q

الكتاب: المراسلات
المؤلف: طالب الحكيم
الناشر: دار الأنوار للطباعة والنشر/بيروت، ومركز ضوء القمر/البصرة.
عدد الصفحات: 885، من القطع المتوسط

نشأت فكرة تأليف هذا الكتاب (كما يذكرها المؤلف في مقدمته) من مراسلات بريدية، جرت في عامي 1990 و1991، بين المؤلف الذي كان يسكن في لبنان، وأحد أصدقائه اللبنانيين الذي هاجر إلى كندا، حيث كان يستفسر في هذه المراســـلات عن معلومات ومســـائل احتاجها في محاوراته ومناظراته الفكرية والدينية عن الإسلام ومذاهبه، فتكونت أثناء هذه المراسلات، مادة كبيرة، زادها المؤلف بمادة اقتضتها الضرورة أو جر ّ إليها سياق البحث، مستنداً على الكثير من المصادر المعتمدة عند جمهور المسلمين.

 عند ذاك جمع هذه المادة في كتاب ضخم يتكون من خمس مراسلات. الأولى تتحدث عن أخطر منعطف تاريخي في الإسلام، ألا وهو اجتماع السقيفة، من ثم الحديث عن أئمة الهدى خلفاء رسول الله محمد (ص) الأثني عشر، ابتداءً من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وانتهاءً بالإمام المهدي. وختمت الرسالة الأولى بالحديث عن فتح البلدان وبيان أن الذين فتحوا البلدان هم أئمة أهل البيت، لكن بصورة غير مباشرة. ومما لفت نظري في هذه المراسلة هو تفريق المؤلف بين معان لألفاظ متقاربة هي: الصاحب والصديق والخليل، لما لها من دلالات هامة في معنى الصحبة لرسول الله (ص).

أما المراسلة الثانية فقد ركزت على التقليد في الشريعة الاسلامية، وعن بعض المآخذ التاريخية على بعض الصحابة، ثم عن الأحداث الخطيرة التي مرت بها حياة سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء(ع)، المغصوب في فدك.

والمراسلة الثالثة فقد كانت عن مؤمن قريش، أبو طالب، وافتراءات الجاهلين عليه، كما تطرقت هذه المراسلة إلى الأسماء المعبدة مثل عبدالحسين وعبدالمهدي.

 وفي المراسلة الرابعة فقد كانت عن ملوك بني أمية، ومخالفاتهم للقرآن والسيرة النبوية الشريفة.

أما المراسلة الأخيرة، الخامسة، فكانت عن الأسرة في الإسلام والقوانين التي أسيء فهمها وتطبيقها.

وبعد عرض خلاصة هذه المراسلات فقد وجدنا أن الهدف الذي يصبو إليه المؤلف هو بيان أصالة ونقاوة مذهب أهل البيت، الذي طالما عمل الطواغيت على تشويهه عن عمد وسابق قصد وتصميم، انتصاراً لرغباتهم وشهواتهم الدنيوية.

كما كان التركيز على قضية جوهرية هي اغتصاب الحق، فيقول: إن أكثر ما يؤلم المؤمنين ويحزنهم أن يروا الحق مغصوباً، ورحم الله من قال: (من عرف الحق، عز عليه أن يراه مهضوماً).

ثم يبين الفرق بين المذاهب الإسلامية فيقول: إن المذاهب الإسلامية المختلفة هي في الحقيقة طرق تؤدي إلى الله الواحد الأحد، ولكن هناك طريق طويل ملتوٍ متعرج مظلم كثير العثرات، وهناك طريقٌ قصير مستقيم مستوٍ مضيء كثير البركات، والتاريخ الإسلامي يشهد بأن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يدعون إلى الصراط المستقيم صراط الله. وإنهم ـ والحالة هذه ـ أحق من غيرهم بالاقتداء وأولى بالاتباع.

وبعد كل هذه الآراء السديدة للمؤلف نعتقد أن هذا الكتاب جدير بالقراءة للمتخصصين وغيرهم، لأنه يتبع منهج البحث الأكاديمي والاستدلال المنطقي المجرد من الانحيازيات المسبقة.

اضف تعليق