـــأحر ما تجـــد القـــلوب وتــسمع
شربـــتك نهـــجا للصـــمود الأضلع
وهـــج يبـــث من السمـــوم فيـلذع
بـــين العـواصــف عزمها المتطلع
ويشـــبّ فـــيه للـــنهوض المنـبــع
يهـــفو إلى ركب الصعـاب ويسرع
ويقـــيم دربـــاً خطـــوه مـــتصـــدع
سعـــة المـــدى أدراجـــه نـتـتـبـــع
قـــبس يـــضيء بـنا السرى ويطيع
بالذكـــريات الغـــر هـــديا يســـطـع
يـــروي الخـــلود فـــأي مجد أرفـع

فـــرق يصنـــفنا الهـــوى ويـــنـوع
عـــذبـــا وسائـــغ ورده لا يـنـفــــع
ألـــق يمـــوت ومجـــده متـــقــــطع
صـــورا على طرف النقيض ُتجّمع
كـــادت من التعـــب المبرح تصرع
قـــلبا على اللهـــب المقـدس يقطع
ُيـــمـــلا ولاءاً خـــاويـــا يـتـقـنـــع  وقـــلوبها شـــتى وفـــكرك يُسـمع
أغـــراسها تـــذكو شـــذا يتـــضوع
صفـــحاتها بالـــفكر وعـــيا تــرجع
فـــوارة بالصـــدق لا تـتـضعـضـــع
تـــهفو إلى رصِّ الصفـوف وتطمع
فمـــدىً كـــريمَ الصفـــحِ ما نـتوقع
ليطـــيب مـــن ذكـــراك ذكر مشرع
في كـــل أفـــق بالفـــضـيلة تطـــلع
ألـــقا وللـــدين المحـــلّـة يـــرفـــع
أقـــماره الـــفكر الـــذي نـــتـــطـلع
والصـــبح يطـــلقها هــدا ويشعشع
و(الصـــادق المـــهديِّ) وعيا يبدع
ورؤاك مـــنـــبع روحها و المرجع
ولـــنا من الذكرى الكريمة مَجْمَعُ

  الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا