q
ولن يؤدي استمرار الإخفاق في معالجة فقدان الثقة هذا سوى إلى تفاقم مشاكل العراق، والنظام السياسي ومنظومة الحكم في العراق يتجاهلان احتياجات الشعب العراقي. ويمثل الفساد المستشري سبباً جذرياً رئيساً للاختلال الوظيفي في العراق الذي يقف على حافة الهاوية والانفجار. وعدا عن الأزمات المتعددة التي تهز العراق...

خيبة أمل الشعب قد وصلت إلى عنان السماء وفقدان العديد من العراقيين الثقة في قدرة الطبقة السياسية في العراق على العمل لصالح البلد وشعبه، ولن يؤدي استمرار الإخفاق في معالجة فقدان الثقة هذا سوى إلى تفاقم مشاكل العراق، والنظام السياسي ومنظومة الحكم في العراق يتجاهلان احتياجات الشعب العراقي. ويمثل الفساد المستشري سبباً جذرياً رئيساً للاختلال الوظيفي في العراق الذي يقف على حافة الهاوية والانفجار. بحسب حديث بلاسخارت في جلسة لمجلس الأمن.

وعدا عن الأزمات المتعددة التي تهز العراق، يقف السياسيون عاجزين عن مواجهة توترات جيوسياسية لا تستطيع الدولة أن تخرج منها. ومن ثم، تقصف إيران وتركيا، الجارتان الكبيرتان، كردستان العراق لإضعاف حركات المعارضة الكردية المسلحة الإيرانية أو التركية المتواجدة فيه.

فقد جددت الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق، جنين هينيس-بلاسخارت دعوتها للقادة العراقيين إلى أهمية الشروع في مسار نحو تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، مؤكدة أن الوقت قد حان بالنسبة لجميع قادة العراق لأن ينخرطوا في حوار، ويحددوا -بشكل جماعي- احتياجات العراق الأساسية ويبعدوا البلد عن حافة الهاوية.

وقالت، خلال حديثها في جلسة لمجلس الأمن، يوم الثلاثاء، إن الدعوات الموجهة لقادة العراق كثرت لحثهم على التغلب على خلافاتهم وتشكيل حكومة منذ إجراء الانتخابات قبل عام، في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2021.

وأشارت بلاسخارت إلى أن بمقدور أي زعيم عراقي أن يجر البلاد إلى صراع ممتد ومهلك، كما أن في مقدوره أن يضع المصلحة الوطنية في المقام الأول وأن ينتشل البلد من هذه الأزمة، على حد تعبيرها. وأضافت:

"خلال الأشهر الاثني عشر الماضية كان للشقاق ولعبة النفوذ السياسي الأولوية على حساب الشعور بالواجب المشترك وقد تركت الأطراف الفاعلة على امتداد الطيف السياسي البلد في مأزق طويل الأمد. وكان العراقيون رهينة لوضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن احتماله، ليتحول إلى اشتباكات مسلحة".

وأكدت أنه لا يوجد أي مبرر للعنف. "وبوجود مخاطر ما تزال واقعية للغاية لوقوع مزيد من الفتنة وسفك الدماء، لا يسعنا إلّا أن نكرر أهمية إبعاد أي احتجاج عن العنف".

ودعت كافة الأطراف إلى ضرورة التصرف بمسؤولية في أوقات تصاعد التوتر.

وقالت "قدمنا دعمنا الكامل لمبادرة الحوار الوطني التي أعُلنت برعاية السيد رئيس وزراء العراق، وهي بمثابة منتدى اجتمع مرتين حتى الآن".

ولكي يؤتي الحوار أُكله، أكدت بلاسخارت أنه من المهم جداً أن تشارك فيه الأطراف كافة. "هناك حلول. ولكن فقط لو كان هناك استعداد للوصول إلى تسويات. ففي نهاية المطاف، يعود الأمر كله إلى الإرادة السياسية. يتوجب على كافة القادة تحمل المسؤولية".

النظام السياسي يتجاهل احتياجات الشعب

ونبهت إلى أن "خيبة أمل الشعب قد وصلت إلى عنان السماء"، مشيرة إلى فقدان العديد من العراقيين الثقة في قدرة الطبقة السياسية في العراق على العمل لصالح البلد وشعبه. "ولن يؤدي استمرار الإخفاق في معالجة فقدان الثقة هذا سوى إلى تفاقم مشاكل العراق".

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام إن النظام السياسي ومنظومة الحكم في العراق يتجاهلان احتياجات الشعب العراقي. "ويمثل الفساد المستشري سبباً جذرياً رئيساً للاختلال الوظيفي في العراق".

ثلاثة أعوام على مظاهرات تشرين

ويصادف الأول من تشرين الأول/أكتوبر مرور ثلاث سنوات على مظاهرات تشرين، حيث نزل العراقيون إلى الشوارع للاحتجاج على الافتقار إلى الآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وقالت بلاسخارت إن تلك المظاهرات "شكلت حراكا على مستوى لم يسبق له مثيل، وتحولت إلى مأساة. لقي عدة مئات من العراقيين حتفهم، وأصيب عدد أكبر بجروح خطيرة، أو اختطفوا، أو تعرضوا للتهديد أو الترهيب".

من ناحية أخرى، قالت جنين هينيس-بلاسخارت إن التداعيات السياسية التي تنجم عن عدم إجراء انتخابات برلمانية لإقليم كردستان في وقتها المناسب، وعدم التعامل مع توقعات الجمهور بشكل صحيح، وإهمال المبادئ الديمقراطية الأساسية، ستكون باهظة الثمن.

وذكرت بما حذرت منه في شهر أيار/مايو الماضي من أن القصف التركي والإيراني في الشمال يمضي لأن يصبح "الوضع الطبيعي الجديد" في العراق.

وفي ظلّ الهجمات الإيرانية التي وقعت الأسبوع الماضي، جددت دعوتها إلى ضرورة أن تتوقف هذه "الأفعال الطائشة ولا ينبغي لأي جار أن يتعامل مع العراق وكأنه باحته الخلفية".

ذكرى احتجاجات 2019

تجمع آلاف المتظاهرين السبت في بغداد لإحياء الذكرى الثالثة للانتفاضة الكبرى وغير المسبوقة ضد السلطة وفساد النخبة الحاكمة وسوء إدارة الخدمات العامة في بلد يشهد شللا سياسيا كاملا.

وأطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق محتجين رشقوها بالحجارة خلال اشتباكات أسفرت عن إصابة العشرات قرب ساحة التحرير ببغداد حيث تجمع المئات يوم السبت لإحياء ذكرى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2019.

وقالت مصادر طبية وأمنية إن ما لا يقل عن 86 شخصا أصيبوا في الاشتباكات نحو نصفهم من أفراد قوات الأمن، مضيفة أن 38 محتجا أصيبوا بالرصاص المطاطي.

وقال الجيش العراقي إن "عناصر مندسة" تهاجم قوات الأمن بزجاجات المولوتوف وبنادق الصيد.

وكان أفراد قوات الأمن قد أقاموا نقاطا للتفتيش في أنحاء المدينة، وأغلقوا الجسور والساحات وأقاموا الجدران على بعض الجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية.

ولوح المحتجون في ساحة التحرير بالعلم العراقي وهتفوا "نريد إسقاط النظام".

وقال أحد المحتجين الشبان من بغداد ويدعى ليث "إحنا اليوم طالعين في المظاهرات السلمية نريد مطالبنا. نريد أمان، نريد الشغل، نريد حقوقنا البسيطة... إحنا ما نريد نتقاتل أو نسفك الدماء. إحنا نريد حقوقنا البسيطة وشكرا".

وعلى بعد أمتار قليلة من الساحة، شاهد مراسل لرويترز قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق محتجين حاولوا إسقاط جدار يسد جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء عبر نهر دجلة.

واندلعت احتجاجات أيضا في المحافظات الجنوبية. وفي مدينة الناصرية تجمع المئات في ساحة الحبوبي بوسط المدينة، وشارك كثيرون في مسيرة إلى مبنى المحافظة وألقوا القنابل الحارقة.

وفي الديوانية والبصرة تجمع محتجون أمام مبنى المحافظة في كل من المدينتين وأشعلوا النار في إطارات السيارات.

في عام 2019، اندلعت احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء آنذاك عادل عبد المهدي، طالب خلالها المتظاهرون بإصلاح النظام السياسي الذي رأوا أنه فاسد جدا ويجعل معظم العراقيين في حالة فقر.

وقُتل أكثر من 560 شخصا، معظمهم من المحتجين العزل، لكن كان منهم أيضا أفراد أمن، في موجة الاضطرابات الشعبية مع قيام قوات الأمن العراقية ومسلحين مجهولين بقمع الاحتجاجات.

واستقال عبد المهدي تحت ضغط الاحتجاجات، وكان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أكبر الفائزين في انتخابات أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وسحب الصدر في يونيو حزيران جميع نوابه، أو ما يقرب من ربع أعضاء البرلمان، ولجأ إلى تأجيج الاحتجاجات في الشوارع بعد فشل حركته في تشكيل حكومة، مما أدى إلى بعض من أسوأ الاشتباكات التي شهدتها البلاد منذ سنوات.

وقال العامل باليومية ياسر أثناء مشاركته في الاحتجاج "لا الحكومة (الحالية) ولا الحكومة السابقة. نحن ضد النظام السياسي برمته. نريد تغييرا جذريا... هذا يكفي".

وأثار التجمع المخاوف من اندلاع المزيد من الاضطرابات والتوتر بين السياسيين المتعطشين للسلطة، مما قد يؤخر تشكيل الحكومة مجددا بعد انسحاب الصدر من الحياة السياسية في نهاية أغسطس آب.

اندلعت الاحتجاجات في تشرين الأول/أكتوبر 2019 في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما في الجنوب الفقير الذي تقطنه أغلبية شيعية. واستمرت عدة أشهر في البلد الغني بالنفط، واعتصم خلالها مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير مستنكرين تفشي البطالة وانهيار البنى التحتية وانعدام الديموقراطية.

وضعف زخم التظاهرات تحت وطأة القمع الذي تسبب في مقتل ما يقرب من 600 شخص وجرح 30 ألفا آخرين والقيود التي فرضتها جائحة كوفيد، وبعد ثلاث سنوات، لم يتغير شيء - أو لم يتغير شيء تقريبًا.

ما زالت الأحزاب الكبيرة نفسها تحتكر المشهد السياسي. وبعد عام من الانتخابات التشريعية في تشرين الاول/أكتوبر 2021 ما زال السياسيون يتنازعون عاجزين عن اختيار رئيس جديد للوزراء.

خرج بعض المتظاهرين عراة الصدور وغطوا وجوههم بكوفية لحماية أنفسهم من استنشاق الغازات المسيلة للدموع، فيما حمل اخرون رفيقًا جريحًا على الاكتاف لإخلائه من الخطوط الأمامية.

قال مسؤول في وزارة الداخلية إن المحتجين ألقوا في النهر حواجز حديدية نصبت كموانع على جسر الجمهورية. واكد إصابة 18 من أفراد شرطة مكافحة الشغب بجروح طفيفة بعد رشقهم بحجارة وزجاجات.

وذكر أنه سجّلت 28 حالة اختناق على الأقل بين المتظاهرين.

وقال الناشط علي الحبيب "اليوم مواجهة السلطة أمر أصبح حتميا". وأضاف "كل الجسور والطرق مسدودة لان هناك رعبًا من السلطة خوفا من تشرينيين سلميين".

وانتقد الحبيب الاقتتال داخل الطبقة السياسية. وقال "مرت نحو سنة على الانتخابات التي نُظمت بشكل يفيد الطبقة السياسية لتقسيم الكعكة. تقسيم السلطة في ما بينهم ليس من اجل الشعب، اختلفوا في تقسيم الكعكة فنزل الشارع بشكل مسلح".

وقال كرار حاتم (21 عاما) الذي يطلق على نفسه اسم "تشريني" نسبة الى احتجاجات تشرين إن "السياسيين يدعون بانهم عراقيون لكنهم ليسوا كذلك ... جاؤوا من خارج البلد وهم منشغلون فقط بالمحاصصة والشعب تحت الضيم، تسيل منه الدماء".

وشدد على ان "السياسيين لم يقدموا شيئًا للوطن، والثوار مستمرون لاجل أن يتنصر الشعب ويعيش بامان".

بدورها، انتقدت معلمة دون أن تكشف عن اسمها "الخلافات والاشتباكات بين السياسيين". وقالت "سنواصل المطالبة بحقوقنا. ولن نصمت في وجه الظلم".

بعد عقود من النزاعات المدمرة وفي غياب الإصلاحات الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية الكبرى في بلد يعاني من تفشي الفساد، تعجز السلطات عن الحد من البطالة التي يواجهها أربعة من كل عشرة شباب.

كما يعاني 42 مليون عراقي بشدة من عواقب تغير المناخ مع ازدياد الجفاف وشح المياه في بلاد ما بين النهرين.

صواريخ في المنطقة الخضراء

وسقطت أربعة صواريخ في المنطقة الخضراء خلال إغلاق جزئي في أثناء انعقاد البرلمان، مما أدى إلى إصابة سبعة من أفراد الأمن، وسقطت أربعة صواريخ أخرى أُطلقت من شرق بغداد في محيط المنطقة.

قالت الشرطة العراقية إن أربعة صواريخ أطلقت من شرق بغداد سقطت بالقرب من المنطقة الخضراء بالعاصمة حيث توجد مبان حكومية وبعثات أجنبية مع تصاعد الاضطرابات السياسية.

وقال ضابطا شرطة إنه لم ترد أنباء بعد عن وقوع إصابات ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها. ويوجد أنصار ومكاتب لعدد من الفصائل الشيعية المسلحة في شرق بغداد.

وشهدت المنطقة الخضراء هجمات متكررة خلال السنوات الماضية إلا أنها كانت عادة موجهة ضد أهداف غربية وتشنها فصائل مدعومة من إيران.

وخلال الأشهر الماضية، أصبحت هذه الهجمات أمرا نادرا. ووقع القصف بينما كان البرلمان يجري تصويتا لرفض استقالة رئيسه.

ويشهد العراق أزمة سياسية تبقيه دون حكومة منذ عام تقريبا بعد انتخابات جرت في أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وتتركز الأزمة على نطاق واسع بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وبين مجموعة من الفصائل السياسية والجماعات المسلحة المتحالفة في أغلبها مع إيران.

وتحول الخلاف السياسي إلى اشتباكات في الشوارع أسفرت عن مقتل العشرات في وسط بغداد في أغسطس آب. ويخشى كثير من العراقيين من تكرار الأمر نفسه مرة أخرى.

ولم تتبنَّ أي جهة بعد هذه الضربات. وطلب من جهته رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بيان "متابعة مرتكبي جريمة القصف الصاروخي للمنطقة الخضراء وإلقاء القبض عليهم".

واعتبر الكاظمي أن "الوضع الأمني الحالي يمثّل انعكاساً للوضع السياسي؛ مجدداً الدعوة للحوار بين كل القوى المتصدية للشأن السياسي؛ للخروج من الأزمة الحالية".

وندد التيار الصدري على لسان القيادي فيه صالح محمد العراقي المقرب من مقتدى الصدر، بالقصف. وكتب صالح "نرفض رفضاً قاطعاً استعمال العنف والسلاح الذي قامت به جهات مجهولة وذلك بقصف المنطقة الخضراء، تريد من خلاله إيقاع الفتنة".

تهديد الجارتان الكبيرتان

وعدا عن الأزمات المتعددة التي تهز العراق، يقف السياسيون عاجزين عن مواجهة توترات جيوسياسية لا تستطيع الدولة أن تخرج منها. ومن ثم، تقصف إيران وتركيا، الجارتان الكبيرتان، كردستان العراق لإضعاف حركات المعارضة الكردية المسلحة الإيرانية أو التركية المتواجدة فيه.

فقد خلفت ضربات إيرانية بقذائف صاروخية وطائرات مسيرة استهدفت مواقع فصائل كردية إيرانية 14 قتيلا و58 جريحا.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن أنه سيواصل هجماته في كردستان العراق ضد المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة الكردية الإيرانية التي تصفها طهران ب"الإرهابية".

وقال عطا ناصر، القيادي في حزب كومله - كادحون الكردي الإيراني المعارض، لفرانس برس إن "القوات الإيرانية قصفت بمدافع وطائرات مسيرة مناطق وجودنا في جبال هلكورد" قرب الحدود مع إيران.

وأضاف "القصف أدى إلى تدمير مقرات لنا، ولكن بدون خسائر في صفوفنا".

ومنذ أكثر من أسبوع، تشنّ إيران ضربات متفرقة في شمال العراق، كان أعنفها الأربعاء، بأكثر من 70 صاروخاً وضربات لطائرات بلا طيار في الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، استهدفت مجموعات كردية إيرانية معارضة.

وقال الحرس الثوري إنه "شن سلسلة عمليات ضد قواعد ومقرات إرهابية في شمال العراق باستخدام صواريخ من جميع الأنواع وطائرات مسيرة قتالية وطائرات مسيرة انتحارية".

وأكد أن "هذه العمليات ستستمر حتى نزع سلاح الجماعات الإرهابية"، داعيا الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان إلى "تحمل مسؤولياتهما بمزيد من الجدية تجاه إيران كجارة".

واتهم الحرس الثوري المجموعات الكردية المتمركزة في العراق ب"مهاجمة إيران والتسلل إليها لزعزعة الأمن وإثارة أعمال شغب ونشر اضطرابات".

وتأتي هذه الضربات فيما تتواصل الاحتجاجات في إيران منذ منتصف أيلول/سبتمبر على خلفية مقتل مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة 22 عاماً بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق.

يضم إقليم كردستان العراق مقار أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية يسارية خاضت تاريخياً تمرداً مسلحاً ضدّ النظام في إيران، غير أن أنشطتها العسكرية تراجعت في السنوات الأخيرة.

وقالت مصادر كردية عراقية إن الهجمات بطائرات مسيرة استهدفت عشر قواعد على الأقل لأكراد إيرانيين بالقرب من السليمانية في كردستان العراق، وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إنها أسقطت طائرة مسيرة إيرانية لدى توجهها صوب أربيل وأضافت أن المسيرة كانت تشكل تهديدا لجنود أمريكيين في المنطقة.

وأكد نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل مقتل مواطن أمريكي في هجوم صاروخي إيراني استهدف مواقع معارضة في إقليم كردستان العراق.

وقال باتيل إنه لا يمكنه الإدلاء بأي تعليق آخر على المسألة بسبب اعتبارات الخصوصية.

وكانت واشنطن قالت إن الضربة لم تؤد إلى مقتل أي مسؤولين أو عسكريين أمريكيين.

وقال نيد برايس المتحدث باسم الوزارة في إفادة صحفية روتينية "في أعقاب تلك الهجمات، قمنا بالمراجعة على الأفراد... وتأكدنا من عدم وجود إصابات بين المسؤولين الأمريكيين في المنطقة". وأضاف أن واشنطن لم تتمكن من تأكيد تقارير تفيد بمقتل أمريكي في الهجمات.

وأبلغ عضو بارز في حزب كوملة الكردي الإيراني المعارض رويترز بأن عدة مكاتب للحزب استُهدفت أيضا.

وقال طارق حيدري، حاكم مدينة كويه الكردية العراقية، لرويترز إن شخصين، أحدهما سيدة حبلى، قتلا وأصيب 12 آخرون هناك. وأضاف أن بعض المصابين نُقلوا في حالة حرجة إلى مستشفى في أربيل.

وأدانت وزارة الخارجية العراقية الهجمات الإيرانية على مناطق في إقليم كردستان العراق.

وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية إن الوزارة ستستدعي السفير الإيراني لإبلاغه باعتراض العراق على الهجمات على أراضيه وبإنه يعتبر هذه الخطوة انتهاكا للسيادة.

تتخذ أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية يسارية من إقليم كردستان العراق مقراً لها، وهي أحزاب خاضت تاريخياً تمرداً مسلحاً ضدّ النظام في إيران على الرغم من تراجع أنشطتها في السنوات الأخيرة.

لكن هذه التنظيمات لا تزال تنتقد بشدّة الوضع في إيران على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر مشاركة مقاطع فيديو للتظاهرات التي تشهدها إيران حالياً منذ وفاة مهسا أميني منتصف أيلول/سبتمبر بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.

تركيا ايضا

من جهتها قالت وزارة الدفاع التركية إنها "حيدت" نحو 30 من عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور في عمليتين منفصلين في كل من العراق وسوريا. وعادة ما تستخدم وزارة الدفاع كلمة حيدت للتعبير عن القتل.

أوضحت الوزارة أن العمليتين شملتا غارة جوية استهدفت 23 من عناصر الحزب في منطقة آسوس التي تبعد نحو 140 كيلومترا في عمق الأراضي العراقية من جهة الشمال، فضلا عن سبعة آخرين في عملية أخرى بشمال سوريا.

وتشن تركيا بشكل متكرر ضربات جوية عبر الحدود، غالبا بطائرات مسيرة مسلحة، في الجارتين العراق وسوريا في إطار هجماتها على مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين هناك.

وقال وزير الدفاع خلوصي أكار يوم الخميس إن الجيش قصف 16 هدفا في ضربات جوية الأسبوع الماضي في نفس منطقة آسوس.

اضف تعليق